نيويورك ـ في أعقاب مواجهة بين إسرائيل وإيران واشتباكات شاركت فيها قوات التحالف بقيادة أميركية، وتصعيد القتال في أجزاء عدة من سوريا، دعا الموفد الدولي ستافان دي ميستورا إلى وقف التصعيد.
وقال دي ميستورا الذي يؤدي مهمة الوساطة منذ العام 2014 “إنها الأحداث الاعنف والأكثر خطورة التي شاهدتها خلال مهمتي بصفتي موفدا دوليا”.
من جهتها، حضت الولايات المتحدة الاربعاء روسيا على استخدام نفوذها لدى النظام السوري لإنهاء الحرب، فيما حذر الموفد الدولي من مرحلة “خطيرة” في النزاع المستمر منذ نحو سبع سنوات.
وقالت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن نيكي هايلي خلال اجتماع للمجلس حول الأزمة المتفاقمة في سوريا إنه “يمكن لروسيا دفع النظام للالتزام بالسعي إلى سلام حقيقي في سوريا”.
وأضافت “حان الوقت لكي تستخدم روسيا ذلك النفوذ” من أجل “دفع نظام الأسد للقيام بما لا يريد صراحة القيام به”.
واتهمت هايلي موسكو بأنها لا تتخذ خطوات كافية لوقف هجمات النظام السوري بما فيها تلك “الكيميائية” ضد السكان المدنيين.
وشددت الدبلوماسية الأميركية على ان “نظام الأسد لا يرغب بالتوصل إلى السلام، ويجب على روسيا ان تغيّر اجراءاتها من اجل اقناعه” بالتوصل إلى حل لهذا النزاع.
وتدخل الحرب في سوريا الشهر المقبل عامها الثامن وسط فشل الجهود الدبلوماسية، فيما تتصاعد اعمال العنف على الأرض.
ونجح تدخل عسكري روسي عام 2015 في ترجيح الحرب لمصلحة الأسد، لكنّ مساعي روسيا للتوصل إلى اتفاق سلام، والتي شملت مؤتمرا في سوتشي الشهر الماضي، لم تؤت ثمارًا حتى الآن.
ومع وجود جبهات قتال كثيرة تشارك فيها قوات من دول عدة، قال السفير الفرنسي في الامم المتحدة فرنسوا دولاتر إن “احتمال امتداد النزاع ووقوع مواجهة اقليمية ودولية كبيرة يجب أن يؤخذ بدرجة كبيرة من الجدية”.
وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 340 الف شخص ونزوح ملايين من منازلهم، فيما يجد 13 مليون سوري أنفسهم بأمسّ الحاجة إلى مساعدات إنسانية.
واشتكى السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا من أنّ هناك “دائما أمورًا تُطلب” من روسيا، مضيفا انّ على الولايات المتحدة وحلفائها ان تستخدم في المقابل نفوذها لتخفيف أعمال العنف.
وقال نيبنزيا أمام المجلس إنّ الضربة التي وجهها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للقوات الموالية للنظام السوري في منطقة دير الزور شمال شرق سوريا شكّلت “هجوما غير مبرر”.
وكانت هايلي قالت في وقت سابق إنّ التحالف الدولي تصرّف دفاعًا عن النفس في ذلك الهجوم الذي ادّى إلى مقتل العشرات.
ويناقش مجلس الأمن مشروع قرار قدّمته السويد والكويت يطلب هدنة لـ 30 يوما في سوريا للسماح بتسليم مساعدات انسانية إلى المدنيين، ورفع الحصار.
وتواصلت المشاورات الاربعاء في شأن صيغة النص، وقال دبلوماسيون إنّ توقيت التوصيت لم يُحسم.
وتابع نيبنزيا امام المجلس ان الوضع الإنساني في سوريا “معقّد”. واضاف لاحقا امام الصحافيين، ان وقف النار لا يُمكن حصوله “بين ليلة وضحاها”.
وسمح لأول قافلة مساعدات بالدخول إلى الغوطة الشرقية المحاصرة الاربعاء، بعد قصف عنيف أدى إلى مقتل اكثر من 250 مدنيا.
وفي ما خصّ المشاورات المتعلقة بمشروع القرار حول الهدنة، قال نيبنزيا “نبذل جهودًا حثيثة توصّلاً إلى إجماع”.
من جهته دعا دي ميستورا إلى “خفض التوتر على نحو فوري”، دون أن يأتي على ذِكر الطلب الذي تقدّمت به قبل اسبوع وكالات تابعة للامم المتحدة من اجل تنفيذ هدنة انسانية على الارض.
ومتطرّقًا إلى قافلة المساعدات الانسانية التي وصلت الاربعاء إلى الغوطة الشرقية، قال دي ميستورا انها لا تمثل “سوى اثنين في المئة” من احتياجات “390 الف شخص لا يزالون عالقين في المناطق المحاصرة” في سوريا.
العرب اللندنية