لم يفوت المدونون الموريتانيون الذين يتابعون الصغيرة والكبيرة، امتناع وزيرة الزراعة الموريتانية، الأمينة بنت أممه، عن مصافحة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال الاستقبال الرسمي الذي خصص له أثناء زيارته الأخيرة لنواكشوط.
كما لم يفوت المدونون موقفا آخر معاكسا هو مصافحة الناها بنت مكناس وزيرة التجارة للرئيس التركي في المناسبة نفسها.
ودخل المدونون في مقارنات بين موقفي الوزيرتين من مصافحة إردوغان بين مرحب بانفتاح وزيرة التجارة، ومنتقد لتحفظ وزيرة الزراعة، ومرحب بتحفظ الوزيرة بنت أممه المتحدرة من أسرة دينية ـ ومنتقد لجرأة الوزيرة بنت مكناس.
وتوسع هذا الجدل ليناقش قضية مصافحة النساء للرجال في المناسبات العامة التي تجاوزتها غالبية مجتمعات الأرض، بينما لا تزال منتقدة في مجتمعات متخلفة بينها المجتمع الموريتاني، واستحضر البعض أمثلة عربية منها ما حصل في مكتبة الأسد في دمشق، حين مازح العلامة الموريتاني عدود الوزيرة نجاح العطار بقوله «أنت نجاح وأنا أمي اسمها النجاح فلا شك أن أعمالنا ستكلل بالنجاح».
وتعرض الشاعر الموريتاني الكبير عبد الله السالم ولد المعلى لإحراجات مصافحة المصريات خلال زيارة رسمية إلى القاهرة فاعتذر في أبيات مشهورة عن عدم المصافحة، قال فيها:
أصافحكن يا «ستاتِ» مصرٍ: بقلبٍ لا يدٌ عنه تنوبُ
وما تركُ التصافحِ بالأيادي: يضرُ إذا تصافحت القلوبُ
وكان باشا تارودانت محمد البيضاوي بن سيد عبد الله الجكني الموريتاني، قد استقبل وفداً برئاسة سيدة فرنسية، فمدت إليه يدها فصافحها بيده وقد أحرجه الموقف، فقال له أحد مرافقيه «يمكن أن أجد لك عذراً شرعياً من أحكام الضرورة فيه مندوحة»، فقال البيضاوي: «لا داعي لذلك، دع الأمر ذنبا ارتكبه البيضاوي واستغفر الله منه».
نواكشوط القدس العربي