اسطنبول- أعلنت تركيا سيطرتها على عفرين بعد فرار آلاف المدنيين من بلداتهم هربا من اشتداد المعارك في ظل تصعيد أنقرة لهجماتها البرية والجوية التي أسفرت عن قتل وتهجير سكان المنطقة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأحد إن وسط مدينة عفرين بات “تحت السيطرة تماما” وإن الأعلام التركية رفعت في المدينة الواقعة في شمال سوريا.
وأضاف اردوغان إن “وحدات من الجيش السوري الحر مدعومة من القوات المسلحة التركية سيطرت على مركز مدينة عفرين بالكامل مضيفا أن عمليات نزع الألغام لا تزال مستمرة.
وكان متحدث باسم الجيش السوري الحر المعارض المدعوم من تركيا ذكر في وقت سابق أن قوات المعارضة دخلت عفرين قبل فجر الأحد وأن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية انسحبوا.
وحققت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها تقدماً في مدينة عفرين بعد ساعات فقط من دخولها، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن التقدم السريع جاء “نتيجة القصف المكثف المستمر منذ أيام”، مشيراً إلى أن القوات التركية باتت تسيطر على “أكثر من 50 في المئة منها”. وأفاد أحد سكان عفرين وكالة فرانس برس عن غياب الاشتباكات وانتشار لعناصر الفصائل السورية في وسط المدينة، متحدثاً عن “انسحاب” المقاتلين الأكراد منها.
قال متحدث باسم الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا إن مقاتلي المعارضة سيطروا على أجزاء من مدينة عفرين الأحد بعد انسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية.
ودخلت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا وسيطرت على أحياء منها في اطار العملية العسكرية المستمرة منذ نحو شهرين، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد.
وأعلنت الفصائل السورية الموالية لأنقرة في بيان صباح الأحد “توغلها داخل مدينة عفرين من المحورين الشرقي والغربي” والسيطرة على حيي الأشرفية والجميلية.
وفي مدينة عفرين، أفاد أحد السكان وكالة فرانس برس أن المدنيين الباقين فيها يختبؤون في الأقبية، ويسمعون أصوات اطلاق رصاص في الخارج وصيحات “الله أكبر”. ودفع الهجوم التركي عشرات الآلاف إلى النزوح من مدينة عفرين.
وأفاد المرصد السوري عن نزوح أكثر من 200 ألف مدني من المدينة منذ مساء الأربعاء فقط، وتوجه معظمهم إلى مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري في شمال حلب.
ويأتي هذا التقدم في اطار العملية العسكرية المستمرة التي بدأتها تركيا والفصائل السورية الموالية لها في 20 يناير، وتقول أنقرة إنها تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها مجموعة “إرهابية”. وسيطرت القوات التركية على مساحات واسعة من المنطقة الحدودية قبل تطويق المدينة ودخولها.
وخاض المقاتلون الأكراد الذين أثبتوا عن فعالية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، معارك عنيفة مع القوات التركية والفصائل الموالية لها لكنها المرة الأولى التي يتعرضون فيها لعملية عسكرية واسعة بهذا الشكل مع قصف جوي.
وأمام الهجوم التركي، طالب الأكراد دمشق بالتدخل، وبعد مفاوضات دخلت قوات محدودة تابعة لقوات النظام انتشرت على جبهات عدة، لكن سرعان ما استهدفها الأتراك بالقصف.
وأراد الأكراد بشكل أساسي من الجيش السوري نشر دفاعات جوية تتصدى للطائرات التركية.
العرب