د. سليم محمد الزعنون*
في أعقاب فوز بوتين بولاية جديدة، من المرجح أن تتعامل موسكو مع الشرق الأوسط بشكل أكبر كساحة نفوذ مفضّلة، وتعمل على توسيع نفوذها، وسيبقى الشرق الأوسط مسرحاً للتنافس مع الغرب.
أولاً: سوريا وإيران.
الأهمية الجيوستراتيجية لسوريا في المنظور الروسي تفرض على موسكو استمرار وجودها في سوريا وعدم التخلي عنها، ويؤشر الى ذلك الاستثمار طويل الأمد في سوريا في المجال العسكري والبنية التحتية واعادة الاعمار والطاقة.
لا توجد أي بوادر لتراجع العلاقة بين موسكو وطهران، لقد تمكنا من وضع خلافاتهما جانباً لصالح هدف مشترك، وهو الحد من النفوذ الأمريكي في المنطقة، بعد فوز “بوتين” قد تتجه موسكو لتوسيع التعاون مع طهران في المجال الاقتصادي والعسكري، كاستخراج النفط من الحقول الإيرانية، وتطوير منظومة الصواريخ. لكن ستحرص روسيا على عدم قطع العلاقة مع القوى الإقليمية الأخرى.
ثانياً: توسيع النفوذ الإقليمي.
- العمل على استهداف منطقة شمال إفريقيا (ليبيا، الجزائر، تونس، المغرب) حيث توجد لموسكو مصالح جيوستراتيجية واقتصادية وسياسية، ومن الناحية الاقتصادية، توفر منطقة شمال أفريقيا فرصة لروسيا لبناء شراكات في قطاع الطاقة، والاستثمار في تطوير البنية التحتية، مع صفقات بيع الأسلحة باعتباره مصدر ربح مادي ووسيلة للتأثير.
- العمل على الوصول إلى المرافئ الإقليمية، لضمان حقوق الإرساء لسفنها في مناطق مثل ليبيا في ظل ارتفاع تكلفة بناء مرافئ جديدة، مع الاضطلاع بدور في انهاء الصراع الليبي، من خلال التوسط بين “الجيش الوطني الليبي” الخاضع لإمرة خليفة حفتر في الشرق و”حكومة الوفاق الوطني” المعترف بها دولياً في طرابلس.
- بحكم العلاقات التي تربط موسكو بكل من إسرائيل وسوريا، من المحتمل أن تعمل على الدفع باتجاه تسوية سورية إسرائلية، وقيادة عملية سلام بين الدولتين.
- في ظل تراجع الدور الأمريكي في المنطقة، ستعمل روسيا على تعزيز نفوذها وعلاقاتها مع دول الخليج، مع محاولات للتدخل والتأثير في الصراع العربي الإسرائيلي.
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية