طهران – حذر الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، في رسالة غير مسبوقة، بعثها إلى المرشد الإيراني علي خامنئي من أن استياء الشعب من إدارة الدولة بلغ ذروته، في خطوة رأى فيها محللون استشعارا لموجة احتجاجات عارمة جديدة قد لا ينجح النظام في ترويضها كما فعل مع سابقتها.
ونشر موقع “بهار نيوز” الإخباري، المعروف بقربه من نجاد، رسالتين بعثهما الأخير إلى خامنئي في 13 فبراير وفي 13 مارس الجاري.
وقال نجاد في رسالته “لقد بلغ استياء الشعب الإيراني من إدارة الدولة ذروته، ويمس هذا الانزعاج أساسيات الثورة”، متهما السلطات القضائية والأمنية بظلم الشعب.
وأشار الرئيس السابق في رسالته الأولى إلى المشاكل الاقتصادية التي تشهدها البلاد، والضغوطات التي تمارس على الشعب بدواعٍ أمنية، وأن إدارة البلاد لا تتمتع بالشفافية.
وبيّن “أن الأشخاص الذين يريدون بيع كِلاهم بسبب الفقر يصطفون بالطوابير”، لافتاً إلى أن العمال والمتقاعدين والفلاحين في وضع اقتصادي منهار.
وأضاف أن هناك طبقة من السياسيين والأغنياء تستفيد من إمكانات الدولة، وأن هذا الوضع قضى على ثقة الناس بالعدالة الاجتماعية، ونشر فكرة الشعور بالتمييز.
وكان الزعيم الإيراني المعارض مهدي كروبي قد انتقد في وقت سابق خيارات المرشد علي خامنئي الاقتصادية والسياسية، التي دفعت الإيرانيين إلى التظاهر والدعوة إلى إسقاط النظام، داعيا إياه إلى الكف عن إلقاء اللوم على الآخرين وإلى تحمل مسؤولياته تجاه البلاد.
وفي انتقاد علني نادر لخامنئي، اتهم كروبي المرشد الإيراني باستغلال سلطاته وحثه على تغيير أسلوب إدارته للبلاد قبل فوات الأوان، قائلا ” تتولى منصب الزعيم الأعلى للبلاد منذ ثلاثة عقود، لكنك ما زلت تتحدث كمعارض”. وأضاف كروبي، في رسالة مفتوحة لخامنئي نشرت على الموقع الرسمي لحزبه الإصلاحي “خلال آخر ثلاثة عقود قضيت على القوى الثورية الرئيسية لتنفيذ سياساتك، والآن يتعين عليك مواجهة نتائج ذلك”.
وكشفت الاحتجاجات الشعبية الأخيرة التي شهدتها العشرات من المحافظات الإيرانية تصدع أعمدة النظام في طهران، ما دفع الرئيس الإصلاحي حسن روحاني إلى استحضار سيناريو سقوط الشاه محمد رضا بهلوي، بعد توفر جميع مؤشرات استنساخ السيناريو مرة أخرى.
العرب