العلاقات بين الدول تقوم على أساس المصالح وليس على خراب الشعوب ، وعندما تتجاوز طبيعة هذه العلاقات حدود الاحترام والمعقول وتتعدى على جميع الأعراف والأديان والقيم الإنسانية ، فهذا يعني ان الهدف الحقيقي من تلك العلاقات هو وجود النية السيئة في اقامتها بالأضرار بأحد الاطراف، وخير شاهد على ذلك ما تقوم به ايران في الساحة العربية.
وعلى الرغم من وضوح اهداف ايران العدوانية في المنطقة العربية هناك أصوات تدافع عن سياستها وأيضا توجه اللوم الى كل من يقف عائقا بوجه إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدول العربية وجمهورية ايران الإسلامية ، وحتى نضع هؤلاء المدافعين عنها في صورة واضحة وحقائق دامغة عن حقيقة ايران كنظام سياسي وديني لابد ان يفهم الجميع ، من هي ايران وماذا تريد واي دور تقوم به الان .
ان العالم العربي والإسلامي لا يختلف مع الشعب الإيراني خاصة الاصلاحيين منه ، أي نعم ان هناك الكثير الذين لا يؤمن بالدولة الدينية بالمطلق، بدليل ان نظام الحكم في ايران هو نظام ديني ثيوقراطي يعترف بولاية الفقيه، أي ان على الجميع ” السمع والطاعة “، ولهذا نجد ان الغضب الموجود اليوم لدى العالم هو بسبب سياسة ايران العدائية التي لا تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون غيرها، وانما تنتهج سياسة تسميم الأفكار، وتشويه الدين والإسلام.
ان ايران بعد الثورة لم تقم باي علاقة صادقة مع أي دولة من الدول، الا وكانت الخيانة السمة الأبرز فيها وما عاهدت دولة الا وغدرت بها، بدليل ان علاقة ايران مع لبنان قامت على أساس انشاء ” حركة امل ” وبعد ان تلوثت الايدي من هذه الحركة، خرج من رحمها ونواة فكرها حزب اطلق عليه ” حزب الله اللبناني ” بقيادة السيد حسن نصرالله الذي إقام دولة غير شرعية داخل لبنان ، وقد تجلى ذلك بما صرح به نصرالله :” ان انتماءنا ليس للبنان وانما لولاية الفقيه في طهران”؛ مما كسر هيبة الدولة واضعف جيشها الوطني واقام دولة مسلحة لا تحترم القانون ، بل هي فوق القانون والدولة اللبنانية .
بعدها لوثت الايدي الايرانية بالدماء السعودية في حادثة نفق المعيصم بمكة المكرمة عام 1989 في عام الحج والتي ذهب ضحيتها اكثر من خمسة الاف حاج لقوا حتفهم اثر انفجار غاز الخردل على يد مجرمي الايران وقد تجلى ذلك من خلال اللافتات والصور التي علقت في شوارع طهران ، كتب عليها عبارة: ” هذا مرقد أولياء الله ” .
إقامة علاقة مع حكومة بغداد بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 ولم تحترم هذه العلاقة بدليل ان اغلب السياسيين الإيرانيين ورجالها المعممين يتحدثون علنا بعبارتهم الشهيرة: ” لولا ايران لما دخلت أمريكا العراق “، ويقصدون هنا وجود الحرس الثوري الإيراني ، الذي نتج عنه قتل اكثر من مليون انسان من مختلف الاجناس وفق سياسة القتل الطائفي الممنهج .
اقامت ايران علاقة مع اليمن ، فخانتها وأنشأت فيها دولة الحوثيين بعد ان دربتهم وسلحتهم على ايدي الحرس الثوري وغرست الفكر السيىء في عقولهم ، لتعيدهم الى اليمن ، قتلة ومجرمين ، ولعل شحنة الأسلحة المقبلة من ايران والتي تم ضبطها قبل أيام كافية لقتل الملايين من الشعب اليمني ، وهذا اكبر دليل على ان ايران بسياستها ارادت ان تؤسس دولة مسلحة داخل دولة اليمن وبهذا كسرت القانون ولم تحترم الدولة اليمنية .
وفي سوريا اقامت ايران فيها نظام طائفيا متحديا ثورة الشعب وعملت على التمسك بنظام الأسد لأخر لحظة وان القتال والدعم والمؤازرة الإيرانية له يعد شيئا مقدسا لدى الايرانيين، ان سياسة القتل التي تنتهجها ايران في العراق ولبنان وسوريا واليمن والبحرين اكبر دليل على يدها الملوثة والمتعطشة للدماء العربية ، ناهيكم عن الجزر الثلاثة التي اغتصبتها من الامارات العربية .
وقد لا يخفى عليكم ان ايران احتلت دولة عربية في الاحواز وابتلعتها منذ عام 1922 بالاتفاق مع بريطانيا ، ثم الغت هوية قبائها العربية ، فضلا عن الاعدامات الأسبوعية لأبناء الاحواز او تقديمهم للمحاكم خاصة من يتكلم اللغة العربية او من يسمون مواليدهم بأسماء عربية ، وبذلك تكون ايران اشد خطرا من اليهود الذين اغتصبوا جزءاً من دولة فلسطين العربية .
اسماعيل الجنابي