شهدت مسيرات العودة في جمعة «الشهداء والأسرى» التي سقط فيها أربعة شهداء ومئات الجرحى، معركة من نوع آخر بين الشباب الفلسطيني في قطاع غزة وقوات الاحتلال الإسرائيلي.. إنها «معركة المنشورات».
فقد استبقت قوات الاحتلال اندلاع المواجهات بإلقاء منشورات تحذيرية من الجو فوق «مخيمات العودة» على طول الحدود، حذرت فيها المتظاهرين من الاقتراب من السياج الفاصل أو حمل السلاح. وجاء في بيان جيش الاحتلال «حماس تستغلكم لتنفيذ عمليات إرهابية»، وتوعد بأنه سيعمل «ضد كل محاولة للمس بأي عتاد أو أي شيء آخر تابع للجيش»، وكان بذلك يقصد عمليات قطع السياج الفاصل.
في المقابل رد شبان غزة على تلك المنشورات بإرسال منشورات مماثلة عبر «طائرات ورقية»، ألقيت فوق بلدات إسرائيلية قريبة من الحدود، حملت عبارات تطالب أهلها بالرحيل إلى الأمكنة التي جاؤوا منها إلى فلسطين.
وشهدت الجمعة الرابعة ضمن فعاليات «مسيرة العودة الكبرى» كما في الجمعات السابقة، مواجهات حامية لم يكترث فيها المتظاهرون الذين تدفقوا بالآلاف على طول السياج الحدودي باستخدام قوات الاحتلال «القوة المفرطة»، حيث تمكنوا من اقتلاع أجزاء من السياج الفاصل على الحدود.
وأسفرت المواجهات عن استشهاد أربعة فلسطينيين بينهم طفل وجرح مئات آخرين، وهم أحمد رشاد العثامنه (24 عاما) وأحمد نبيل ابو عقل (25 عاما) والصبي محمد أيوب (15عاما) وجميعهم من جباليا واستشهدوا برصاص الاحتلال شرق جباليا، وسعد أبو طه (29 عاما) الذي استشهد شرق خانيونس» في جنوب غزة. وبلغت حصيلة الإصابات حسب الناطق باسم وزارة الصحة الطبيب أشرف القدرة 645 مصابا، منها 120 بالرصاص الحي والبقية بقنابل الغاز المسيل للدموع، بينهم 5 في حالات خطيرة، و29 صبيا. وحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية فإن بين الجرحى «أحد مصوري تلفزيون ابو ظبي الإماراتي الذي أصيب بيده اليمنى بالرصاص الحي». وبذلك ترتفع حصيلة الشهداء منذ 30 آذار/ مارس الماضي إلى 37 فلسطينيا.
وحسب شهود عيان فإن أحمد أبو عقل وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة (أبكم) كان يقف بالقرب من الحدود إلى جانب شبان يشعلون
القدس العربي