إعلان بيونغ يانغ وقف تجاربها النووية مثَّل مفاجأة سارة للمجتمع الدولي رغم أنه لا يعني بالضرورة نهاية طموحاتها في هذا المجال، فما هي مبررات هذا الإعلان؟
فقد أعلن الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون وقف التجارب النووية وإطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات ابتداء من أمس السبت 21 أبريل/نيسان 2018.
لكن لا يمكن اعتبار هذا الإعلان، حسب صحيفة فرنسية، رديفا لتعهد من قبل بيونغ يانغ بتفكيك ترسانتها التي توصف بأنها هي “السيف العزيز” الذي يحمي حما الوطن.
غير أن لوجورنال دو ديمانش قدمت ثلاثة مبررات قالت إنها ربما كانت الدافع وراء قرار كيم جونغ أون المفاجئ:
أولا، كوريا الشمالية حققت هدفها، وما إعلانها الحالي إلا أحد مؤشرات التهدئة التي ميزت تصرفات بيونغ يانغ في الآونة الأخيرة، فقد أرسلت رياضييها للمشاركة في الألعاب الأولمبية في سول، وأعادت العمل بالخط الأحمر بينها وبين كوريا الجنوبية.
لكن الزعيم الكوري الشمالي لم يسبق أن لان قيد أنملة بخصوص ترسانته النووية، التي يقول إنه يحتفظ باستخدامها في حالة “تعرض بلاده لتهديد أو ابتزاز نووي”.
وتعتبر بيونغ يانغ نفسها اليوم في موقف تفاوضي قوي بعد الإنجازات النووية التي حققتها خلال العام 2017، فقد أصبحت في أعين شعبها وأعين العالم قادرة على الدفاع عن نفسها، حسب الصحيفة.
ويرى الباحث في المؤسسة الفرنسية للبحوث الإستراتيجية آنتوان بونداز أنه “على الرغم من وجود شكوك حول القدرة التشغيلية لترسانتها النووية، فإن كوريا الشمالية حققت هدفها المعلن”.
ثانيا، من الواضح أن كيم جونغ أون يحضر نفسه للقائه المرتقب بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، فهو بهذا الإعلان “يضع واشنطن في وضع لا تحسد عليه في حالة فشل المفاوضات”، حسب مدير مجموعة “نيوكلير كرايسس غروب” جون وولفستال.
فلغة الحرب التي استخدمها دونالد ترمب لأشهر عدة تتعارض مع مؤشرات الانفتاح الأخيرة للنظام الكوري الشمالي.
ولا يستبعد بعض الدبلوماسيين أن يكون التهديد بفرض المزيد من العقوبات على بيونغ يانغ قد كان له دور في القرار الكوري الشمالي في ظل ما يمر به البلد من أزمة اقتصادية بسبب العقوبات المطبقة في حقه.
ثالثا، النظام الكوري الشمالي يريد نقلة نوعية في الوضع الاقتصادي للبلد لجعله طبيعيا، وهو ما اتضح من السياسة الجديدة التي أعلن عنها الزعيم كيم جونغ أون والتي تدعو إلى العمل على “التطوير المتزامن” للجيش والاقتصاد”، إذ “يتعين على الحزب بأكمله والأمة بأسرها التركيز الآن على تنمية الاقتصاد الاشتراكي للبلد”.
وتعليقا على هذا التوجه، يقول وولفستال إن كوريا الشمالية “حريصة على ضمان انعقاد القمة، وإذا فشلت فهي تريد أن تترك الانطباع بأنها اتسمت بالعقلانية”.
ويرى بونداز، في مقابلة مع فرانس إنفو، أنه ما لم تقم كوريا الشمالية بتجارب نووية جديدة سيكون من الصعب على المجتمع الدولي تعزيز عقوباته عليها، إذ إن الصين وروسيا ستقفان حجرة عثرة في وجه مثل تلك القرارات في غياب أي ابتزاز كوري شمالي جديد.
المصدر : الصحافة الفرنسية