وقالت الصحيفة الأميركية إنّ كيري أجرى لقاءات ثانية خلف أبواب مغلقة، وكل هذا بهدف حماية الإنجاز الأبرز الذي حققه حين كان وزيراً في زمن الرئيس السابق باراك أوباما، فقابل الرئيس الألماني فرانك والتر شتاينماير، ومنسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فضلاً عن عدد من نواب الكونغرس الأميركي، وبحث مع كل هؤلاء التبعات والتهديدات التي قد يتركها تمزيق الاتفاق النووي مع إيران.
وفي الوقت الذي تنتظر فيه طهران قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلق بتمديد العمل بالاتفاق النووي أو الانسحاب منه قبيل 12 مايو/ أيار، يصرّ مسؤولو البلاد على مسألة رفض إعادة التفاوض حول الاتفاق ذاته أو تعديله، حتى إنهم رفضوا إعادة التفاوض بشأن الاتفاق.
وفي هذا السياق، ذكر المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني حسين نقوي حسيني، أنّ إيران اتخذت قرارات عدّة لمواجهة السيناريوهات المقبلة.
ونقل موقع “تسنيم” عن حسيني قوله أيضاً إنّ الولايات المتحدة الأميركية تجاهلت كل تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تؤكد التزام إيران بتعهداتها، كما تسعى إلى الضغط على الأطراف الأوروبية لتحملها مطالبها غير المنطقية، حسب وصفه.
وأضاف حسيني أن “هذه الأطراف قررت مجاراة واشنطن، من خلال تقديم وعود وطرح مقترح فرض عقوبات جديدة على علاقة ببرنامج إيران الصاروخي، مقابل بقاء ترامب في الاتفاق، وهو ما لن تقبله طهران التي لن تفاوض أحداً حول ملفها العسكري”.
ونقل النائب البرلماني، في حوار آخر مع وكالة “مهر” الإيرانية، أن الولايات المتحدة الأميركية خرقت الاتفاق عشرين مرة منذ دخوله حيز التنفيذ العملي، معتبراً أن “واشنطن، ومعها الأطراف الأوروبية في الاتفاق، تتذرع بملفات إيرانية ثانية، وستفرض عقوبات ترمي إلى الحد من نفوذ إيران الإقليمي”، مؤكداً أن طهران ترى أن “أي قرار حظر جديد يتناقض والاتفاق نفسه”.
ورأى نقوي حسيني أن “الاتفاق سيصبح بلا معنى في هذه الحالة، ولن يحمل أي فوائد لبلاده، فأي عقوبات قادمة تعني القضاء على الاتفاق حتى لو ظل ترامب فيه”، موضحاً أن لدى بلاده “سيناريوهات عديدة وخيارات كثيرة على الطاولة”.
كذلك انتقد الاتهامات الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أخيراً، واصفاً إياه بـ”الأحمق”. وقال إن الوكالة الدولية هي الطرف الوحيد المعني بمراقبة برنامج إيران النووي وتأكيد سلميته من عدمها.
أما مستشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي، منصور حقيقت بور، فرأى أن ترامب يدّعي أنه سيخرج من الاتفاق، متوقّعاً ألا يفعل ذلك.
ودعا حقيقت بور الدول الأوروبية التي تعدّ طرفاً فيه إلى أن “تحفظ ماء وجهها وألا تجاري الرغبات الأميركية، وأن تلتزم بالاتفاق كما تفعل روسيا والصين، وهو ما سيبقي أميركا لوحدها”، حسب تعبيره.
لكنه أكّد أن بلاده لا تمانع التفاوض مع الأوروبيين حول ملفات إقليمية، من قبيل ما يحصل في اليمن، لكن هذا مشروط بعدم ربطه بمسألة الاتفاق النووي، حسب تعبيره.
وعن الخيارات التي من المحتمل أن تتخذها طهران في حال انتهاء عمر الاتفاق، قال سفير إيران في لندن، حميد بعيدي نجاد، في حوار مع “سي إن إن” الأميركية، إن طهران ستراجع طريقة تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال تمزيق الاتفاق، ومن الممكن أن تستأنف تخصيب اليورانيوم بنسب عالية كما السابق.
وبرّر بعيدي نجاد قرار إيران بالخروج من الاتفاق في حال فعلت واشنطن ذلك، بالقول إن “الاتفاق يشمل إيران والسداسية الدولية، ولا يمكن أن يستمر بانسحاب أي جهة”، مؤكداً أن “إيران جلست إلى طاولة المفاوضات لتثبت للكل عدم وجود نوايا لتطوير سلاح نووي، ولن تفعل ذلك حتى لو استأنفت نشاطها النووي كما كان عليه قبل التوصل إلى الاتفاق”.
يذكر أن وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، كان قد نشر فيديو مصوراً، يوم الخميس الفائت، ذكر فيه أن طهران ستقف بوجه الإجراءات الأميركية المقبلة، قائلاً: “أمام الاتفاق خيار واحد وحسب، ألا وهو التزام واشنطن الكامل بالتعهدات”.
وكان ترامب قد أعرب في المرة الأخيرة التي مدّد فيها العمل بالاتفاق النووي قبل أشهر عن أنها ستكون الأخيرة إذا ما لم يتم تعديله أو يتم إيجاد حلول لما رآه ملفات مقلقة، من قبيل صواريخ إيران الباليستية ودورها في المنطقة.
العرلي الجديد