وأوضح المسؤول لـ”العربي الجديد” أن طهران ستقوم بإعادة نفس الكميات إلى العراق من خلال البصرة (جنوب) في اتفاق مقايضة يسمح لبغداد باستخدام حقول كركوك شبه المعطلة بسبب الخلافات بين بغداد وإقليم كردستان العراق وإيقاف أنبوب النفط الذي يصدر نفط كركوك إلى ميناء جيهان التركي.
وأضاف المسؤول أن “عملية التصدير هذه لكميات محدودة من نفط كركوك حيث يبلغ إنتاج حقول كركوك مجتمعة إلى نحو 480 ألف برميل يومياً في جميع الحقول”.
وتستفيد طهران من هذا الاتفاق بتغذية محطاتها في المحافظات الحدودية مع العراق. وفي ظل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني في مايو/ أيار الماضي وفرض عقوبات على طهران، يتوقع محللو اقتصاد أن تركز إيران على الحفاظ على مصالحها مع دول الجوار وتعزيز التعاون في العديد من المجالات.
وكان المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد، قد أبلغ “العربي الجديد”، في تصريحات سابقة أن الاتفاق لم يتم تفعليه بعد وأنه لم تصل أي شحنة نفط عراقية إلى إيران عبر الصهاريج.
وأشار إلى أن الاتفاق الموقع بين الجانبين لم يفعّل بسبب وجود مشاكل تتعلق بآلية النقل وأن الاتفاق عبارة عن تبادل منفعة بين البلدين، حيث من المقرر أن يتم نقل ما بين 30 إلى 60 ألف برميل يومياً من نفط كركوك عبر الصهاريج إلى إيران، على أن ترد إيران إلى البصرة الكمية نفسها، حيث إن طهران بحاجة للنفط في منطقة كرمنشاه القريبة من شمال العراق، كما أن بغداد ستستفيد من تصدير نفط كركوك.
وفي جولة ميدانية تابع مراسل “العربي الجديد”، صفوف الشاحنات التي تحمل لوحات مرور إيرانية وأخرى عراقية تحمل أرقام أربيل السليمانية متجه إلى إيران بمحافظة السليمانية وتحديدا منطقة اريان العراقية التابعة لمحافظة السليمانية 50 كم عن الحدود العراقية الإيرانية”.
ومن جانبه، قال الخبير النفطي العراقي، لـ”العربي الجديد”، عباس علي الشمري، إن “حقول النفط في كركوك شبه مشلولة بسبب عدم وجود منافذ تصديرية بعد تضرر الخط العراقي التركي الواصل من كركوك عبر صلاح الدين ونينوى وصولاً إلى ميناء جيهان التركي بسبب استهداف تنظيم داعش الإرهابي للخط في السنوات التي سبقت احتلاله لمدن مرور الأنبوب والمشاكل مع أربيل. وأضاف الشمري أن الاتفاق ينفع إيران أكثر من العراق.