في ظل الاحداث المتلاحقة التي تخيم على الاسواق العالمية، مازالت اسعار النفط تلفها الضبابية خصوصا مع انتعاش إنتاج النفط الصخري الأميركي الذي يترتب عليه وفرة في المعروض من النفط التقليدي.
ويبدو ان الاسعار ستتأثر بذلك الانتعاش وتبقى في حالة من التباطؤ ربما تستمر الى نهاية العام الحالي على الاقل .
وبحسب المسح الشهري الذي تجريه وكالة “رويترز” فان أسعار النفط مرشحة الى ان تبقى ضعيفة نسبيا لنهاية العام الحالي بسبب المعروض الوفير من المنتجين التقليديين في الشرق الأوسط، وانتعاش إنتاج النفط الصخري الأمريكي. ويتوقع المسح ان يبقى متوسط سعر خام برنت عند 61.60 دولار للبرميل في 2015 أي قرب المستويات الحالية. فيما بلغ منذ بداية العام الحالي نحو 58 دولارا للبرميل انخفاضا من نحو 100 دولار في 2014.
ويرجح المحللون أن تقرر منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) خلال اجتماعها في فيينا الأسبوع المقبل الإبقاء على حجم إنتاجها من دون تغيير عند 30 مليون برميل يومياً لكن مع الحفاظ على الإنتاج الفعلي فوق ذلك المستوى.
وهيمن على اكثر التحليلات المتخصصة بهذا المجال بقاء الاسعار في معدلها العام اي بحدود 60-70 دولارا للبرميل حتى نهاية العام .
وتأتي هذه التطورات بعد اعلان (أوبك) ان طفرة النفط في أميركا الشمالية تبدي مرونة وقدرة على الصمود رغم انخفاض أسعار الخام، وهو ما يشير إلى أن تخمة النفط العالمية قد تستمر عامين آخرين.
وأوبك التي اكدت اكثر من مرة أنها ستحافظ على حصتها السوقية ، اعلنت أنه بحلول عام 2019 ستظل إمدادات خام أوبك البالغ 28.7 مليون برميل يوميا أقل من 2014، ولن يبدأ الطلب على نفط المنظمة في الارتفاع إلا بعد عامي 2018 و2019 ليصل إلى حوالى 40 مليون برميل بحلول 2040.
وتوقع الأمين العام لمنظمة (أوبك) عبد الله البدري أن ينمو الطلب على الطاقة بنسبة 60% بحلول عام 2040، وأن يظل النفط مصدرا محوريا للطاقة.
كما توقع ان التقنيات الجديدة والأقل تكلفة في استخراج الخام والغاز الصخري ستضمن نموا كليا نسبته 6% سنويا وستسهم بنسبة 45% من النمو في إنتاج الطاقة حتى 2035 .
اما العقود الآجلة للخام فقد ارتفعت نحو 1% بعد تراجع المخزونات الأميركية للأسبوع الرابع على التوالي لكن الأسعار بصدد تسجيل انخفاض أسبوعي بفعل ارتفاع الدولار.
وشهد النفط تراجعات حادة في وقت سابق هذا الأسبوع، متأثراً بتجدد مكاسب الدولار وسط مخاوف من أن إمدادات الخام الأميركية ربما بدأت تعاود الصعود بعد ثلاثة أسابيع من التراجع.
وفي ظل المنافسة المستمرة في اسواق النفط يرى الخبراء ان منظمة اوبك امام خيارين: إما خفض الإنتاج من مستواه الحالي البالغ 31 مليون برميل يوميا ، أو الاستعداد لتحمل انخفاض أسعار النفط لفترة أطول بكثير.
ومن المتوقع ان تبقي اوبك في اجتماعها المقبل في حزيران / يونيو على سياساتها الإنتاجية دون تغيير على الرغم من استمرار تخمة امدادات المعروض العالمية.
عوامل سياسية واخرى اقتصادية وبين هذه وتلك تبقى المنافسة على الحصة السوقية وتغليب المصالح السمة الابرز في اسواق النفط؛ وعليه من المحتمل ان تستمر هذه الحالة الى العام المقبل وسط هذه المنافسة المحتدمة .
عامر العمران
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية