جدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تأكيد موقف بلاده المعارض لإجراء أي محادثات جديدة حول الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، رافضا أن تعطي واشنطن دروسا لطهران في مجال حقوق الإنسان.
وفي جلسة تحت عنوان “مقابلة مع صنّاع الأخبار” خلال منتدى الدوحة الـ 18، قال وزير الخارجية الإيراني إنه لا جدوى من أي محادثات مع واشنطن قبل التزامها بالاتفاقات المسبقة، والتي تمت تحت مظلة مجلس الأمن.
وأضاف “إذا كانت هناك محادثات بين الطرفين، فينبغي أن يكون لها هدف” مشيرا إلى أن لإيران الحق في الانسحاب من الاتفاق النووي بسبب إخلال أحد أطرافه بمُخرجاته، لكن طهران -حسبه- لم تنسحب لأن باقي الأطراف الموقعة للاتفاق أكدت التزامها به والسعي للالتفاف على العقوبات الأميركية.
وشدد ظريف على أن إيران عرفت كيف تسير أمورها وتتعايش مع العقوبات التي كانت مفروضة عليها قبل التوصل إلى الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن طهران تتقن “فن اجتناب العقوبات” قائلا “صمدنا من قبل وسنصمد ونبقى رغما عن الإرادة الأميركية”.
معاناة أميركية
وأوضح أن الأميركيين “سيعانون لأنهم يجبرون الآخرين على إيجاد بدائل تجارية لا تطالها يد واشنطن، كالتعامل بالعملات المحلية، تجنبا للوقوع تحت طائلة العقوبات الأميركية”.
وفيما يخص العلاقات مع السعودية، قال ظريف إن الرياض لا تريد تخفيف التصعيد لأنهم يعتقدون أنه يتماشى ومصالحهم” في إشارة إلى أزمة حصار قطر والحرب في اليمن.
وفي سؤال عن مقتل خاشقجي وتأثيره على السعودية، قال ظريف إنه لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول رغم أنه يعتبر أن ما حدث في إسطنبول مؤسف، لكن ذلك لا ينبغي أن يغطي على حقيقة الجرائم التي تطال اليمنيين حيث قتل نحو عشرة آلاف مدني يمني باستهداف مباشر من التحالف، بينما توفي نحو 85 ألف يمني بسبب الجوع.
وعن التدخل الإيراني في المنطقة، علق وزير ظريف ساخرا “كيف يتحدثون عن تدخل إيراني في منطقة، نحن أبناؤها، فيما لا يعتبر ما يفعله الأميركان في المنطقة تدخلا؟”.
وأضاف الوزير “هل يمكن للسيناتور ليندسي غراهام أن يقول إنه بدون دعم أميركي سيتحدث الإيرانيون العربية، كما قال إن السعوديين سيتكلمون الفارسية بدون دعم أميركي؟”.
سلاح سعودي
وعن دعم طهران للحوثيين، نفى ظريف تقديم بلاده أي سلاح لهم قائلا إن لديهم ما يكفي من السلاح “ولا يحتاجون لأسلحتنا” لأنهم أخذوا بالفعل السلاح الذي كان بحوزة الرئيس علي عبد الله صالح واشتُري بأموال سعودية.
وعن الأسلحة التي ضبطت لدى الحوثيين وتحمل علامات صنع إيرانية، قال ظريف إن الأمر لا يتعلق ببيع الجبن حتى تضبط أسلحة ببيانات صنع تورّط إيران، مشددا على أن بلاده تستعمل كل تأثيرها في اليمن لدعم حل سياسي، لأن الحل العسكري لن يخدم أي طرف.
وفيما يتعلق بسوريا، قال ظريف “القوات الإيرانية الموجودة هناك جاءت بدعم النظام الذي يملك الشرعية، ومعركتهم الأساسية مع تنظيم الدولة وإنهاء الكابوس الذي تعيشه سوريا”.
وقال إن “الجميع اتخذ أخطاء في سوريا، ونحن نسعى مع تركيا وروسيا للتوصل إلى حل سياسي رغم الخلافات التي بيننا”.
وردا على سؤال يتعلق بحقوق الإنسان في إيران، قال ظريف “هناك تجاوزات قد تحصل ونعمل على تفاديها” لكن ذلك لا يعفي الأطراف الأخرى التي تنتهك حقوق الإنسان ولا يتحدث أحد عنها مثل أميركا وأوروبا، وبالتالي “ليس لأحد أن يعطينا دروسا” عن حقوق الإنسان.
المصدر : الجزيرة