كعادته في مقاطعة المسؤولين على الهواء مباشرة أحرج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اثنين من المسؤولين خلال افتتاحه أمس السبت مشروع “الصوب الزراعية” بمدينة العاشر من رمضان (شرق القاهرة).
وعادة ما يقاطع السيسي الوزراء والمسؤولين خلال شرحهم للمشاريع أو طرحهم تصورات مستقبلية، مستفسرا أو مؤكدا على بعض المعلومات أو الأفكار، لكن بعض هذه المقاطعات تشهد إحراجا للمسؤولين، خاصة عندما يفشلون في الإجابة عن تساؤلات السيسي أو انفعاله عليهم وذلك على الهواء مباشرة.
وخلال افتتاح مشروع “الصوب الزراعية” سأل السيسي المسؤولة عن شرح المشروع عن حجم استهلاك مصر من الطماطم في العام الواحد ففشلت في الرد ليضيف السيسي “لازم نكون عارفين إن الذي ننتجه كام في المئة من احتياجات السوق ونقول الكلام ده للناس”.
كما انتقد السيسي تأخر تنفيذ ألف بيت زراعي، موجها حديثه إلى رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للزراعات المحمية اللواء محمد عبد الحي قائلا “أنت هنا متأخر عشرة أشهر” ليرتبك المسؤول قبل أن يعد بتنفيذ التأخير خلال شهر، والانتهاء من المشروع كاملا خلال شهرين.
ثلاثة أسئلة
وقد جاءت هذه المقاطعة بعد أيام من إحراج السيسي محافظ القاهرة اللواء خالد عبد العال أثناء حديثه عن العشوائيات في مصر، حيث سأله السيسي عن عدد الوحدات والمراحل الجاري تنفيذها، لكن المحافظ لم يفهم ما يقصده السيسي الذي طلب الإجابة من رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء كامل الوزير.
ووجه السيسي أسئلة عدة للمحافظ لم يستطع الإجابة عنها، ومنها ما دخل محافظة القاهرة؟ وما هي موازنة صندوق العشوائيات بالمحافظة؟ وكم عدد الكباري التي تم افتتاحها بالمحافظة خلال السنوات الأربع الماضية؟
وتعرض المحافظ لحملة إعلامية مكثفة، وطالبه البعض بالاستقالة، في حين طالب أحد المحامين محكمة القضاء الإداري بعزله بسبب الإخلال بمهام منصبه.
المحافظ نفسه كان قد تعرض للإحراج من قبل السيسي في سبتمبر/أيلول الماضي حينما سأله عن سبب أعطال أعمدة الإنارة على الطريق المؤدي إلى مطار القاهرة ليؤكد المحافظ أنها تعمل، لكن السيسي قاطعه مؤكدا أنه شاهدها بنفسه خلال عودته من الخارج.
من أنت؟
لكن الواقعة الأكثر إحراجا كانت من نصيب النائب في البرلمان أبو المعاطي مصطفى، وذلك في مايو/أيار 2017 خلال افتتاح السيسي عددا من المشروعات بمحافظة دمياط شمال البلاد.
فقد طلب أبو المعاطي من السيسي إرجاء الزيادات المتوقعة في أسعار الوقود مراعاة للمواطنين محدودي الدخل إلى حين رفع الحد الأدنى للأجور إلى ثلاثة آلاف جنيه (نحو 170 دولارا)، لأن المواطن البسيط هو الذي يدفع فاتورة هذه الزيادات، في حين لا يتأثر رجال الأعمال بها.
لكن السيسي انفعل وقاطع النائب والتفت إليه غاضبا سائلا: من أنت؟ ليجيب النائب أنا عضو مجلس نواب، فقال السيسي “نواب إيه، هل درست هذا الموضوع قبل أن تتكلم؟ أنت عايز الدولة تنهض ولا تبقى ميتة.. لو سمحت ادرسوا المواضيع جيدا ثم تحدثوا”.
دراسات الجدوى
تكرار إحراج السيسي للمسؤولين فيما يتعلق بالأرقام والمعلومات دفع بعض النشطاء إلى تداول فيديو له يعترف فيه بتجاهل دراسات الجدوى للمشروعات التي تمت في عهده، متسائلين عن المفارقة بين تشديد السيسي على ضرورة استحضار المعلومات والأرقام ودراسات المشاريع قبل طرحها وبين تجاهله دراسات الجدوى.
وخلال حديثه في منتدى أفريقيا 2018 المنعقد بمدينة شرم الشيخ في ديسمبر/كانون الأول الجاري قال السيسي “وفق تقديري، لو مشيت بدراسات الجدوى وجعلتها العامل الحاسم في حل المسائل كنا هنحقق 20-25% فقط مما حققناه”، مبررا ذلك بأنه كان يهدف لتشغيل المواطنين، وتحقيق الاستقرار عبر إعطاء الأمل في مشروعات في البنية التحتية.
الجزيرة نت