أفادت مصادر للجزيرة باندلاع مواجهات عنيفة اليوم الأحد في مدينة الحديدة غربي اليمن بين الحوثيين والقوات الحكومية بالتزامن مع وصول رئيس البعثة الأممية المكلفة بمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في المدينة.
واندلعت المواجهات عند خطوط التماس في الأطراف الشرقية للحديدة بعد فترة من الهدوء بدأت منذ سريان وقف إطلاق النار في المدينة فجر الثلاثاء الماضي.
وقالت مصادر محلية إن المواجهات وقعت بالقرب من مدينة الصالح عقب هجوم للحوثيين على جرافة للقوات الحكومية.
وأكدت المصادر اشتعال النيران بالقرب من مستشفى 22 مايو في شارع الخمسين الخاضع لسيطرة القوات الحكومية عقب قصف مدفعي من داخل حي 7 يوليو الخاضع لسيطرة الحوثيين.
وتحدثت المصادر عن اندلاع اشتباكات عنيفة بالقرب من سوق الحلقة (السوق المركزي للخضروات والفواكه)، ومحيط مول “سيتي ماكس” على شارع صنعاء شرق المدينة.
في المقابل، قال الحوثيون إن مدرعات عسكرية تابعة للقوات الحكومية قصفت بكثافة منطقة “كيلو 7″، وهاجمت مدينة الصالح في شارع الـ90 بالأسلحة المتوسطة، في حين واصلت جرافة عسكرية بناء التحصينات بالمنطقة.
ويأتي هذا التطور بينما تشهد جبهات أخرى عمليات قتالية، حيث أعلن الحوثيون أنهم أسقطوا طائرة مسيرة في سماء محافظة صعدة (شمالي اليمن)، وهاجموا القوات الحكومية في محافظة الجوف (شمال شرق)، في حين أوردت وكالة أسوشيتد برس أن معارك وقعت في اليومين الماضيين غربي محافظة مأرب (شرق صنعاء)، مما أسفر عن مقتل 85 من الحوثيين والقوات الحكومية.
ووصل الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كامارت -الذي يرأس بعثة المراقبة الأممية- إلى الحديدة مرفوقا بأفراد من فريقه بعد محادثات أجراها في صنعاء مع مسؤولين من جماعة الحوثي.
الالتزام بالاتفاق
وكان كامارت وصل أمس السبت إلى مدينة عدن حيث التقى مسؤولين في الحكومة اليمنية بمن فيهم محافظ الحديدة، وتناولت في محادثاته سبل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه خلال المفاوضات التي أجريت في العاصمة السويدية ستوكهولم بين جماعة الحوثي والحكومة اليمنية في الفترة من 6 إلى 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن كامارت شدد خلال لقاءاته في عدن وصنعاء على أن نجاح أو فشل اتفاق ستوكهولم يقع حصريا على عاتق الأطراف، وأكد ضرورة التزامهم وتعاونهم لتأمين تدفق المساعدات الإنسانية.
ويقضي اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ فجر الثلاثاء الماضي بانسحاب قوات الطرفين المتصارعين من الحديدة، وتأمين الموانئ الثلاثة بالمحافظة، فضلا عن تبادل نحو 15 ألف معتقل لدى الجانبين، والتفاهم على إنهاء أزمة مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها الحكومة وتحاصرها جماعة الحوثي.
ووصل بالفعل ستة من أعضاء بعثة المراقبة الأممية إلى صنعاء في طريقهم إلى الحديدة، وكانت الأمم المتحدة قد كشفت في وقت سابق أن فريق المراقبة سيضم ما بين ثلاثين وأربعين فردا غير مسلحين ولا يرتدون زيا موحدا.
وكان وفد فني من الأمم المتحدة وصل أمس إلى الحديدة لمساعدة اللجنة الدولية المشتركة في مراقبة وقف إطلاق النار.
ومن المقرر أن يعقد الفريق الأممي في الحديدة أول اجتماع للجنة المشتركة بين طرفي النزاع الأربعاء المقبل، وفق الأمم المتحدة.
المصدر : الجزيرة + وكالات