تضارب حول مخططات تركيا بشأن معركة منبج

تضارب حول مخططات تركيا بشأن معركة منبج

فيما رجح مصدر عسكري ديبلوماسي روسي تخلي تركيا عن مخططاتها لمعركة منبج، أكد مصدر قيادي في «الجيش الوطني» المقرب من تركيا المضي في المخططات السابقة.

ونفت مصادر كردية تسليم النظام منطقة سد تشرين قرب منبج. وبعد أكثر من أربعين يومياً على إعلان النظام المفاجئ القضاء على تنظيم «داعش» شرق السويداء، قتل ثلاثة عناصر من التنظيم في اشتباكات مع النظام في تلال الصفا شرق المحافظة.

وفي منطقة التنف، نظم سكان مخيم الركبان وقفة احتجاجية للتسليط على معاناتهم ومصيرهم المجهول بعد إعلان واشنطن الانسحاب من المنطقة الواقعة في المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن.

وبعد ساعات على اجتماع وزيري الخارجية والدفاع في تركيا مع نظيريهما في روسيا، نقلت وكالة «تاس» عن مصدر عسكري ديبلوماسي قوله إن «تركيا متمسكة بخططها لشن عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سورية»، مستدركاً أن «أنقرة قد تتخلى عن خطتها لبسط السيطرة على مدينة منبج بعد دخول القوات السورية إلى هناك».

وفي المقابل نفى مصدر قيادي في «الجيش الوطني» المقرب من تركيا وجود أي تغيرات في الموقف التركي، وفي اتصال مع «الحياة» قال المسؤول السياسي في الجيش مصطفى سيجري إن «الاستعدادات من قبل الجيش السوري الحر والحلفاء الأتراك باتت جاهزة بالكامل»، موضحاً أن ساعة الصفر «تتوقف على استكمال التفاهم التركي – الأميركي انطلاقاً من أن أنقرة طلبت من واشنطن ألا يكون هناك انسحاب عشوائي يحدث فراغاً في المنطقة»، لكنه استدرك بالقول: «اعتقد أنه في حال حصول مماطلة أو عدم صدقية أميركية في ترتيب الأوضاع مع الجانب التركي فستكون هناك عملية عسكرية». ومع تأكيده أن النظام لم يدخل منبج و«قوات سورية الديموقراطية» لا تزال تسيطر على منبج، قال سيجري: «إذا حاول النظام الدخول بقوات عسكرية إلى منبج وحصلت عملية استلام وتسليم للمناطق مع الأكراد فإن العملية العسكرية ستبدأ مباشرة عبر تقدم الجيش الحر إلى منبج».

وذكرت مواقع في المعارضة ان رتلاً عسكرياً تابعاً لقوات التحالف الدولي اتجه من شرق الفرات إلى قاعدة «عون الدادات»، شمال مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، من دون معرفة هدف ارسال هذه التعزيزات.

وحذر عضو المجلس الرئاسي لـ «مجلس سورية الديمقراطية» (مسد) سيهانوك ديبو من «تفتيت سورية بعد تثبيت مناطق النفوذ الإقليمي والدولي فيها»، وأكد في اتصال مع «الحياة» أن «الخيار الأفضل هو التوصل إلى حل توافقي يرضي الاجماع السوري».

وشدد ديبو على أهمية «استمرار المحادثات مع السلطة السورية في هذه الفترة بالذات وتخرج باتفاق يمكن أن يسمى بإنجاز شكل التسوية السورية – السورية المتدرجة من اتفاق الأطراف الوطنية على تحمّلها المسؤولية الخاصة بالسيادة وقطع الطريق على احتلال تركي جديد».

وخلص إلى أنه «إذا حدث مثل هذا الاتفاق ما بين دمشق ومسد وتم تثبيت النقاط العريضة لشكل التسوية فإن معوقات الانتقال المشترك إلى تحرير عفرين والمناطق المحتلة من قبل أنقرة صغيرة من المرجح تجاوزها بيسر».

وأشار ديبو إلى أن «قرار الانسحاب الأميركي من سورية أربك الجميع من دون استثناء بخاصة أن التوقيت جاء مخالفاً للأجندة الأميركية المعلنة في أن انهاء وجودها في سورية منوط بمسائل ثلاث: انهاء «داعش»، وتحجيم الدور الإيراني، وإيجاد تسوية سياسية. هذه المفاصل الثلاثة لم تحدث إنما بالعكس فإن خطر «داعش» يتضخم بموازاة الخطر التركي على كامل شمال سورية وشرقها».

وأكد المسؤول الكردي أن «المحادثات مع موسكو مستمرة، وتوجد اليوم فرصة لتدوير الزوايا. يهمنا من مسد الحفاظ على سورية واحدة وانهاء «داعش» والتنظيمات الإرهابية والاحتلالات التركية فيها»، لافتاً إلى أن «روسيا أول من افتتحت مكتباً تمثيلياً للإدارة الذاتية في موسكو، وأول من طرحت مسودة دستور يمكن التعويل عليه».

وحض روسيا على «المساعدة في الوصول إلى حل سياسي عبر تفاوض ما بين أكثر الأطراف المؤثرة أي السلطة في دمشق ومسد برعاية دولية».

وفي جنوب شرقي سورية، نظم ناشطون في مخيم الركبان وقفة لتسليط الضوء على معاناة سكان المخيم البالغ عدده قرابة أربعين ألف نازح يقطنون في بيوت طينية، ولا توجد مساعدات إنسانية دائمة.

وفي اتصال مع «الحياة» قال الاعلامي أبو عمر الحمصي من سكان المخيم، إن «سكان المخيم يطالبون بممر آمن إلى الشمال المحرر، أو تأمين حماية دولية لهم من أي هجوم من قبل إيران والنظام و«داعش» بعد أن باتوا رهينة لصراعات دولية بعد قرار الانسحاب الأميركي».

إلى ذلك، التقى مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، وسلمه رسالة من رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي. ونقلت محطة «روسيا اليوم» عن مصدر حكومي عراقي أن الأسد خول العراق بقصف مواقع «داعش» في سورية من دون العودة إلى السلطات السورية، وفي وقت سابق من الشهر الجاري نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن مصدر ديبلوماسي أن الرئيس العراقي سيزور سورية رسمياً خلال أيام، ولكن الناطق باسم الرئاسة لقمان الفيلي، قال في 19 من الشهر الجاري إن الرئيس العراقي لم يقرر بعد ترتيبات الزيارة إلى دمشق.

وبعد أكثر من 40 يوماً على إعلان النظام السوري المفاجئ القضاء على «داعش» في ريف السويداء الشرقي، قتل 3 عناصر من تنظيم «داعش» في منطقة «الصفا» شرق السويداء، بعد استهداف الجيش السوري لهم مساء السبت. ونقل موقع «السويداء 24» الاخباري عن مصدرين تصريحات متناقضة. ففي حين ذكر مصدر أن «عناصر الجيش السوري المنتشرين في منطقة الصفا، اكتشفوا وجود عناصر تابعين للتنظيم من الخلايا لنائمة في المنطقة، وتمكنوا من القضاء عليهم»، قال مصدر آخر إن «القتلى من فلول التنظيم، وكانوا مختبئين في إحدى المغارات».

وكان النظام أعلن السيطرة على منطقة «الصفا» شرق السويداء منتصف الشهر الماضي وطرد «داعش» منها، بعد 3 أشهر من مواجهات شرسة أدت لخسائر بشرية ومادية فادحة في صفوف الطرفين، ورجحت مصادر حينها أن النظام عقد صفقة لنقل عناصر من التنظيم إلى ريف دير الزور مقابل الافراج عن 26 إمرأة وطفلاً اختطفهم التنظيم من أبناء محافظة السويداء إثر هجوم دموي ذهب ضحيته نحو 300 من سكان المنطقة.

الحياة