لليوم الثاني على التوالي تواصل إسرائيل هجومها العنيف على قطاع غزة، في جولة هي الأوسع منذ حرب 2014، بيد أن المحللين ما زالوا يستبعدون احتمالية حدوث حرب واسعة في القطاع، لا يريدها الطرفان.
ومنذ ساعات صباح السبت، بدأت إسرائيل هجماتها الواسعة على القطاع التي خلفت 11 شهيدا وعشرات الجرحى، ودمرت بنايات سكانية بأكملها، بينما قصفت فصائل المقاومة المستوطنات والمدن الإسرائيلية المحاذية للقطاع بعشرات الصواريخ.
“في المواجهة التي ما زالت مستمرة يسعى كل طرف للتوصل الى اتفاق تهدئة برعاية مصرية وفق شروطه، لذلك سنكون امام جولة عنيفة ودامية الى حين اقتناع وقبول كل طرف بشروط الآخر”، كما يقول بعض المراقبين.
وفي الإطار، قال القيادي في حركة حماس، أحمد يوسف، في حديث مع “القدس العربي”، “ان ما يحدث جولة مؤقتة من التصعيد التي ستنتهي عندما يفهم كل طرف رسالة الآخر، حيث ان فصائل المقاومة تريد إيصال رسالة لإسرائيل والاقليم والمجتمع الدولي بأن الوضع الإنساني في قطاع غزة صعب، لا يمكن السكوت عليه دون حل وبدون رفع الحصار”.
بالمقابل، “اسرائيل تريد الظهور بأنها صاحبة القوة والقرار، وان غزة ما زالت مستباحة ولا أحد يمكن ان يحاسبها، لذلك ما تقوم به المقاومة من رد هو في حده الأدنى على جرائم الاحتلال”.
وأشار الى ان الجانب المصري سيتمكن من التوصل الى تهدئة وإعادة الهدوء مجددا خلال الفترة المقبلة، لكن سنكون بعد فترة وجيزة أمام جولة جديدة طالما لم يتم التوصل الى اتفاق تهدئة والى تفاهمات جادة تنهي معاناة قطاع غزة.
ويعاني قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس من أزمة إنسانية حادة، حيث تفرض إسرائيل حصارا خانقا أدى الى اندلاع ثلاثة حروب في 2008 وحرب 2012 والحرب الأطول في 2014 واستمرت 51 يوما.
وفي السياق، قال المحلل السياسي، عبد المجيد سويلم، في حديث مع “القدس العربي”، اننا لسنا امام احتمال عال لحدوث حرب واسعة، لكن ما يجري موجة اوسع ومختلفة عن الجولات السابقة.
وأضاف “لا اعتقد الفصائل لديها رغبة لجر غزة الى حرب واسعة، وكذلك إسرائيل لا ترغب بتوسيع الجولة في ظل الاستعداد لاحتفالات قيام إسرائيل، واستضافة مهرجان الاغنية الاوروبية، وكذلك انشغال نتنياهو في تشكيل ائتلافه الحكومي، مع عدم وجود خطة لدى اسرائيل لتغيير الحالة السياسية في القطاع والتي تعني عودة السلطة الفلسطينية الى حكم القطاع وهي مسألة لا تريدها اسرائيل كما قال نتنياهو ذلك بصراحة في اكثر من مناسبة”.
واستدرك، بأن ما يحدث لا يمكن اعتباره جولة عادية مثل سابقاتها من جولات التصعيد، حيث انتقلت إسرائيل من ضرب أراضٍ فارغة الى زراعية الى منشآت عسكرية والآن الى مبانٍ سكنية وقد تتطور الى اغتيالات.
ويعتقد سويلم، “ان هناك مساحة ستبقى لمنع حدوث حرب شاملة، وهي المساحة التي تمكن الجانب المصري التحرك بها، و تدرك الفصائل الفلسطينية انه بإمكانها تحقيق شيء من التفاهمات، لكن قد تجبر الفصائل على توقيع اتفاقية أسوأ من التفاهمات التي جرت قبل الانتخابات الإسرائيلية في ظل سعي نتنياهو لفرض شروطه وهو ما أظهره من محاولة تحلله من التفاهمات السابقة”.
وأعلن جيش الاحتلال صباح الأحد، أنه جاهز لمواصلة التصعيد لأيام أخرى، كما استدعى لواء مدرعات إلى الحدود مع قطاع غزة. بالمقابل أعلنت الفصائل الفلسطينية الجاهزية لتوسعة القتال.
القدس العربي