أعلن وزير النفط العراقي ثامر الغضبان أن وزارته اتخذت إجراءات احترازية في حال حدوث أي طارئ بشأن الأحداث في المنطقة. وقال الغضبان، في تصريح صحافي أمس (الخميس): «اتخذنا إجراءات احترازية في حال حدث أي طارئ بشأن أميركا وإيران».
وأضاف الوزير العراقي: «لدينا خطة لمد أنبوب جديد من كركوك إلى تركيا يوازي الأنبوب القديم»، مشيراً إلى أن «تركيا أبدت رغبة بزيادة المستورد من النفط الخام».
في الوقت ذاته، أعلنت بغداد التزامها باتفاق خفض الإنتاج الذي أقرته «أوبك». وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أكد الناطق الرسمي باسم وزارة النفط، عاصم جهاد، رداً على سؤال بشأن معلومات عن طلب إيران من العراق خفض إنتاجه النفطي، وعدم زيادته، نظراً لتصفير صادرات إيران النفطية، أن «العراق ملتزم باتفاق خفض الإنتاج الذي أقرته منظمة (أوبك) والدول المتحالفة معها من خارج المنظمة»، مشيراً إلى أن «العراق لا يتخذ قراراً فردياً بخفض أو زيادة الإنتاج لأنه يحترم القرار الجماعي، وملتزم به كونه في صالح الجميع».
وأوضح جهاد أن «أي زيادة في الإنتاج أو الخفض يتم اتخاذها في الاجتماع الوزاري، وفق معطيات فنية مدروسة لأوضاع السوق»، مبيناً أن «قرار الخفض الذي تم اتخاذه في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2018، ولمدة 6 أشهر، كان بموافقة إيران العضو في المنظمة، وأن قرارات المنظمة تتخذ بالإجماع».
وتابع جهاد أن «هناك اجتماعاً للجنة الوزارية لمراقبة الإنتاج سوف يعقد بتاريخ 19 مايو (أيار) الحالي بهدف مراجعة أوضاع السوق، والاستماع إلى تقارير اللجان المتخصصة، ومن ثم رفع تقرير للاجتماع الوزاري الذي يعقد في فيينا خلال شهر يونيو (حزيران) المقبل».
ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه الحكومة العراقية التزامها بالحياد في الأزمة المتصاعدة بين واشنطن وطهران، ما عدا صدور مواقف من بعض القوى والفصائل المسلحة. وفيما نفى قيادي بارز في «الحشد الشعبي» تلقي أي تهديدات من قبل الأميركيين، أعلن حزب الدعوة الإسلامية، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، رفضه الوقوف على الحياد. وقال بيان صادر عن حزب الدعوة، رداً على طلب الخارجية الأميركية من موظفي سفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل مغادرة العراق في أسرع وقت، إن «أي عمل عسكري ضد إيران هو اعتداء على العراق»، محذراً في الوقت نفسه من أنه «لن يقف محايداً» حيال من وصفه بـ«الطاغية الأميركي دونالد ترمب»، لافتاً إلى أن «العراق وقواته السياسية والشعبية لن تنأى بنفسها عن الانخراط في المواجهة بين أميركا وإيران». كما طالب حزب «الدعوة» الولايات المتحدة بـ«ضرورة سحب قواتها من الخليج والشرق الأوسط لأنها أصبحت مؤذية للمنطقة كلها».
تأتي التحذيرات بالتزامن مع بدء شركة «إكسون موبيل» الأميركية العاملة في البصرة بإجلاء موظفيها مع وصول تحذيرات أميركية رسمية بضرورة مغادرة العراق نتيجة مخاوف من التصعيد. وأكد القيادي في «الحشد الشعبي» معين الكاظمي أن «أي معلومات حول تهديد وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو لم تصل إلينا»، مبدياً رفضه «التدخلات الأميركية»، قائلاً إن «الأميركيين لديهم مخاوف حقيقية من استهداف قواتهم ومصالحهم في العراق، خصوصاً أن أهدافهم وقواعدهم العسكرية أصبحت مكشوفة وسهلة الاستهداف».
وانضمت بريطانيا إلى الدول التي بدأت ترفع مستوى التحذير لموظفيها العاملين في العراق. ونقلت وسائل إعلام عن مسؤولين بريطانيين أن المملكة المتحدة وضعت موظفيها في عدد من دول المنطقة في حال الإنذار الشديد تحسباً لوقوع أي طارئ.
وكان مسؤولون أميركيون قد برروا قيام الخارجية الأميركية باتخاذ إجراءات سحب موظفين أميركيين من العراق، وذلك بسبب وجود ما وصفوه بتهديدات مباشرة من قبل مجموعات عراقية موالية لإيران. وأوضح المسؤولون أن التهديدات جاءت من مجموعات مثل «عصائب أهل الحق» و«حزب الله» العراقي و«الحرس الثوري» الإيراني.
أكد فصيلا «عصائب أهل الحق» و«حركة النجباء» العراقيان المنضويان في «الحشد»، أن حديث واشنطن عن وجود تهديدات لمصالحها في العراق ليس إلا «ذرائع»، وذلك بعدما أعلنت الولايات المتحدة سحب موظفيها غير الأساسيين من العراق. وقال المعاون العسكري لحركة «النجباء» المقربة من إيران نصر الشمري لوكالة «الصحافة الفرنسية»: إن واشنطن «تحاول صنع ضجة في العراق والمنطقة تحت أي ذريعة». وأكد مدير المكتب السياسي لـ«عصائب أهل الحق» ليث العذاري لـ«الصحافة الفرنسية»، أن التصريحات والخطوات الأميركية الأخيرة «مجرد استفزازات، الهدف منها تصعيد الحرب النفسية».
الشرق الأوسط