تساءلت مجلة فورين بوليسي الأميركية عن السبب وراء امتناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ضرب إيران، وقالت بمستهل إجابتها إنه يرغب في حل سلمي وإن نهجه المتشدد الذي اتبعه تجاه طهران توارى ليحل محله تعهده بإبعاد بلاده عن الصراعات المكلفة في الشرق الأوسط.
وأوضحت أن ترامب أعاد، من ناحية، المواجهة الأميركية ضد إيران وحشرها في زاوية ضيقة وشل حركتها بعقوبات قاسية نفّرت حلفاء أميركا الأوروبيين من واشنطن، ومن ناحية أخرى، يكون قد نفذ تعهده الانتخابي -وهو من منتقدي حرب العراق منذ فترة طويلة- بتخفيف التدخل الأميركي المكلف الذي استمر عقودا بمنطقة الشرق الأوسط.
ونسبت المجلة إلى فريد فليتز أحد كبار المسؤولين بمجلس الأمن القومي الذي يقوده جون بولتون قوله إن هذا الرئيس الذي تم انتخابه لإخراج أميركا من الحرب لا يرغب في حرب مع إيران.
وأضاف فليتز أنه يعتقد أن ترامب -وبتراجعه عن ضرب إيران في الوقت الحالي- يخلق فرصا واسعة لحل سلمي.
وقالت فورين بوليسي إن المناقشات الداخلية لفريق الأمن القومي الأميركي التي قادت إلى إجهاض ضرب إيران أسفرت عن هزيمة واضحة لصقور الإدارة، وخاصة جون بولتون.
وأوردت أن القرار حول الرد على إيران انتهى إلى مناظرة بين ترامب وبولتون، مع لعب المسؤولين الآخرين مثل وزير الخارجية مايك بومبيو ونائب الرئيس مايك بينس ووزير الدفاع المكلف الجديد مارك إسبير دور الأصوات المرجحة.
وقالت الخبيرة في شؤون إيران بمعهد بروكينغز سوزان مالوني إن ترامب لديه أهداف قصوى “متطرفة” لكنه ليس مستعدا لدفع التكلفة المناسبة لها، مضيفة أن الأزمة قد تستمر إذا واصلت واشنطن خنق الاقتصاد الإيراني.
وأشارت مالوني إلى أن الإيرانيين لا يريدون تجنب توجيه ضربة عسكرية، بل ردع ترامب عن فرض ضغوط اقتصادية، “هذا هو هدفهم النهائي، الذي لم يحققوه بعد”.
المصدر : فورين بوليسي