ترامب يسعى إلى اتفاق تجاري صعب المنال في اجتماع عالي المخاطر

ترامب يسعى إلى اتفاق تجاري صعب المنال في اجتماع عالي المخاطر

الباحثة شذا خليل*

يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعقد اجتماع مهم مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، في ظل توتر تجاري وتحديات اقتصادية عالمية كبيرة. يأتي هذا اللقاء على هامش قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC)، بينما تستمر الخلافات العميقة بين البلدين حول الرسوم الجمركية، والقيود على التصدير، والتكنولوجيا، وسلاسل الإمداد العالمية.

القضايا الرئيسية المطروحة للنقاش

تطالب الولايات المتحدة الصين بزيادة مشتريات السلع الزراعية الأمريكية والحد من تدفق المواد المخدرة مثل الفنتانيل.

في المقابل، فرضت الصين قيودا على صادرات المعادن النادرة التي تعتبر ضرورية لصناعة التكنولوجيا العالمية.

يستخدم ترامب التهديد بفرض رسوم جمركية إضافية كبيرة كورقة ضغط في المفاوضات.

تؤكد الصين أنها ترغب في حل الخلافات عبر الحوار على أساس “الاحترام المتبادل”.

السياق والتوقيت

يأتي هذا الاجتماع في توقيت حساس بعد أشهر من التصعيد التجاري. أي اضطراب جديد في صادرات المعادن النادرة أو زيادة الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى تأثيرات واسعة على قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والصناعة عالميا.

لماذا من الصعب التوصل إلى اتفاق شامل؟

لأن الخلافات بين البلدين ليست فقط تجارية، بل تتعلق أيضا بالتنافس على القيادة التكنولوجية العالمية.

الولايات المتحدة تريد نتائج اقتصادية سريعة، بينما تركز الصين على مكاسب استراتيجية طويلة المدى.

كلا الطرفين يواجه ضغوطا داخلية، مما يجعل أي تنازل يبدو سياسيا حساسا.

التحليل: النتائج المحتملة وتأثيراتها
النتيجة الأكثر احتمالا

من غير المتوقع التوصل إلى اتفاق شامل يحل جميع الخلافات. الاحتمال الأكبر هو التوصل إلى اتفاق جزئي محدود، مثل زيادة مشتريات الصين للمنتجات الأمريكية مقابل تأجيل أو تخفيف بعض الرسوم الجمركية. أما الملفات الأكثر حساسية مثل التكنولوجيا والمعادن النادرة فستظل محل خلاف طويل الأمد.

لماذا هذا مهم؟

بالنسبة لسلاسل الإمداد العالمية: الصين لاعب رئيسي في المعادن النادرة الضرورية لصناعة التكنولوجيا، لذا أي تغيير سيؤثر على شركات الإلكترونيات والسيارات والطاقة.

بالنسبة للأسواق المالية: المستثمرون حذرون لأن أي فشل في المفاوضات قد يؤدي إلى موجات اضطراب اقتصادي.

بالنسبة للدول الأخرى: مثل كندا وأوروبا، سيتم التأثر بشكل غير مباشر من خلال تغير أسعار الطاقة والتجارة.

المخاطر والفوائد

الفائدة المحتملة: تهدئة التوتر التجاري وتحسين الاستقرار الاقتصادي العالمي.
المخاطر: فشل المحادثات قد يؤدي إلى تصعيد جديد في الحرب التجارية وارتفاع الأسعار واضطراب الأسواق.

الخلاصة

الاجتماع يحمل أهمية كبيرة، لكنه على الأرجح سينتج عنه تقدم جزئي وليس حلا نهائيا. ستتركز الأنظار على التفاصيل، وليست على مجرد الإعلان عن “وجود اتفاق”.