قتل ثمانية متظاهرين وأصيب 15 آخرون في تجدد الاشتباكات مساء اليوم بين محتجين والشرطة في العاصمة العراقية بغداد، حسب مصادر في الشرطة وأخرى طبية.
ووقعت الاشتباكات تحديدا في مدينة الصدر شرقي بغداد. ويضاف القتلى الجدد إلى 104 آخرين قتلوا -من بينهم عناصر من قوات الأمن- خلال الأيام الخمسة الماضية، إلى جانب أكثر من 6100 مصاب.
وكان هدوء نسبي قد ساد بغداد اليوم قبل أن يحل الظلام، في حين تجددت الاحتجاجات بمناطق جنوبي البلاد.
وطلب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي من المتظاهرين الامتناع عن الخروج إلى شوارع بغداد والمحافظات، وأكد خلال ترؤسه جلسة طارئة لمجلس الوزراء حدوث عمليات حرق وتدمير للعديد من مؤسسات الدولة ومقار الأحزاب خلال المظاهرات السابقة.
وقال عبد المهدي إنه أعطى أوامر صارمة بعدم استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين إلا في حالات محدودة للدفاع عن النفس.
وأفاد مراسل الجزيرة في بغداد سامر يوسف في وقت سابق بأن الهدوء ساد مناطق بغداد بعد أن أغلقت في اليومين الماضيين ساحة التحرير (مركز المدينة) بالإضافة إلى بعض المناطق المحيطة بالساحة.
وأضاف أن الحياة في بغداد عادت إلى طبيعتها بنسبة كبيرة، فحركة السيارات نشطت وكذلك حركة المشاة، كما فتح كثير من المحال التجارية أبوابها في عموم العاصمة.
ولفت إلى أن بعض الطرق المؤدية للمنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة ومؤسسات الدولة والعديد من السفارات وبينها السفارة الأميركية، لا تزال تحت الإجراءات الأمنية المشددة، كما أن بعض الطرق المؤدية إليها مغلقة.
وبالنسبة للمحافظات الأخرى، أوضح المراسل أن أنباء وردت للجزيرة أفادت بتجدد الاحتجاجات في محافظتي الديوانية وذي قار (جنوبي البلاد) حيث خرج المئات من المحتجين في المحافظتين.
وأضاف أن السلطات واجهت المظاهرات في ذي قار باعتقال عدد من المحتجين، أما في الديوانية فقد قوبلت الاحتجاجات بقنابل الغاز المدمع وإطلاق الرصاص المطاطي في الهواء في محاولة لتفريق المتظاهرين.
وفي اجتماعه الحكومي اليوم أكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أن الحكومة تلتزم بتقديم برامج عملية للتخفيف من معاناة الشعب العراقي، وبمحاكمة المتهمين بالفساد والتلاعب بالمال العام.
وكان رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي قد التقى أمس وفدا يمثل المتظاهرين في مبنى مجلس النواب بالمنطقة الخضراء وسط بغداد.
وأعلن الحلبوسي في ختام اللقاء اتخاذ تدابير من شأنها توفير فرص عمل جديدة وتشجيع الاستثمارات.
وجاءت خطة رئيس الوزراء المؤلفة من 17 بندا نتيجة لاجتماع طارئ لمجلس الوزراء عقد الليلة الماضية، وتأتي بعد أيام شهدت تقديم وعود غامضة للإصلاح.
وتشمل الخطة زيادة الإسكان المدعوم للفقراء ورواتب للعاطلين عن العمل وأيضا برامج تدريب ومبادرات تمنح قروضا صغيرة للشبان العاطلين.
وستحصل أسر الذين قتلوا خلال المظاهرات في الأيام الماضية أيضا على مدفوعات مالية ورعاية تُمنح عادة لأسر أفراد قوات الأمن الذين يلقون حتفهم في الحرب.
إجراءات
وفي سياق متصل قرر مجلس محافظة بغداد اليوم قبول استقالة محافظ بغداد فلاح الجزائري من منصبه، فيما يبدو من إفرازات الاحتجاجات الأخيرة.
وقال رئيس مجلس محافظة بغداد رياض العضاض إن “مجلس محافظة بغداد صوت على قبول استقالة المحافظ فلاح الجزائري وفتح باب الترشح لمنصب المحافظ لمدة خمسة أيام”.
وفي تطور لاحق عقد مؤتمر صحفي مشترك مساء اليوم للمتحدثين باسم وزارات الدفاع والداخلية والصحة والعمليات المشتركة.
وخلال المؤتمر، تم التشديد على أنه جاري البحث عمن يقف وراء إطلاق النار خلال المظاهرات الأخيرة، إذ قتل متظاهرون وعناصر من الأمن، واعتبرت وزارة الداخلية أن أيادي خبيثة تقف وراء استهداف المتظاهرين ورجال الأمن.
كما أكدت وزارة الداخلية في المؤتمر تعيين أكثر من 46 ألفا من عناصر الأمن، حيث ستتم مباشرتهم العمل في مطلع ديسمبر/كانون الأول المقبل.
المصدر : الجزيرة + وكالات