قال كاتب يقيم في ولاية كاليفورنيا إن سكان الريف في الولايات المتحدة مغرمون بالرئيس دونالد ترامب، معددا الأسباب التي تجعلهم يصوتون له.
وزعم الكاتب لاري ووماك في مقال بصحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية أن سكان الريف الأميركي يؤيدون ترامب ظنا منهم أن النخب في المدن يكرهونه ويكرهون من يسكن الأرياف.
وروى الكاتب في مستهل مقاله أنه نشأ وترعرع في بلدة صغيرة بكاليفورنيا بالكاد يتجاوز عدد سكانها الألفين. وعندما كان في الصف الثالث الدراسي بالجامعة، كانت معهم طالبة من ذوي البشرة السوداء، وصادف في تلك السنة انتخابات رئاسية تنافس فيها جورج بوش الأب وغريمه مرشح الحزب الديمقراطي مايكل دوكاكيس المنحدر من أصول يونانية.
وكانت تلك الطالبة تفضل دوكاكيس، قبل أن يمارس عليها رفاقها الطلاب ضغوطا لتصوت لصالح بوش. وسرد ووماك تلك الحكاية منطلقا للحديث عن النزعة العنصرية التي تغلب على سكان الريف في أميركا.
ترامب والريف
ويقول الكاتب إن الناس في الريف يكنون تقديرا خاصا لآراء أولئك الذين يعتبرونهم نموذجا للنجاح في حياتهم اليومية. وبنظر كاتب المقال، فإن دونالد ترامب قضى سنوات وهو يؤدي دور رجل أعمال ناجح في أحد برامج المسابقات التلفزيونية التي درج الريفيون على مشاهدتها بانتظام.
وعندما يعجز أولئك الريفيون عن إيجاد حلول لمشاكلهم، فإنهم ينحون باللائمة على الأقليات والجماعات العرقية الأخرى. فعلى سبيل المثال، يميل الناخبون الريفيون إلى الاعتقاد بأن السود أو الذين ينحدرون من أصول لاتينية يسيؤون استغلال برامج المساعدات الحكومية.
ويزعم لاري ووماك أن النقمة العنصرية متفشية، وأن عددا كبيرا من الأبحاث والدراسات أظهرت أن الدعم الذي يحظى به ترامب مبعثه، في جل الأحوال، كراهية سكان الريف للأقليات والمجموعات السكانية التي تختلف عنهم.
ففي انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، كانت بوادر الدعم لترامب تنبع من التعصب الأعمى وافتقار الناخب الريفي للتعليم.
توجهات ترامب
وقد تحولت كل تلك العبارات إلى مصطلحات في اللغة السياسية، حتى بات كافيا أن يُصنف الناخبون مرشحا ما على أنه من يسار الوسط لمجرد أنه امرأة أو من الملونين، وليس استنادا إلى مواقفه السياسية الفعلية.
ويمضي الكاتب إلى القول إن توجهات ترامب لا تختلف كثيرا عن المشاعر الحقيقية للعديد من الأميركيين الريفيين. فكيف يدينونه على مواقفه؟ وحتى إن كانوا لا يوافقونه الرأي، فإنهم سيعتبرونه ضمن من يحبونهم رغم كل شيء.
على أن ما يؤرق الناس ليس جهل ترامب وإنما مزاعم الفساد التي يسوقونها ضده. وتفترض الحكمة الشعبية الريفية في أميركا أن كل السياسيين فاسدون حتى النخاع، وأن كل من يظن غير ذلك ساذج.
ويختم لاري ووماك مقاله بأنه لا يعتقد أن سكان الريف سينقلبون بأعداد كبيرة على ترامب طالما أنهم يعتبرونه واحدا منهم.
المصدر : الجزيرة,إندبندنت