دانت المرجعية الشيعية العراقية بزعامة علي السيستاني قتل المتظاهرين، ودعت لتحرك برلماني يحقن الدماء، كما دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة إلى الاستقالة فورا، وذلك بعدما ارتفعت حصيلة ضحايا أمس الخميس إلى 55 قتيلا.
وخلال خطبة الجمعة بمدينة كربلاء، اتهم أحمد الصافي ممثل السيستاني “الأعداء” بالتخطيط لنشر الفوضى وإعادة العراق إلى الدكتاتورية ودفعه إلى الاقتتال الداخلي، معتبرا أن أحداث الشهرين الماضيين أظهرت عجز المعنيين عن التعامل مع مستجدات ما يحفظ الحقوق والدماء.
ودعت المرجعية البرلمان العراقي إلى التصرف بما يحفظ مصلحة العراق ودماء شعبه، كما طالبته بالإسراع في التصويت على حزمة الإصلاحات تمهيدا لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وحذرت من أن العراق سيدفع ثمنا باهظا مقابل “التسويف”.
وقال الصافي إن “المرجعية الدينية إذ تترحم على الشهداء الكرام وتواسي ذويهم وتدعو لهم بالصبر والسلوان وللجرحى بالشفاء العاجل، تؤكد مرة أخرى على حرمة الاعتداء على المتظاهرين السلميين ومنعهم من ممارسة حقهم في المطالبة بالإصلاح”.
كما دعا بالوقت نفسه المتظاهرين السلميين إلى طرد المخربين من صفوفهم وعدم الإضرار بممتلكات المواطنين.
وكان المرجع السيستاني قد أكد في خطبة سابقة أن البلد “لن يكون بعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها في كل الأحوال، فليتنبهوا إلى ذلك”.
والتقى السيستاني منتصف الشهر الحالي رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت، ووافق على خريطة طريق طرحتها عليه تدعو إلى وقف فوري للعنف والقيام بإصلاحات وانتخابات، ثم اتخاذ تدابير لمكافحة الفساد في غضون أسبوعين، تتبعها تعديلات دستورية وتشريعات بنيوية في غضون ثلاثة أشهر.
إقالة الحكومة
وبدوره، دعا زعيم التيار الصدري في بيان الحكومة العراقية إلى الاستقالة فورا حقنا للدماء، وقال إنه لن يشترك في أي حكومة “فاسدة” أو انتخابات مقبلة.
كما دعا الصدر إلى المحافظة على سلمية الاحتجاجات، وطالب المتظاهرين بعدم الاعتداء على المرجعيات والمقدسات والبعثات الدبلوماسية.
من جهتها، اتهمت جبهة الإنقاذ والتنمية، التي يتزعمها نائب رئيس الجمهورية السابق أسامة النجيفي، الحكومة ومن هم في السلطة بفتح باب الحرب الأهلية من خلال “انتهاج الحل الأمني والعسكري في التعامل مع المظاهرات”.
وفي سياق متصل، قال رئيس كتلة المنبر العراقي إياد علاوي إن انتفاضة الشعب باتت تهدد النظام السياسي في العراق برمته.
ومنذ الصباح انطلقت مواكب تشييع كبيرة في الناصرية والنجف، بعدما أكدت مصادر ارتفاع عدد ضحايا رصاص قوات الأمن أمس إلى 55 قتيلا ومئات الجرحى، منهم 34 قتيلا في الناصرية، و18 قتيلا في النجف، وثلاثة في بغداد.
وبذلك بلغ إحصاء رويترز، بناء على مصادر من الشرطة ومصادر طبية، لعدد قتلى الاحتجاجات المستمرة منذ أول أكتوبر/تشرين الأول 408 قتلى على الأقل، معظمهم من المتظاهرين العزل.
اعلان
المصدر : الجزيرة + وكالات