العراق: “مليونية” التنديد بقتل المتظاهرين وسط تأهب أمني

العراق: “مليونية” التنديد بقتل المتظاهرين وسط تأهب أمني

بغداد – اتخذت السلطات الأمنية في العراق إجراءات أمنية مشددة في العاصمة بغداد، عشية مليونية مرتقبة دعا إليها متظاهرون عراقيون، وجاء ذلك فيما يجري الرئيس العراقي برهم صالح مشاورات سياسية مع الأحزاب لاختيار رئيس وزراء جديد.

ورغم استقالة حكومة عادل عبد المهدي وهي مطلب رئيسي للمحتجين، إلا أن التظاهرات لا تزال متواصلة وتطالب برحيل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة والتبعية إلى إيران.

وبدأ بالفعل توافد المحتجين من محافظات وسط وجنوبي البلاد، تمهيداً للتظاهرة المقررة تنديدًا بقتل متظاهرين وناشطين في الاحتجاجات المناوئة للحكومة والأحزاب الحاكمة.

وقال أحمد خلف، ضابط في شرطة بغداد برتبة نقيب، إن “قيادة عميات بغداد” (الجيش) فرضت إجراءات أمنية مشددة في أرجاء العاصمة وخاصة على مقربة من مناطق الاحتجاجات في ساحتي التحرير والخلاني والمناطق المحيطة بهما.

وأضاف أن “القوات الأمنية انتشرت بكثافة في محيط المنطقة الخضراء أيضاً للحيلولة دون وصول المتظاهرين إليها”، والتي تضم مقرات الحكومة والبرلمان والبعثات الدبلوماسية الأجنبية.

يأتي ذلك بالتزامن مع وصول مئات المحتجين من محافظات وسط وجنوبي البلاد إلى ساحة التحرير بالعاصمة استجابة لدعوات ناشطين بتنظيم احتجاجات حاشدة وصفوها بـ”المليونية”.

وجاءت هذه الدعوة إلى مليونية كتعبير عن رفض المتظاهرين لاستخدام الرصاص الحي ضد المحتجين، حيث تجاوز عدد قتلى التحركات منذ انطلاقها الـ450، وتحدّ لاستمرار المساعي الإيرانية لوأد هذه الاحتجاجات من خلال إطلاق يد ميليشيات موالية لطهران لترهيب المحتجين بعمليات خطف وتعذيب وتهديدات بالقتل.

وقال أحد ناشطي الاحتجاجات في بغداد، إن “ساحة التحرير تغص الآن بآلاف المحتجين، ومن المقرر أن تشهد أكبر تظاهرة ضد الفاسدين، وقتلة المتظاهرين في بغداد والمحافظات”.

وأشار إلى أن “المتظاهرين سيتوافدون على بغداد في الأيام القليلة المقبلة حتى الجمعة، حيث من المتوقع أن تشهد أكبر تظاهرة على الإطلاق”.

وكان من المقرر أن يتجمع القادمون من جنوبي البلاد مدينة كربلاء تمهيداً للزحف نحو بغداد، إلا أن قوات الأمن ومسلحين من العشائر أغلقوا مداخل ومخارج المدينة ولا يسمح لغير سكانها بالدخول.

وقال أحد ناشطي احتجاجات كربلاء، مفضلًا عدم نشر اسمه، إن “مسلحي الحشد الموالين لإيران هم من يغلقون مداخل ومخارج مدينة كربلاء متخفين وراء زي أبناء العشائر”.

وأضاف أن “الفصائل الموالية لإيران تحاول الحيلولة دون وصول المحتجين لبغداد عبر غلق الطرق المؤدية لكربلاء ومنها إلى بغداد”.

وتأتي هذه الدعوات إثر اغتيال أحد الناشطين في الاحتجاجات واستهداف اثنين آخرين في كربلاء ومقتل 25 متظاهراً في بغداد منذ الجمعة الماضية.

وتشكل هذه الدعوات تصعيداً من جانب المتظاهرين في الاحتجاجات التي بدأت مطلع أكتوبر الماضي.

واستبق زعيم فصيل “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي، المقرب من إيران، احتجاجات الثلاثاء بالقول، إنها “ستكون تخريبية، وستؤدي إلى سقوط العديد من القتلى”.

وأضاف في كلمة نشرها عبر حسابه بـ”تويتر”، “هناك معلومات بوجود تخطيط مخابراتي تريد منه جهات متعددة (لم يحددها) الشر لهذا البلد، وتريد أن تستثمر هذه الأوضاع لإحداث الفوضى في بغداد”.

وكان الخزعلي، إلى جانب مسؤولين آخرين في “الحشد الشعبي”، قد وضعوا على قائمة عقوبات أميركية صدرت مؤخراً لـ”صلاتهم بقتل المتظاهرين”.

والغالبية العظمى من الضحايا من المحتجين الذين سقطوا في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل “الحشد الشعبي” لهم صلات مع إيران، حسب المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية. لكن “الحشد الشعبي” ينفي أي دور له في قتل المحتجين.

وفي سياق المشاورات السياسية، شدد الرئيس العراقي على أهمية تدارس الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد وضرورة الالتزام بالتوقيتات الدستورية لحسم ترشيح رئيس الوزراء لحكومة مؤقتة وضرورة اختيار شخصية وطنية، كفء ومرضي عنها من الشعب العراقي وقادرة على إنجاز استحقاقات الإصلاح المطلوبة.

ودعا الرئيس العراقي إلى “متابعة الأجهزة الأمنية لحماية الناشطين من عمليات الاختطاف والترهيب التي تقوم بها عصابات إجرامية، والعمل على دعم الدولة ومؤسساتها لفرض سيادة القانون”.

العرب