لم يمنع سوء الأحوال الجوّية في مختلف المحافظات العراقية المتظاهرين من المبيت في ساحات الاحتجاج ومواصلة حراكهم المُطالب بإصلاح العملية السياسية ومحاسبة رموزها المتورطين بالفساد وقمع الاحتجاجات.
وشهدت ساحة التحرير في بغداد توافداً لآلاف المتظاهرين الذين جدّدوا رفضهم للأسماء التي يتم ترشيحها من قبل أحزاب السلطة لرئاسة الوزراء، كما عبروا عن استنكارهم لاستمرار عمليات الاغتيال التي تطاول الناشطين بهدف إسكات صوت الانتفاضة.
وكذلك الحال في ساحات الخلاني والوثبة وحافظ القاضي وجسور الجمهورية والسنك والأحرار القريبة من ساحة التحرير، وتجدّد إطلاق الغاز المسيل للدموع من قبل الأمن العراقي على متظاهري ساحة الوثبة بينما اندلع حريق في إحدى البنايات الكبيرة المطلة على الساحة.
كما شهدت محافظة كربلاء تظاهرات ليليلة حاشدة على الرغم من الانتشار الأمني المكثف في المحافظة.
ودعا متظاهرو كربلاء السلطات إلى الاستجابة السريعة لمطالب المتظاهرين والشروع بمحاسبة المسؤولين الفاسدين والمتورطين بترهيب المتظاهرين السلميين وفي مقدمتهم رئيس حكومة تصريف الأعمال، عادل عبد المهدي، رافعين شعار “قناصك وين ياعادل زوية”، في إشارة إلى الاتهامات التي وجهت لعبد المهدي عام 2009 بالوقوف وراء سرقة مصرف الزوية في بغداد.
”
تشهد أروقة البرلمان ارتباكاً بعد طلب رئيس الجمهورية، برهم صالح، من رئاسة مجلس النواب تحديد هوية الكتلة الأكبر
”
وطالب متظاهرو الديوانية السلطات المحلية وقوى الأمن بالإسراع في الكشف عن الجهات المتورطة باستهداف المتظاهرين، موضحين أن مثل هذه الأعمال لا يمكن أن توقف الحركة الاحتجاجية في المحافظة.
من جهته، قال محافظ الديوانية، زهير الشعلان، في بيان، إنه سيتابع حالة استهداف الناشطين ثائر الطيب وعلي المدني، أمس الأحد، معرباً عن إدانته لهذا “العمل الاجرامي”، متعهداً “بمتابعة سير إجراءات التحقيق للكشف عن الجناة”.
كما شهدت ساحة البحرية في محافظة البصرة احتجاجات، استمرت حتى الصباح اليوم الإثنين، لرفض مرشحي الأحزاب لرئاسة الوزراء، والمطالبة بمحاكمة الفاسدن وقتلة المظاهرين، بحسب مصادر محلية قالت، لـ”العربي الجديد”، إن المئات من الذين وعدت السلطات المحلية، أخيراً، بتعيينهم تظاهروا بسبب زيف هذه الوعود وعدم السماح لهم بالمباشرة.
واستمرت مظاهر الاحتجاج في ساحة الصدرين بمحافظة النجف، ومدينة الحلة بمحافظة بابل على الرغم من برودة الجو والضباب الكثيف في المحافظتين.
بالتزامن، تشهد أروقة البرلمان ارتباكاً بعد طلب رئيس الجمهورية، برهم صالح، من رئاسة مجلس النواب تحديد هوية الكتلة الأكبر في البرلمان ليتم الطلب منها ترشيح رئيس الوزراء الجديد.
وقال عضو البرلمان عن تحالف “سائرون”، المدعوم من التيار “الصدري”، غايب العميري، في تصريح صحافي، إن كتلته في البرلمان هي الكتلة الأكبر وفقاً لنتائج انتخابات 2018، مؤكداً أنه “لا يحق لأحد الإدعاء بأنه الكتلة الأكبر غير سائرون”. وشدد على أن تحالفه منح حق ترشيح رئيس الوزراء للشعب.
وشدد على ضرورة السير وفقاً للسياقات الدستورية، ومنح المتظاهرين حق ترشيح رئيس الحكومة، موضحاً أن الشعب الذي تمكن من إقالة حكومة عادل عبد المهدي قادر على تسمية البديل.
وطالب أبناء الشعب المتظاهرين بالتشاور مع رئيس الجمهورية، ومع تحالف “سائرون” من أجل وضع شروط لاختيار رئيس الوزراء الجديد، مؤكداً أن الشارع من حقه طرح الأسماء التي يعتقد أنها مناسبة للمنصب.
العربي الجديد