ترامب مثال لرجل فقد طريقه الأخلاقي وحسابه في “تويتر” ينشر الأكاذيب

ترامب مثال لرجل فقد طريقه الأخلاقي وحسابه في “تويتر” ينشر الأكاذيب

دعت صحيفة “كريستيان توداي” إلى عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وجاء في مقال كتبه مارك غالي، رئيس التحرير إن رسالة التأسيس للصحيفة قال المبشر الإنجيلي بيلي غراهام إن “كريستيان توداي” “ستساعد الإنجيليين المسيحيين على تفسير الأخبار بطريقة تعكس إيمانهم. ومن هنا فإجراءات عزل دونالد ترامب هي حدث مهم في قصة جمهوريتنا وتستدعي منا التعليق”.

وقال إن النهج المثالي للصحيفة هو أن تتعالى على الخلاف والسماح للمسيحيين بمعتقداتهم السياسية المتعددة في ساحة الجدل العام. وتشجيعهم للبحث عن العدالة بناء على معتقداتهم ومعاملة المعارضة السياسية بأكبر طريقة ممكنة. وأضاف: ” نريد لـ “ (كريستيان توداي) أن تكون مكانا يرحب بالمسيحيين من كل الأطياف السياسية وتذكير كل شخص بأن السياسة هي ليست نهاية وهدف وجودنا. ونحن نفتخر بحقيقة عدم تسيد السياسة موقعنا”. وبعد كل هذا فمن الضروري من وقت لآخر “أن يكون لنا رأي واضح في الأمور السياسية وأن نقوم بهذا بحب، ونحب الرئيس ونصلي له كما نحب ونصلي للقادة (وللناس العاديين) على جانب الخلاف السياسي”.

لن يوازن أي فعل إيجابي عمله الرئيس الأخطار الأخلاقية والسياسية التي نواجهها في ظل شخصية لا أخلاقية وبشكل صارخ”.

وأعطت الصحيفة ميزة للرئيس وهي أن الديمقراطيين ومنذ اليوم الأول وفي كل شيء فعلوه كان تحت غيمة الشك السياسي. وقادوا الكثيرين للشك ليس في الدوافع ولكن في حقائق جلسات الاستماع لمحاكمة الرئيس. ولم يمنح ترامب فرصة جادة لتقديم موقفه من القصة في جلسات الاستماع والمحاكمة. وتقول الصحيفة إن الحقائق في حالته واضحة بدون غموض: فقد حاول رئيس الولايات المتحدة استخدام سلطته السياسية لإجبار زعيم أجنبي لتشويه سمعة والتحرش بواحد من منافسيه السياسيين. ولا يعد هذا خرقا للدستور ولكنه وبشكل عميق غير أخلاقي. والسبب الذي لم يصدم الكثيرين حول الرئيس أنه تخلى عن الأخلاقية في إدارته. فقد عين وعزل أشخاص هم الآن من المجرمين المدانين. ويقوم حسابه على “تويتر” بنشر الأكاذيب والتشويه والتشهير، وهو مثال عن رجل فقد طريقه الأخلاقي ويعيش حالة من التشوش. وتحدث أنصاره من الإنجيليين عن تعييناته للمحكمة العليا ودفاعه عن الحرية وطريقة إدارته للاقتصاد من بين عدة أشياء قام بها وبرروا من خلالها دعمهم له. و “نعتقد أن جلسات استماع عزله وضحت، كما لم يوضح تحقيق مولر، أن الرئيس أساء استخدام السلطة لتحقيق منافع شخصية وخان اليمين الدستوري. وأوضحت جلسات العزل عيوب الرئيس الأخلاقية والتي شاهدناها جميعا. وهذا يضر بمؤسسة الرئاسة ويضر بسمعة البلد ويضر بروحانية الناس ومستقبلهم. ولن يوازن أي فعل إيجابي عمله الرئيس الأخطار الأخلاقية والسياسية التي نواجهها في ظل شخصية لا أخلاقية وبشكل صارخ”.

تحفظنا عن الحكم على ترامب ولسنوات عدة، وقد انتقدنا البعض لتحفظنا. ولكن عندما يتعلق الأمر بشجب سلوك آخر فسلامة المريض يجب أن تأتي أولا.

وأضاف أن اهتمام الصحيفة بهوية القائد الوطني للبلاد ليس جديدا. ففي عام 1998 كتبت الصحيفة عن بيل كلينتون “فشل هذا الرئيس في قول الحقيقة-حتى عندما حشر بالزاوية-يمزق نسيج الأمة. وهذا ليس شأنا خاصا. بل تزاوج اجتماعي بني على الثقة، الثقة في الحليب الذي يبيعه البقال لك سواء كان طاهرا أو صحيا، الثقة هي المال التي تضعه في البنك ويمكنك سحبه، الثقة هي الحاضنة وعامل الإطفاء والقسيس وسائق سيارة الإسعاف الذين يقومون بعملهم على أحسن شكل. وفي الوقت الذي يتخلى فيه الساسة عن وعودهم الانتخابية فهم أمام واجب الحفاظ على الثقة وعدم خرق القانون”. وكانت هذه الكلمات قبل 20 عاما عندما اتهم كلينتون بممارسة الجنس مع متدربة وهي اليوم تنطبق وبشكل كامل على الرئيس ترامب. وسواء كان عزل من المنصب بقرار من مجلس الشيوخ أو التصويت الشعبي العام المقبل، فهو أمر متعلق بحكمة من يتخذ القرار. ويقول “إن عزله، كما نعتقد لا يتعلق بولاءات سياسية ولكن من كتب الوصايا العشر”. ووجه الكاتب رسالة إلى الإنجيليين الذين لا يزالون يدعمون ترامب رغم سجله الأخلاقي الأسود ” قد نقول لهم: تذكروا من أنتم ومن تختمون، وفكروا سيؤثر تبريركم دعم ترامب على شهادتكم أمام الرب والمخلص. وفكروا ماذا سيقول العالم غير المؤمن عن استمرار دعمكم كلام ترامب الآثم وسلوكه في مجال النفعية السياسية. ولو لم نتراجع عن المواقف فهل سيستمع أي شخص بجدية لما نقوله عن العدل والاستقامة في العقود المقبلة؟” و “هل نستطيع القول بوضوح إن الإجهاض هو إثم لا يمكن التسامح معه؟ أو نقول بوضوح إن شخصية القائد الأعلى للأمة المحطمة لا تهم كثيرا؟”.
وقال غالي “لقد تحفظنا عن الحكم على ترامب ولسنوات عدة، وقد انتقدنا البعض لتحفظنا. ولكن عندما يتعلق الأمر بشجب سلوك آخر فسلامة المريض يجب أن تأتي أولا. ولهذا حاولنا منح أنصار ترامب من الإنجيليين حقهم وحاولنا فهم موقفهم والنظر في الطبيعة النفعية للقرارات السياسية التي قاموا بها من أجل ترامب. وكي نسمي الأمور بأسمائها فمهما ربحنا في لعبة القمار هذه حيث نلعب كل أوراق اللعبة اللاأخلاقية والعقيمة. وعندما نعتقد أن الوقت قد حان لأن ندفع كل أوراق الرهان إلى مركز الطاولة فعندها ستنهار كل اللعبة. وستنهار على سمعة الإنجيليين وعلى فهم العالم للإنجيل وستنهار على كل أمة الرجال والنساء الذين يهمنا صلاحهم”.

الجزيرة