دانت إيران وأطراف عراقية عدة اليوم القصف الأميركي لمواقع كتائب حزب الله العراقي الذي خلف 25 قتيلا وعشرات الجرحى، ووصفته الخارجية الإيرانية بأنه هجوم “إرهابي”.
في حين أكد القيادي في الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، أن الرد على القوات الأميركية في العراق بعد هذا الهجوم سيكون “قاسيا جدا”، وقالت كتائب حزب الله إنها في حالة استنفار وإن “المعركة مع أميركا مفتوحة على كل الاحتمالات ولا خيار سوى المواجهة”.
وكانت وزارة الدفاع العراقية أعلنت -في وقت سابق الأحد- أن موقعين لكتائب حزب الله بمنطقتي غابة سلوم والحرش غربي الأنبار تعرضا لثلاث ضربات جوية أميركية.
لكن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر قال إن طائرات من طراز “أف 16” قصفت خمسة أهداف، ثلاثة في غرب العراق، واثنان في شرق سوريا، مشيرا إلى أنها كانت إما منشآت قيادة وسيطرة أو مخازن أسلحة.
وقالت مصادر في الحشد الشعبي إن من بين قتلى الهجوم آمر اللواء 45 التابع لكتائب حزب الله العراقي.
وقد استنكر رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، ما وصفه بـ”الاعتداء” الذي تعرض له قطعات من الحشد الشعبي وأوقع عشرات القتلى والجرحى.
في حين وصف تحالف النصر العراقي، بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، الغارات الأميركية بـ “الاعتداء على السيادة العراقية”، مطالبا بإلزام جميع التشكيلات العسكرية العراقية بأوامر القيادة العامة في البلاد وعدم جر العراق إلى أتون الصراعات الإقليمية الدولية”.
من جانبه، حذر زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، من مخاطر زج العراق في الحرب بين إيران وأميركا، وغرد في تويتر قائلا “لست مع تأجيج الحرب بين إيران وأميركا ولست مع زج العراق في هذه الحرب وجعله ساحة للصراع الإيراني الأميركي”.
كما دان حزب الله اللبناني الغارات الأميركية ووصفها بأنها “اعتداء سافر على سيادة العراق وأمنه واستقراره”.
وانتقد الحزب -في بيان له- الولايات المتحدة لمهاجمتها جماعات داخل العراق ساعدتها في هزيمة تنظيم الدولة، كما قال.
وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد دان في وقت سابق الهجوم، وقال إنه يعد انتهاكا لسيادة العراق.
تصعيد خطير
كما قالت حكومة تصريف الأعمال العراقية إن القصف الجوي الأميركي يعد تصعيدا خطيرا، وأوضح المتحدث العسكري باسم رئيس الحكومة أن عادل عبد المهدي أمر بعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني، بهدف اتخاذ التدابير اللازمة لحماية العراقيين وحفظ أمن وسيادة العراق.
وأكد فصيل عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي أن “الوجود العسكري الأميركي صار عبئا على الدولة العراقية، بل صار مصدرا لتهديد واعتداء على قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، وأصبح لزاما علينا جميعا التصدي لإخراجه بكل الطرق المشروعة قبل أن يتمادى أكثر في تهديده لأمن واستقرار العراق”.
كما قال رئيس أركان الحشد الشعبي أبو مهدي المهندي إن “دماء الشهداء والجرحى لن تذهب سدى، وإن الرد سيكون قاسيا على القوات الأميركية”.
واعتبر حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي أن استهداف الطيران الأميركي لمقرات الحشد الشعبي “انتهاك لسيادة العراق”، معربا عن رفضه أن يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات مع إيران.
الجزيرة