قالت صحيفة واشنطن بوست إن العام 2019، الذي شارف على النهاية، كان عاما حليفا بالاضطرابات؛ إذ شهد مجموعة من حراكات التظاهر في عدد من دول المنطقة، إضافة إلى تغييرات سياسية في عدد من القضايا الهامة.
وفي مقال لستيفاني دالي، تحدثت عن المظاهرات في الجزائر ولبنان وإيران والسودان والعراق، كما تحدثت عن التوتر المتصاعد بين إيران والسعودية، وعن سحب القوات الأمريكية من سوريا، ومقتل زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” أبو بكر البغدادي.
وكان عام 2019، بحسب الكاتبة، عام المفاجآت فيما يتعلق بسياسات الرئيس الأمريكي في المنطقة، بعد إعلانه سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، في أكتوبر/تشرين الأول، قبيل دخول القوات التركية إلى المنطقة، لمواجهة الأكراد الذين كانوا يتمتعون بحماية القوات الأمريكية.
أبرز الأحداث: مظاهرات في دول عربية وقرارات أمريكية مفاجئة ومقتل رأس تنظيم الدولة
كما كان قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري من بين القرارات الأبرز للإدارة الأمريكية الحالية، الأمر الذي كان له أثر بالغ على إمكانية تحقيق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقد يؤثر سلبا في اتفاقيتي السلام بين إسرائيل وكل من الأردن ومصر.
وكان قرار تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية بارزا أيضا عام 2019، في خطوة اعتبرت تخريبا للعلاقات المتوترة أصلا بين الولايات المتحدة وإيران.
وتشير الكاتبة إلى أن الشرق الأوسط شهد عاما من المظاهرات في عدد من دول المنطقة، بما فيها السودان (ضد عمر البشير) والجزائر ولبنان (ضد قرارات حكومية) والعراق.
وتوضح الكاتبة أن تظاهرات الجزائر استمرت طوال العام، للمطالبة بحكومة تستجيب لحاجات المواطنين الأساسية، بغض النظر عن ترتيبات المؤسسات السياسية في البلاد. واستمرت التظاهرات في العراق حتى بعد استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، ومقتل 300 شخص.
وفي إيران، ردت الحكومة على المظاهرات بالقمع، وقتلت أكثر من 100 متظاهر في تشرين الثاني/نوفمبر، لكن القمع، بحسب الكاتبة، لن يساهم في إيقاف التظاهرات في حال استمرت لفترة طويلة. وتربط الكاتبة بين مظاهرات لبنان والعراق والمظاهرات في إيران، إذ ساعدت التظاهرات في البلدين العربيين في تقليل ثقة النظام الإيراني بنفسه في مواجهة تظاهرات المدن الإيرانية.
وتشير الكاتبة إلى أن الدور الأمريكي في المنطقة يتراجع بسبب سياسات إدارة دونالد ترامب، وهو ما دفع السعودية إلى محاولة ملء الفراغ، عبر قرارات طموحة لمحمد بن سلمان.
وحول الأزمة الخليجية توضح الكاتبة أن دول الخليج قاطعت قطر لمدة 30 شهرا، فيما يدور حديث حاليا عن إمكانية الوصول إلى حلول قريبا في ظل “حوار بواسطة الكويت” بين الأطراف المختلفة.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، قررت شركة “تويتر” وقف عدد كبير من الحسابات المرتبطة بمصر والإمارات والسعودية، لارتباطها بعمليات تضليل عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
واستمرارا لمكافحة الإرهاب، تقول الكاتبة إن الولايات المتحدة تمكنت من قتل زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”، أبو بكر البغدادي، لكنها تشير إلى أن ذلك لم ينه التنظيم؛ إذ تمكن البغدادي من “إنشاء منظمة بيروقراطية قادرة على تحمل خسارة القادة”.
القدس العربي