كشف قائد القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني، الجنرال أمير علي حاجي زادة، عن تفاصيل إسقاط قواته الطائرة الأوكرانية، فجر الأربعاء الماضي، بالقرب من العاصمة طهران، قائلاً: “كنت في غرب البلاد للإشراف على تنفيذ الضربات الصاروخية على القواعد الأميركية (بالعراق)، وتمنيت الموت حين سمعت نبأ إسقاط الطائرة”، مؤكداً أنه يتحمل “المسؤولية بالكامل”.
وكشف حاجي زادة أن إسقاط الطائرة حدث بعدما اشتبهت منظومة الدفاع الجوي للبلاد بأنها “صاروخ كروز”، مشيراً إلى أنه بعد ذلك، أبلغ المسؤول عن دفاع جوي بغرب طهران بأن الصاروخ يتجه نحو العاصمة، ليتخذ قراراً بالإطلاق “ولم يقم بالتأكد بسبب عطل في جهاز الاتصال”.
وأضاف أن الصاروخ الذي أطلقه الدفاع الجوي الإيراني كان “قصير المدى، ومن النوعية التي تمرّ من جوار الهدف”، قائلاً إن الطائرة “تحطمت بعدما اصطدمت بالأرض”.
”
انتقد حاجي زادة بشكل غير مباشر، عدم قيام الجهات المعنية بحظر الطيران
“ونفى أن يكون “الحرس والقوات المسلحة (الإيرانية) قد كتمت الحقيقة”، مضيفاً أن “هذا المسار كان ينبغي أن يتم”، مع تأكيد أن ظروف إسقاط الطائرة “كانت حربية في ظل التهديدات غير المسبوقة، ووجود احتمال كبير للمواجهة العسكرية مع أميركا”.
وكشف عن أن القوات المسلحة الإيرانية والدفاعات الجوية رفعت درجة الجهوزية والتأهب إلى “مستوى الحرب” بعد التهديدات الأميركية المتصاعدة بضرب 52 هدفاً إيرانياً.
إلى ذلك، انتقد حاجي زادة بشكل غير مباشر، عدم قيام الجهات المعنية بحظر الطيران، بعد قيام الحرس الثوري بالضربات الصاروخية على القواعد الأميركية، قائلاً “كنا قد طلبنا توقف الطيران، لكن لأسباب ما، لم يُتخذ هذا القرار”.
واستكمل أن سلطات الطيران المدني في البلاد “لا تتحمل أدنى مسؤولية، وهي على رقابنا ونحن من يتحملها”، لافتاً إلى أن الطائرة “كانت تسير في مسارها الصحيح”.
ويأتي هذا بعد ساعات على إعلان الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، في بيان عسكري، فجر اليوم السبت، أن الطائرة الأوكرانية من طراز بوينغ 737 قد أسقطت “عن طريق خطأ بشري غير متعمد” بعد إصابتها بصاروخ للدفاع الجوي الإيراني.
وذكرت “الأركان” الإيرانية أنه بعد إقلاع الطائرة من مطار “الإمام الخميني” و”حين الاستدارة، اقتربت جداً من مركز عسكري حساس للحرس الثوري”، مضيفة في بيانها، أن الطائرة، بعد ذلك ظهرت في الرادار “في وضعية ارتفاع وتحليق كهدف تابع للعدو”، معبرة عن “الاعتذار والتضامن مع الأسر المنكوبة” الإيرانية والأجنبية.
من جهته، أصدر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بياناً، عبر فيه عن “الأسف العميق” تجاه ما حصل، مشيراً إلى أنه اطلع على نتيجة تحقيقات الأركان العامة للقوات المسلحة بشأن سقوط الطائرة المدنية الأوكرانية “قبل ساعات”.
إلى ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بيان اليوم، إن بلاده تتوقع تحقيقاً كاملاً، واعترافاً كاملاً بالذنب، وتعويضاً من إيران بعد إسقاط طائرة الركاب.
وفي سياق متصل أيضاً، طالب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بـ”الشفافية” لإجراء “تحقيق تام ومعمق” حتى يتم تحديد المسؤوليات.
العربي الجديد