عرفت أسعار معدن البلاديوم نموا سريعا عام 2019 متجاوزة بذلك أسعار الذهب، فما هي العوامل التي ساعدت على ذلك ومتى يفضل الاستثمار بالأسواق؟
في تقريره بموقع “نيوز ري” الروسي، قال الصحفي المختص في الشؤون الاقتصادية ميخائيل إسماعيلوف إنه ينبغي النظر في تاريخ ارتفاع أسعار البلاديوم عام 2019 بعناية، ودراسة جميع التفاصيل المتعلقة بذلك بدقة.
وذكر الكاتب أن أكبر نمو في قيمة البلاديوم -مثل الذهب تماما- بدأ في الفترة من أغسطس/آب إلى سبتمبر/أيلول 2018.
وفي هذه المرحلة، بدأت موجة جديدة من الصراع التجاري المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، واستمرت حتى نهاية عام 2018.
إثر ذلك، ذاب ثلج العلاقات بين البلدين، واستمر حتى مايو/أيار 2019، مما نتج عنه انخفاض أسعار كلا المعدنين تلك الفترة. لكن سرعان ما عدلت الولايات المتحدة عن قرارها بشأن تعزيز العلاقات، لتعلن في مايو/أيار 2019 عن زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، وهكذا ارتفعت أسعار المعادن الثمينة مرة أخرى.
ورغم أن سعر الذهب ظل ثابتا ولم يتغير كثيرا منذ سبتمبر/أيلول 2019 لا سيما في ظل توقف الحرب التجارية بين بكين وواشنطن، فإن قيمة البلاديوم ماتزال مستمرة في الصعود حتى يومنا هذا.
تفسيرات
هناك العديد من التفسيرات لهذا الصعود أو النزول، من بينها التعامل مع الذهب كأداة وقائية من التقلبات، واعتبار البلاديوم معدنا صناعيا.
وبمجرد أن بدأت الأسواق تستقبل الاتفاق بين بكين وواشنطن لإنهاء النزاع التجاري كأنه حقيقة، بدأ الذهب كأصل وقائي يفقد أهميته وبدأت قيمته في الانخفاض، في حين استمر نمو البلاديوم.
يُذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إن توقيع اتفاق تجارة “المرحلة 1” مع الصين قد يجري “بعد وقت قصير” من 15 يناير/كانون الثاني وهو التاريخ الذي أعلن الشهر الماضي أنه سيكون موعد التوقيع.
يقول مارك جويشمان المحلل الرئيسي بمجموعة شركات “تيلى ترايد” إن السوق شهد في الكثير من الأحيان عجزا هائلا في البلاديوم بسبب المشاكل التي تواجهها شركات التعدين بجنوب أفريقيا على غرار ضعف إمدادات الكهرباء.
وحتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي سجل السوق زيادة خيالية في أسعار البلاديوم، واستمر في الارتفاع لا سيما وأنه لا حدود للجشع، وفق تعبيره.
ومن المتوقع أن يظل سعر البلاديوم فوق ألفي دولار أو أكثر هذا العام، قبل أن يعود لينخفض مرة أخرى.
وكانت أسعار البلاديوم أمس الجمعة قد تراجعت إلى حوالي 2117 دولارا للأوقية، بعد أن سجل ذروة قياسية عند 2149.50 دولارا بالجلسة السابقة. لكن أسعار الذهب حامت حول 1560 دولارا للأوقية (الأونصة).
بلاديوم أداة مضاربة
لم يعد البلاديوم في الوقت الراهن أداة استثمار، بل أداة مضاربة بشكل حصري. لهذا، في حال كنت مهتما باستثمار الأموال بهذه الطريقة، فبإمكانك التفكير في ذلك.
أما فيما يتعلق بالذهب، فلا تعد التوقعات الخاصة به للستة أشهر المقبلة مشجعة بالنظر إلى العلاقات الأميركية الصينية. وعموما، من الممكن أن ينخفض سعره ليصل إلى 1300 دولار للأونصة.
وقت الاستثمار
يعتقد المحلل جويشمان أنه مع مراعاة القيود الإضافية المفروضة على إنتاج النفط من دول أوبك، فضلا عن تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، من الممكن أن يتعدى سعر البرميل الواحد من النفط 75 دولارا لهذا العام.
وتبقى الصعوبة الوحيدة التي تواجه بعض من يخشون استثمار أموالهم هذا العام هي اختيار الوقت المناسب لدخول السوق.
وبناء على ذلك، تعتبر نهاية فبراير/شباط وبداية مارس/آذار من العام الجاري الوقت المناسب للاستثمار.
الجزيرة