أفاد موقع ميدل إيست آي الإخباري البريطاني أن إيران لم تكن تتطلع إلى قتل جنود أميركيين عندما أمطرت قاعدتين أميركيتين في العراق بصواريخ، الأربعاء الماضي. واعتبر في مقال لرئيس تحريره ديفد هيرست أن طهران أرادت بتلك الهجمات توجيه رسالة إلى جاراتها من دول الخليج العربي.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت أن الهجمات الصاروخية استهدفت قاعدتي عين الأسد غربي العراق والأخرى في أربيل بالشمال.
ومن جانب آخر، ذكر التلفزيون الإيراني أن الهجمات جاءت انتقاما لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في غارة أميركية قرب مطار بغداد في الثالث من يناير/كانون الثاني الجاري.
ووفقا لهيرست، فقد بدا من الواضح أن إيران تصرفت “بقدر عالٍ من ضبط النفس” ردا على مقتل من تعتبره “أعظم أبطالها الحربيين في العصر الحديث”.
تشغيل الفيديو
تحذير مسبق
ونبهت إيران أولا العراق إلى نيتها شن تلك الهجمات، وهو ما يعني -بنظر رئيس تحرير الموقع- أن وزارة الدفاع الأميركية تلقت على وجه اليقين تحذيرا مسبقا بها، فشرعت على الفور في ترتيب الأوضاع في القاعدتين طبقا لذلك.
ولم “تتراجع” إيران عن المواجهة مع الجيش الأميركي، كما ادعى الرئيس دونالد ترامب الأربعاء الماضي، بل على العكس من ذلك “فمن تراجع واحتفظ بهدوئه هو الجيش الأميركي.. ولم تحاول الولايات المتحدة إسقاط الصواريخ الإيرانية، مع أن خمسة منها أخطأت هدفها”.
ومما لا شك فيه –برأي الكاتب- أن الحرس الثوري الإيراني لو أراد أن يُلحق بالجيش الأميركي خسائر بشرية فادحة لتمكن من فعل ذلك.
لكن الهجوم الصاروخي -وفق هيرست- كان له هدف آخر، ألا وهو توجيه رسالة إلى أقرب حلفاء أميركا الخليجيين (السعودية والإمارات والبحرين) وهي الدول نفسها التي شجعت فكرة إقامة حلف ضد إيران، أطلق عليه هيرست “الناتو العربي”.
رسائل موجهة
فإذا لم تتفهم تلك الدول الخليجية الرسائل الموجهة إليها من تفجير ناقلات النفط قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي، أو قصف منشآت شركة أرامكو النفطية في أبقيق وخريص شرقي السعودية، فلا بد أنها استوعبتها هذا الأسبوع، كما يذهب إلى ذلك مقال ميدل إيست آي.
وفحوى رسالة إيران “إذا كان البنتاغون لا يستطيع حماية قواعده وجنوده من صواريخنا، فإنه لن يستطيع بالتأكيد حماية قواعدكم وجنودكم. فكل قواعدكم وموانئكم وأنابيب نفطكم ليست في مأمن، فاحذروا”.
ويلفت المقال إلى أن أربعة عقود من السياسة الأميركية، ضمنها ثلاثة أعوام من عمر رئاسة ترامب، لم تفلح في تركيع إيران، مضيفا أن قوة طهران الصاروخية أبلت بلاء حسنا فجر الأربعاء الماضي، لتثبت قدرتها على الردع في منطقة تعتبرها ساحتها الخلفية.
ويرى رئيس تحرير الموقع البريطاني أن تهديد الحرس الثوري لكل الدول التي تستضيف قواعد أميركية -بأنها ستكون مستهدفة إذا انطلقت من تلك القواعد هجمات ضد إيران- يعني إجهاضا مبكرا لفكرة “الناتو العربي”.
غير أن الهجمات أحيت فكرة إقامة بنية جديدة للأمن الإقليمي، والتي يمكن أن ترى النور لو أنهى الجيش الأميركي وجوده العسكري في الخليج.
ويخلص هيرست إلى أن عددا من أعضاء الكونغرس الأميركي يتعرضون لضغوط من الجماعات الموالية لإسرائيل، والحركة الإنجيلية المسيحية، بضرورة إتمام المهمة ضد إيران.
ويختم صاحب المقال بالتشديد على أن ما لم تدركه تلك الجماعات وحتى الرئيس ترامب أن “شمس الإمبراطورية الأميركية بالشرق الأوسط قد بدأت بالأفول”.
الجزيرة