تحوّل فيروس كورونا الجديد في الصين، إلى خطر عابر للحدود، ليصل إلى العديد من الدول، منها الولايات المتحدة الأميركية، ليصيب أسهم بورصة وول ستريت، ويدفع كوريا الشمالية إلى إغلاق الحدود في وجه السياح الصينيين.
وقد يهدد انتشار الوباء إمارة دبي، التي تراهن على جذب مئات آلاف الصينيين خلال معرض “إكسبو 2020″، الذي تعول عليه لإنعاش السياحة والعقارات وقطاعات عدة تواجه صعوبات منذ عدة سنوات.
وأعلنت وكالة السفر “يونغ بايونير تورز” التي يوجد مقرها في الصين، والمتخصصة في الزيارات إلى كوريا الشمالية، وفق فرانس برس، أن السلطات الكورية قررت، اعتباراً من أمس الأربعاء، إغلاق الحدود أمام السياح، كإجراء وقائي لمنع وصول الفيروس من الصين المجاورة.
وارتفعت حصيلة الفيروس في الصين إلى تسع وفيات و440 مصابا، وفق السلطات الصينية، التي حذرت من أن الفيروس يمكن أن يتحوّل وينتشر بشكل أسرع.
وغالبية السياح الأجانب يأتون إلى كوريا الشمالية من الصين وازداد عددهم السنة الماضية، بسبب تحسّن العلاقات بين البلدين الجارين. ويشكل تدفق السياح الصينيين إلى كوريا الشمالية مصدراً مهماً للعائدات بالعملات الصعبة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تغلق فيها بيونغ يانغ، حدودها أمام السياح بسبب وباء. ففي أكتوبر/تشرين الأول 2014 أغلقت الحدود بسبب الفيروس إيبولا، في حين لم يكن قد تم رصد أي حالة في آسيا.
وقررت أيضا وضع كل الأجانب الذين يدخلون أراضيها، بينهم دبلوماسيون ورجال أعمال، في حجر صحي لمدة 21 يوماً.
ويعاني القطاع الصحي في كوريا الشمالية من نقص مزمن في الأدوية. وينتمي الفيروس الجديد إلى سلالة فيروسات “كورونا” المسبّبة لمتلازمة “سارس”، بحسب منظمة الصحّة العالمية. وكان وباء سارس الحاد تسبب في 774 حالة وفاة بين عامي 2002 و2003.
وعززت العديد من الدول إجراءات الرقابة في المطارات، وسط مخاوف من تخطى الفيروس حدودها، وتزداد المخاوف مع بدء عطلة العام القمري الجديد في الصين، حيث يسافر ملايين الصينيين في الداخل والخارج.
وستحتفل الصين بالعام القمري الجديد، اعتبارا من نهاية الأسبوع الجاري. لكن شركات السياحة والخطوط الجوية العالمية قلقة من العدوى، إذ يسافر مئات الملايين من أجل عطلة العام الجديد.
وأكدت السلطات التايلاندية، أمس، ظهور أربع حالات، هم مواطن تايلاندي وثلاثة زوار صينيين. كما أبلغت كل من اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وتايوان عن حالة واحدة لكل منها.
وتقول الصين إنها اتخذت تدابير صارمة لمنع انتشار الفيروس، حيث تم وضع 15 كاشفاً حرارياً في مطار مدينة “ووهان” الدولي بإقليم هوبي وسط الصين، وتركيب 20 كاشفا أخرى في ثلاث محطات سكة حديد رئيسية في المدينة، التي تعد مركز انتشار الفيروس.
ووفق لي بين، نائب مدير اللجنة الصحية، ستتم مراقبة أسواق المنتجات الزراعية ومحلات السوبر ماركت والمطاعم بدقة أيضا، بالإضافة إلى تشديد الإجراءات الصارمة على تجارة الحيوانات البرية، مضيفا في مؤتمر صحافي، وفق وكالة “شينخوا” أنه سيتم تقييد التجمعات العامة، وإلغاء الرحلات غير الضرورية لدخول أو خروج “ووهان”.
ووفق مراقبين، فإن الفيروس، الذي يصيب الجهاز التنفسي، قد يضرب خطط العديد من الدول في جذب المزيد من الزوار الصينيين لدعم إيراداتها السياحية، ومنها دولة الإمارات ودول عربية وآسيوية.
فقد أعلنت حكومة دبي، الثلاثاء الماضي، أن أعداد الزائرين الأجانب للإمارة وصل إلى 16.7 مليون في 2019، بفضل قفزة في السياح الصينيين، الذين سجلوا نحو 989 ألف شخص.
والسياحة مساهم مهم في إيرادات دبي التي ستستضيف معرض إكسبو 2020 الدولي، في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وتستهدف 20 مليون سائح هذا العام.
وشهدت دبي، التي أنفقت مبالغ كبيرة على تطوير قطاعها السياحي وتفتقر إلى الثروة النفطية التي لدى بعض جيرانها، تباطؤ نمو أعداد الزائرين إلى أقل من 1 بالمائة في 2018.
ولا تقتصر المخاطر السياحية على دبي، فقد تطاول الكثير من الدول، منها المغرب ومصر وماليزيا وتركيا، التي راهنت على جذب المزيد من السياح الصينيين لإنعاش خطط لزيادة أعداد الوافدين وعائدات القطاع.
وواصل فيروس كورونا الجديد ضرباته لأسواق الأسهم، حيث وصل إلى بورصة وول ستريت، لتتخلي المؤشرات الثلاثة المستويات القياسية المرتفعة التي وصلت إليها خلال الفترة الماضية، حيث فقد “داو جونز” الصناعي، في تداولات الثلاثاء، 151.25 نقطة، أو 0.52 في المائة، وخسر “ستاندرد آند بورز 500” الأوسع نطاقا 8.83 نقاط، بما يعادل 0.27 في المائة، وانخفض “ناسداك” المجمع 18.14 نقطة، أو 0.19 في المائة.
ولا تقتصر المخاطر على أسواق السياحة والطيران والأسهم، وإنما تمتد إلى صناعة النفط. وقال بنك غولدمان ساكس العالمي، إن تراجعا محتملا في الطلب على النفط من الصين المستهلك الكبير للطاقة، بسبب انتشار الفيروس الجديد، قد يؤثر سلباً على أسعار النفط، لتنخفض بحوالي ثلاثة دولارات.
وأشار جولدمان ساكس في تقرير له، إلى أن الفيروس الجديد قد يصيب الطلب العالي على النفط بصدمة سلبية، يحتمل أن تبلغ 260 ألف برميل يومياً في المتوسط، مضيفا أن التقدير يتضمن هبوطا بواقع 170 ألف برميل يوميا للطلب على وقود الطائرات.
وكانت شركات الطيران، هي الأسوأ أداء بين قطاعات بورصة طوكيو الثلاثة والثلاثين، يوم الثلاثاء الماضي، حيث تراجع مؤشرها 2.5 في المائة، بفعل المخاوف من تضرر الطلب على السفر جراء الوباء.
وانخفضت أسهم أنا هولدنغز 2.2 في المائة، والخطوط الجوية اليابانية 3 في المائة. وهوى سهم “اتش.آي.اس” للسفر 5.1 في المائة، في حين فقد سهم الشركة المشغلة لمطار هانيدا في طوكيو 4.5 في المائة.
العربي الجديد