أدلة أممية تفضح استحواذ الحوثيين على أسلحة إيرانية

أدلة أممية تفضح استحواذ الحوثيين على أسلحة إيرانية

نيويورك – لا تتواني إيران عن تحريك أذرعها المنتشرة في المنطقة لخدمة أهدافها، وترى طهران في المتمردين الحوثيين باليمن وكيلها الإقليمي المفضل في المواجهة المتصاعدة مع الولايات المتحدة وحلفائها، وخاصة المملكة العربية السعودية، باعتبارها تقف مع حلفائها في وجه المشروع التخريبي الذي تسعى إيران لتنفيذه في المنطقة.

ولطالما تكشفت بالبراهين والأدلة مدى العلاقة التي تربط النظام الإيراني بالحوثيين من خلال دعمها سياسيا ولوجيستيا وهو ما يجعل من الحوثيين أداة لتنفيذ ما تصبو إليه إيران في اليمن وعرقلة مساعي التحالف العربي والجهود السياسية التي تبذلها السعودية والإمارات بالتعاون مع المجتمع الدولي لبسط الاستقرار في البلاد.

ويتهم التحالف العربي في أكثر من مناسبة جماعة الحوثي بتلقي أسلحة من إيران عبر ميناء الحديدة، فيما تنفي الجماعة وطهران هذه الاتهامات.

وأفاد تقرير لخبراء أمميّين الجمعة أنّ المتمرّدين الحوثيّين في اليمن استحوذوا في العام 2019 على أسلحة جديدة يتميّز بعضها بخصائص مشابهة لتلك المُنتَجة في إيران.

والتقرير الذي أرسل إلى مجلس الأمن الدولي هو ثمرة تحقيق استمرّ سنة أجراه خبراء الأمم المتّحدة المكلّفون مراقبة حظر السلاح المفروض على اليمن منذ 2015.

وقال التقرير المفترض أن يُنشر قريبًا إنّه “بالإضافة إلى أنظمة الأسلحة المعروفة والتي كانت بحوزتهم حتّى الآن، بات (الحوثيّون) يستخدمون نوعًا جديدًا من الطائرات بلا طيّار من طراز دلتا ونموذجًا جديدًا من صواريخ كروز البرّية”.

وبحسب المحقّقين، فقد ظهر اتّجاهان على مدار العام الماضي قد يُشكّلان انتهاكًا للحظر. ويتمثّل الاتّجاه الأوّل في نقل قطع غيار متوافرة تجاريّاً في بلدان صناعيّة مثل محرّكات طائرات بلا طيّار، والتي يتمّ تسليمها إلى الحوثيّين عبر مجموعة وسطاء.

أمّا الاتّجاه الثاني فيتمثّل في استمرار تسليم الحوثيّين رشاشات وقنابل وصواريخ مضادّة للدبّابات ومنظومات من صواريخ كروز أكثر تطوراً.

وأشار الخبراء إلى أنّ “بعض هذه الأسلحة لديه خصائص تقنيّة مشابهة لأسلحة مصنوعة في إيران”، في حين لم يستطيعوا إثبات أنّ الحكومة الإيرانية هي التي سلّمت هذه الأسلحة إلى الحوثيّين. ولطالما نفت إيران تسليح المتمرّدين في اليمن.

ولفت التقرير إلى أنّ القِطَع غير العسكريّة وتلك العسكرية “يبدو أنّها أُرسلت عبر مسار تهريب يمرّ بعُمان والساحل الجنوبي لليمن، عبر مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، وصولاً حتى صنعاء” التي يُسيطر عليها الحوثيّون.

ومؤخرا تسلم الحوثيون دفعة جديدة من الأسلحة الإيرانية الحديثة عبر ميناء الحديدة غربي البلاد، الواقع تحت سيطرة الجماعة.

وكشف وكيل أول محافظة الحديدة وليد القديمي الإثنين، عن وصول أسلحة وصواريخ إيرانية حديثة إلى جماعة الحوثي عبر ميناء الحديدة.

وتستغل جماعة الحوثي ميناء الحديدة لأغراض عسكرية، حيث لا تعد هذه المناسبة الأولى التي يخرق فيها المتمردون مخرجات اتفاق السويد ويستلمون دعما عسكريا من قبل النظام الإيراني.

ودعا القدومي إلى ضرورة تحرير مدينة الحديدة وموانئها من قبضة المتمردين، باعتباره خطوة هامة لقطع الطريق على أي دعم عسكري إليهم، وكسرهم شوكتهم في فتره وجيزة.

وكتب وليد القديمي في تغريدة له على تويتر “‏وصول كميات من السلاح والصواريخ الإيرانية النوعية الحديثة إلى مليشيات الحوثي عبر ميناء الحديدة”.

وأضاف المحقّقون أنّ “الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي ولحقوق الإنسان ما زالت تُرتكب على نطاق واسع من جانب جميع الأطراف في اليمن، من دون محاسبة”.

وقال الخبراء إنّهم “حدّدوا شبكة حوثيّة متورّطة بقمع النساء اللواتي يُعارضن الحوثيّين، بما في ذلك استخدام العنف الجنسي، يقودها مسؤول قسم التحقيق الجنائي في صنعاء المدعوّ سلطان زابن”.

العرب