أعلنت الصين الخميس أكثر من 15 ألف إصابة إضافية بفيروس كورونا الجديد، وهو رقم قياسي بررته بطريقة جديدة في تحديد الحالات، مما يكشف أن الفيروس أخطر مما قيل حتى الآن. في وقت اتفقت فيه دول الاتحاد الأوروبي على تنسيق جهودها لمواجهة فيروس كورونا.
وظهرت 15152 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد في البر الرئيسي للصين أمس الأربعاء، ليصل إجمالي عدد الإصابات 59804 حالات. وقالت لجنة الصحة الوطنية اليوم الخميس إن عدد حالات الوفاة بسبب فيروس كورونا بلغ 1367 بنهاية أمس الأربعاء، بارتفاع 254 حالة عن اليوم السابق.
وجاءت الزيادة الكبيرة في عدد الإصابات بالفيروس بعد أن قالت سلطات إقليم هوبي إنها طرحت استخدام وسيلة تشخيص أسرع بالأشعة المقطعية بالحاسوب التي قالت لجنة الصحة الوطنية إنها شخصت 13332 حالة من الإصابات الجديدة.
وقالت لجنة الصحة في هوبي إن الأشعة المقطعية تظهر إصابة الرئتين وتمكن من تأكيد حالات الإصابة الجديدة وعزلها في وقت أقصر.
وكانت السلطات في هوبي تعتمد في السابق على تحليل الحمض النووي الذي قد يستغرق أياما.
وقال مسؤولون من منظمة الصحة العالمية اليوم الخميس إن القفزة في عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا في الصين تعكس “تعريفا أوسع” لحالة العدوى.
وقال طارق جسارفيتش المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية لرويترز “تعريف عبارة حالة جديدة يوسع بحسب فهمنا الحالي نطاق المسألة بحيث لا تشمل فقط الحالات المؤكدة بالتحاليل المعملية، بل أيضا الحالات المشخصة إكلينيكيا استنادا إلى الأعراض والتعرض”.
وأضاف أن المنظمة، ومقرها جنيف، تسعى “لوضوح أكبر” من الصين بشأن التحديثات الأخيرة لتعريفها لحالة العدوى.
واستبدلت السلطات الصينية برئيس اللجنة الإقليمية للحزب الشيوعي في مقاطعة هوبي مسؤولا آخر، بعد أن تسبب الفيروس في تكثيف الضغط الشعبي على قيادة البلاد.
وتأتي إقالة جيانغ تشاو ليانغ بعد إعلان الصين أول أمس الثلاثاء إقالة اثنين من كبار المسؤولين عن الصحة في مقاطعة هوبي وسط البلاد، وسط انتقادات متنامية على خلفية تعامل المسؤولين الصينيين مع انتشار الفيروس.
تنسيق الجهود
من جهة أخرى، شدد وزراء الصحة الأوروبيون الخميس في بروكسل على ضرورة تحسين تنسيق إجراءاتهم في مواجهة فيروس كورونا، خصوصا مع إمكان حصول مشاكل في إمدادات الأدوية وتجهيزات الحماية المستوردة من الصين.
وأصاب فيروس كورونا 30 شخصا في سبع دول من الاتحاد الأوروبي لكنه لم يتسبب حتى الآن بوفيات.
وفي مواجهة الوباء اعتمد كل عضو من الاتحاد الأوروبي إجراءاته الخاصة في مجال الحجر الصحي والضوابط على المسافرين ونصائح السفر.
لكن في اتحاد تعتبر فيه حرية التنقل أساسية، اعتبرت الدول الـ27 أن من الضروري “تعزيز التنسيق القائم أساسا” فيما بينها بهدف “تحسين فاعلية” الإجراءات الوطنية بحسب مسودة النتائج التي حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت وزيرة الصحة الفرنسية أنييس بوزين عند وصولها إلى هذا الاجتماع الطارئ “نحن بحاجة إلى المضي أبعد من ذلك، وتنسيق الإجراءات وتحليل الحالات ومخزونات الوقاية”، مضيفة أنه من “المهم جدا أن نتمكن من التحدث بصوت واحد”.
وأشارت الوزيرة إلى أن “هذه الأزمة” يمكن أن “تستمر عدة أشهر”، وعبرت عن تخوفها من حصول “تداعيات” مرتبطة بتوفر معدات الوقاية (قفازات، كمامات) على الطواقم الطبية.
وأضافت في الصدد أن “أغلب مصنعي المعدات (الوقاية) موجودون في الصين، وقد نفد مخزونهم”، وتحدثت عن توحيد عمليات الشراء على مستوى الأوروبي.
ودعا المفوض الأوروبي إلى “تدابير متناسبة” بخصوص احتمال تعزيز الرقابة. وبحسب مسودة نتائج الاجتماع فإن المفوضية ستكلف من قبل الدول الأعضاء بـ”تسهيل الحصول بشكل ضروري على تجهيزات الوقاية الفردية لخفض النقص المحتمل إلى الحد الأدنى”.
حجر صحي
وفرضت فيتنام الخميس حجرا صحيا على قرى يسكنها 10 آلاف شخص تقع على مقربة من العاصمة هانوي وذلك بعد تسجيل ست إصابات جديدة بفيروس كورونا.
وإجراءات العزل التي فرضت على منطقة سون لوي على بعد قرابة 40 كيلومترا عن هانوي، تعتبر الأولى من نوعها خارج الصين منذ ظهور الفيروس في مدينة ووهان وسط الصين أواخر العام الماضي.
وفاة باليابان
وقال وزير الصحة الياباني كاتسونوبو كاتو اليوم الخميس إن امرأة توفيت جراء الإصابة بفيروس كورونا الجديد، لتكون أول حالة وفاة بالمرض في اليابان.
وتأكدت إصابة اثنين من سائقي سيارات الأجرة بالمرض، أحدهما في العاصمة طوكيو، مما يثير احتمال أن تكون العدوى انتقلت إلى الركاب.
وتم اكتشاف 251 حالة إصابة مؤكدة في اليابان، بما في ذلك الحالات على متن السفينة دايموند برنسيس المحتجزة قيد الحجر الصحي قبالة ميناء يوكوهاما.
الصليب الأحمر يطلب إعفاءات
ودعا الصليب الأحمر اليوم الخميس إلى منح كوريا الشمالية إعفاءات من العقوبات في إطار جهود التصدي لفيروس كورونا بعد تفشيه في الصين المجاورة.
وقال خافيير كاستيلانوس المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في آسيا والمحيط الهادئ في بيان “نعلم أن هناك احتياجا ملحا لمعدات الوقاية الشخصية وأجهزة الفحص وهي أشياء ضرورية لمواجهة أي انتشار محتمل”.
وأضاف أن “من الضروري” صدور إعفاء يسمح بتحويل مصرفي لمكتب الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في كوريا الشمالية لإنقاذ حياة البشر. وتابع “ليس هناك في الوقت الراهن وسيلة أخرى للتدخل الإنساني، ويتعين علينا العمل الآن”.
وتمنع العقوبات الدولية نطاقا كبيرا من الأعمال والتجارة وغيرها من التعاملات مع كوريا الشمالية، وتقرر فرضها بسبب البرامج النووية والصاروخية التي طورتها بيونغيانغ في تحد لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ولم تؤكد كوريا الشمالية ظهور أي إصابات بفيروس كورونا الجديد، لكن وسائل إعلام حكومية ذكرت أن الحكومة تمدد فترة الحجر الصحي لمن تظهر عليهم الأعراض لمدة 30 يوما.
الجزيرة