صنعاء – يمثل، الثلاثاء، أربعة وعشرون يمنيا من أتباع الطائفة البهائية أمام محكمة في العاصمة اليمنية صنعاء، في محاكمة تقول المنظمات الحقوقية الدولية إنّها لا تلبّي أيا من شروط العدالة وتمثّل مظهرا آخر للتشدّد وإنكار حرّية المعتقد والضمير وانعدام التسامح في مناطق سيطرة المتمرّدين الحوثيين الموالين لإيران، باليمن.
ويُعتبر الموقف المتشدّد من البهائيين طارئا على الساحة اليمنية، حيث استجّد مع سيطرة الحوثيين على عدد من مناطق البلاد من ضمنها العاصمة صنعاء. كما يمثّل مظهرا آخر لتبعية هؤلاء السياسية والفكرية والعقائدية لإيران التي تتهم أبناء الطائفة البهائية بالردّة وتحظر أي نشاط لهم على أراضيها بذريعة أنهم “عملاء وجواسيس لإسرائيل”.
ونشأت الطائفة البهائية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ويتبع أفرادها تعاليم بهاء الله المولود في إيران عام 1817. ودعت الولايات المتحدة، الإثنين، الحوثيين إلى إسقاط تهم موجّهة ضد أتباع الطائفة البهائية الذين سيمثلون، الثلاثاء، أمام محكمة بصنعاء في جلسة جديدة.
وأعرب السفير المتجول الأميركي للحريات الدينية الدولية سام براونباك عن قلقه من تقارير تفيد بقيام محكمة في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين باستدعاء أتباع للطائفة البهائية مرة أخرى، والذين وجهت إليهم في عام 2018 تهم تتعلق بالردة والتجسس.
وقال السفير الأميركي عبر حسابه على تويتر “نحثهم على إسقاط هذه الادعاءات والإفراج عن المعتقلين بشكل تعسفي واحترام الحرية الدينية للجميع”.
ومن جانبها، أفادت الجامعة البهائية العالمية في بيان أن واحدا من البهائيين الذين سيمثلون أمام المحكمة الثلاثاء، قال إن مدعيا عاما أوضح له أنّه معتقل بسبب ديانته.
وقالت ممثلة الجامعة البهائية العالمية باني دوجال “البهائيون المحتجزون في صنعاء أبرياء، والتعذيب الجسدي والنفسي الذي يخضعون له مصمم لجعلهم يعترفون بجرائم لم يرتكبوها”.
وقبل أكثر من عام أعلنت منظمات حقوقية عن قيام مسلحي الحوثي، باعتقال الناشط البهائي عبدالله العلفي المتحدث الرسمي باسم الطائفة في اليمن واقتياده إلى جهة مجهولة، بينما أشارت معلومات مسرّبة من صنعاء إلى وجود عدد من البهائيين بينهم ثماني نساء وطفلة، في سجون الحوثي بالمدينة بتهم “الردّة وتعليم الدين البهائي، بالإضافة إلى التجسّس”.
وكانت منظمة العفو الدولية قد حذّرت من أنّ أربعة وعشرين مواطنا يمنيا ينتمون إلى الطائفة البهائية، قد تصدر بحقهم أحكام بالإعدام في صنعاء على خلفية انتمائهم الديني.
وذكرت المنظمة في بيان أصدرته آنذاك أن هؤلاء البهائيين قد يدانون في محكمة بالتجسس لصالح دولة أجنبية، مشيرة إلى أنّ السبب الحقيقي لاحتمال إدانة هؤلاء بالتجسس والحكم عليهم بالإعدام يعود إلى كونهم من اتباع الطائفة البهائية.
وقالت مديرة قسم الأبحاث التابع للمنظمة في منطقة الشرق الأوسط لين معلوف “هذه اتهامات ملفقة وإجراءات غير عادلة لمحاكمة أتباع الطائفة البهائية على خلفية ديانتهم”. داعية إلى إطلاق سراحهم، مطالبة المتمردين الحوثيين بوضع حد لتحكمهم بالنظام القضائي.
وسبق لبهائيي اليمن أن حذّروا من موجة تحريض حوثية ضدّهم داعين الهيئات الدولية إلى التضامن معهم وحمايتهم من الانتهاكات الحوثية بحقهم.
واتهم آنذاك الناطق الرسمي باسم الطائفة البهائية في اليمن عبدالله العلفي في بيان جماعة الحوثي ووسائل إعلامها بأنها “تضرم نار الفتنة من جديد ضد الطائفة البهائية، الأقلية المسالمة التي تتعرض لأبشع أنواع الظلم والقهر والتعسف والانتهاك الوحشي”. ولفت البيان إلى أنّ “إذاعة تابعة للحوثيين شنت هجوما ضاريا ضد البهائية، مبرّرة ظلم البهائيين بافتراءات وأكاذيب عنوانها الحرب الناعمة تغرس الكراهية في نفوس الطائشين ضد أقلية أتباعها لا يحملون سلاحا ولا يملكون وسائل إعلام مرئية أو مسموعة أو مقروءة ولا جيشا إلكترونيا للدفاع عن أنفسهم”.
العرب