كورونا: الولايات المتحدة قد تشهد 200 ألف وفاة… والعلاقات بين دول الاتحاد الأوروبي تتصدّع

كورونا: الولايات المتحدة قد تشهد 200 ألف وفاة… والعلاقات بين دول الاتحاد الأوروبي تتصدّع

تتفاقم الأوضاع في الولايات المتحدة وأوروبا، بؤرتي وباء كورونا في العالم حالياً، وفي حين بدأ القطاع الصحي في الولايات المتحدة يحذّر من عدم قدرته على تحمل أعباء مواجهة الوباء في عدد كبير من المدن، يشهد الاتحاد الأوروبي أزمة قد تكون وجودية إذ يظهر وكأنه يفشل كمنظومة اتحادية حتى الآن في التعاطي مع أزمة الوباء التي أخذت منحى انكفاء الحكومات على شعوبها وصعوبة مد يد العون للحكومات الأخرى.

وتوقع خبير أمريكي، أمس الأحد، وفاة نحو 200 ألف شخص في الولايات المتحدة، ووصول عدد المصابين إلى ملايين الحالات، جراء فيروس كورونا.
جاء ذلك في تصريحات صحافية أدلى بها أنتوني فوشي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، لشبكة «سي أن أن». وقال فوشي إن الفيروس «قد يتسبب بوفاة ما بين 100 ألف و200 ألف شخص في الولايات المتحدة».

أمريكا ودول أخرى بدأت اعتماد بروتوكول الحرب النووية بعزل القيادات العسكرية والأمنية

وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم في إجمالي عدد الإصابات بكورونا، إذ وصل عدد الإصابات المسجلة إلى ما يفوق 135 ألفا في حين وصل عدد الوفيات إلى 2384. وحذر حاكم ولاية لويزيانا الأمريكية جون بيل إدواردز أمس الأحد من أن نظام الرعاية الصحية في الولاية سيشهد قريبا ارتباكا بالغا جراء الارتفاع المفاجئ في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في بؤر التفشي الآخذة في الظهور. وتابع لشبكة «أيه بي سي» التليفزيونية الأمريكية إننا «لا نزال في مسار يؤديي إلى نفاد قدرتنا على توفير رعاية صحية بنهاية الأسبوع الأول من نيسان /أبريل».
وردد تصريحاته مسؤولون آخرون على مستوى المحليات والولايات، حيث دعوا المواطنين إلى البقاء في المنازل بهدف الإبطاء من انتشار الفيروس، وتخفيف الضغط على النظام الصحي.
وقال عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو لشبكة «سي أن أن «التليفزيونية الأمريكية إن هناك ما يكفي من معدات طبية حتى يوم الأحد المقبل، لكنه في أمس الحاجة إلى المزيد من أجهزة التنفس الاصطناعية. كما حذر دي بلاسيو من أنه بينما تعتبر مدينته بؤرة للوباء الآن، فسوف تتضرر قريبا مناطق حضرية أخرى بشكل مشابه. وقال حاكم ولاية نيوجيرسي فيل ميرفي أيضا لشبكة «أيه بي سي» إنهم لا يزالوا يعانون من نقص» بشأن أجهزة التنفس الاصطناعية». وقال إن «هذا هو حاجتنا الأولى».
أما أوروبياً، فقد شددت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية اميلي دو مونشالان على أنه «من الضروري أن نحضّر سوياً للخروج من الأزمة، للنهوض وللاستعداد للمرحلة الآتية، وعلينا إظهار أننا فعالون لأننا سنكون سوياً». وكان رئيس المفوضية الأوروبية الأسبق جاك دلور حذّر السبت من أن يأتي انعدام التضامن بـ «خطر مميت على الاتحاد الأوروبي».
ورأت الوزيرة الفرنسية أنّه في هذه الأيام «نستمر ونستمر سوياً كوننا موحدين»، مشيرة إلى التدابير المشتركة التي اتخذها أعضاء الاتحاد الـ 27 في مواجهة الأزمة الصحية وتداعياتها الاقتصادية.
واعتبرت أنّ «السؤال يكمن الآن في كيفية الانطلاق مجدداً؟ وهنا نبذل، نحن كفرنسيين، جهوداً هائلة (…) من أجل أن نقول إنّ لا مخرج في حال عاد كل منا إلى وطنه، إلى انغلاقه القومي».
وتابعت أنّ ثمة «أدوات تقنية» عدة للنهوض بالاقتصاد في مرحلة ما بعد الأزمة، موضحة «يمكن لها أن تتمثل بخطة تحفيز أوروبية، ويمكن لهذا الأمر أن يمرّ عبر المفوضية». وتداركت: «لكن لا يمكننا إعفاء أنفسنا من هذا التضامن. وإذا كان البعض لا يريد، ستطرح مسألة موقعهم (ومسألة) ما يتوجب علينا أن نفعله كـ27 دولة وهذه مسألة وجودية، أساسية».
ووافقت دول الاتحاد الأوروبي الخميس، بضغط من إيطاليا التي ترزح حالياً تحت عبء أكبر حصيلة من الوفيات جراء كوفيد-19، على النظر في تدابير أشد لمواجهة مخاطر الركود.
وقال المسؤول السابق لدى هيئة الاستخبارات الخارجية الاتحادية في ألمانيا (بي إن دي)، جرهارد كونراد، وربما يكون أحد أبرز مسؤولي الاستخبارات الأوروبيين، لصحيفة «فيلت أم زونتاغ» الألمانية الأسبوعية أمس الأحد، إنه من الممكن أن يصل الأمر إلى ضعف الهياكل الأمنية ومن ثم إعادة تقوية شبكات إرهابية، لاسيما في الدول الأكثر ضررا من الوباء. ولهذا السبب، دعا كونراد لضرورة الحفاظ على الضغط على أية هياكل إرهابية في ألمانيا وكذلك على مستوى العالم، لاسيما في مثل هذا الوضع. وأضاف كونراد قائلاً: «فضلاً عن ذلك فإن التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للوباء على استقرار الدول المصابة على مستوى العالم يستحق قدرا كبيرا من الانتباه خلال الأشهر المقبلة».
إلى ذلك، قال برند شميدباور، منسق شؤون الاستخبارات الأسبق في حكومة المستشار الألماني هلموت كول، للصحيفة الألمانية ذاتها: «سوف أكتب (للمستشارة الألمانية) أنغيلا ميركل خلال الأيام المقبلة وأناشدها زيادة أنشطة الهيئات الأمنية»، مشددا على ضرورة أن تهتم المستشارة الألمانية حاليا بتعديل ملف التكليفات الخاص بهيئة الاستخبارات الخارجية الألمانية. وأكد شميدباور أن جميع المعلومات ذات الصلة بالوباء تعد مهمة للغاية حاليا بالنسبة لألمانيا، وقال: «لا سيما أن الخطر الناتج عن أي متطرفين أو إرهابيين يسعون لاستغلال مثل هذا الوضع لأهدافهم، يعد كبيرا». وأوضح أنه يفكر مثلا في شبكات بدول المغرب وفي الشرق الأوسط، لافتاً إلى أنه يمكن أن تؤدي أزمة الفيروس إلى زيادة كبيرة في أعداد اللاجئين المتجهين إلى أوروبا.
وفي هذا السياق، بدأ عدد من الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بالعزل الكلي لوحدات من الجيش والأمن ونخبة من المسيرين في مختلف القطاعات؛ لتسيير البلاد تحسباً لتفاقم وباء كورونا خلال الأسابيع المقبلة، وذلك لضمان استمرار البلاد، بحيث أنها بدأت تعمد إلى البروتوكول الخاص بالحروب النووية.
وأقدمت دول مثل فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين على عزل قيادات عسكرية ومدنية متخصصة في مختلف القطاعات لتكون جاهزة للتسيير في حالة انفلات الفيروس عن السيطرة وفتكه بالقيادات السياسية والعسكرية والأمنية. وتعد بريطانيا من الدول التي أسرعت بهذا السيناريو بعد إصابة كل من رئيس الحكومة بوريس جونسون وولي العهد الأمير تشارلز.
وفي حين كان التركيز في البداية على استغلال القادة العرب للوباء لدعم استبدادهم وشد قبضتهم على الشعوب، باتت المخاوف ذاتها تطال باقي دول العالم، إذ قال تقرير نشر في
صحيفة «وول ستريت جورنال» إن عمليات الإغلاق في معظم أنحاء العالم أدت إلى قمع الحريات الفردية في كل مكان، وإنه تم استخدام الفيروس في بعض الأماكن لتقويض المؤسسات الديمقراطية ورقابتها، في عملية انزلاق نحو الديكتاتورية التي ستدوم حتى بعد تراجع الطوارئ الصحية الحالية.
وذكز التقرير أنه في روسيا دفع الرئيس فلاديمير بوتين نحو إلغاء الوقت المحدد للرئيس، بشكل يؤكد بقاءه في السلطة مدى الحياة، وفي وقت تجعل المخاوف من انتشار الفيروس التظاهرات ضد هذه التغييرات الدستورية أمراً مستحيلاً. أما في بوليفيا فقد أعلنت الحكومة المؤقتة غير المنتخبة تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في أيار/ مايو. ويتحرك الرئيس الهنغاري فيكتور أربان لتمرير قرار في البرلمان يسمح له الحكم من خلال المراسيم وسجن من يقول إنهم ينشرون «الأخبار المزيفة». وفي إسرائيل، استخدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحزب الليكود فيروس كورونا لمنع المعارضة التي حصلت على الغالبية في انتخابات 2 آذار/مارس من السيطرة على مناقشات برلمانية. وأدت المقامرة إلى تمزق المعارضة يوم الخميس، حيث مالت أحزاب فيها إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وأدى قرار آخر للحكومة بإغلاق المحاكم إلى تأجيل محاكمة نتنياهو المتهم بالفساد والتي كانت ستعقد في 17 آذار/مارس.
وقالت كاتي بيري، عضو البرلمان الأوربي الهولندية والهنغارية الأصل إن فيروس كورونا هو منحة من السماء للسياسيين من أصحاب الميول الديكتاتورية «ولا يسمح هؤلاء الساسة بأن تضيع منهم فرصة أزمة جيدة» و «لم يمض علينا في هذه الأزمة سوى 10 أيام ولكننا نعرف لسوء الحظ أن الأزمة ستستمر أسابيع بل أشهراً، وأي شيء قد يحدث في المجتمعات التي انقسم فيها الرأي العام القلق».

إيران: رضيع عمره شهر يصاب بكورونا
أعلنت إيران تسجيل حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد، لدى رضيع يبلغ من العمر 35 يوما، في محافظة خورسان. ونقلت وكالة تسنيم عن رئيس جامعة غونابادي الطبية، جواد بازلي، أن رضيعا عمره 35 يوما، تم جلبه إلى المستشفى بعد معاناته من ضيق في التنفس.
وأوضح بازلي أن الحالة الصحية للرضيع بدأت بالتحسن. وأعلنت إيران ارتفاع الوفيات بفيروس كورونا إلى 2640 إثر تسجيل 123 حالة جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية.

هل نقل جونسون الوباء إلى زملائه؟
بعد إصابة رئيس الحكومة البريطانية، بوريس جونسون، بفيروس كورونا، عمّ الخوف في المؤسسة البريطانية حول عدد الأشخاص الذين خالطهم قبل أن تُظهر الفحوص إصابته بالفيروس
ولا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كانوا قد نقلوا العدوى إلى بعضهم أم أنهم أصيبوا بها من شخص أو أشخاص آخرين. لكن طبقا لبرنامج جونسون اليومي الرسمي فقد التقى الثلاثة بضع مرات بصفة شخصية خلال الأيام العشرة المنصرمة لتحديد سبل الرد على تفشي الفيروس في البلاد. ويوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، عندما شارك معظم الوزراء في اجتماع للحكومة عبر الفيديو، جلس وزير الصحة مات هانكوك وكبير المستشارين الطبيين كريس ويتي في غرفة واحدة مع جونسون. كما وقف ويتي بجانب رئيس الوزراء خلال ثلاثة من بين 11 مؤتمراً صحافيا عن فيروس كورونا منذ 16 مارس/ آذار.

عائدون من قداسات كنسيّة نشروا الوباء في أنحاء فرنسا
ذكرت وسائل إعلام فرنسية، الأحد، أن تفشي فيروس كورونا في البلاد على نطاق واسع، بدأ عقب عودة أكثر من 2000 مشارك في قداسات في الكنيسة الإنجيلية بمدينة ميلوز (شمال شرق)، إلى مناطقهم. وقالت إذاعة «فرنس أنفو» الفرنسية (حكومية)، إن القداسات التي جرت خلال الفترة ما بين 17-21 فبراير/شباط الماضي، عرفت مشاركة أكثر من 2000 شخص من مختلف مناطق البلاد.
وأوضحت الإذاعة أنه جرى تشخيص إصابة 1000 شخص على الأقل من المشاركين في تلك القداسات، بفيروس كورونا.
وأضافت أن هؤلاء الأشخاص، قاموا بنقل كورونا إلى المناطق التي يعيشون بها، إثر عودتهم من ميلوز، حيث شاركوا في قداسات الكنيسة الإنجيلية، وأصيبوا بالفيروس هناك.
وأفادت بأن أحد الممرضين العاملين في مستشفى «ستراسبورغ» ممن شارك في القداسات، تسبب في إصابة 250 من العاملين في المستشفى نفسه بكورونا. ولفتت إلى أن هؤلاء الأشخاص قاموا بنقل الفيروس إلى مختلف المدن، بينها العاصمة باريس وأورليان وبيزنسون وجزيرة كورسيكا في المتوسط وغيرها.