وزير عراقي سابق يميط اللثام عن دور إيران في عرقلة حل أزمة الكهرباء

وزير عراقي سابق يميط اللثام عن دور إيران في عرقلة حل أزمة الكهرباء

بغداد – لم تتوان الحكومات العراقية المتعاقبة بعد سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين عن الرضوخ لإملاءات إيران التي ما فتئت تتدخل بشكل صارخ في الشأن العراقي وعمقت جذورها داخل أركان السلطة ومؤسساتها من خلال الأحزاب الشيعية الموالية لها لإقتسام كعكة السلطة والعبث بأمن العراق ومقدراته وتطويعها لصالح خدمة المشروع الإيراني في المنطقة.

وانطلقت شعلة الانتفاضة التي انطلقت في أكتوبر 2019 ضد انتشار الفساد في البلاد وتدهور الوضع المعيشي والاقتصادي في العراق بعد أن طفح الكيل بالعراقيين اللذين ضاقوا ذرعا بأداء الحكومات التي فشلت في توفير أبسط مقومات العيش الكريم في بلد لا يزال يعاني من أزمة حادة في الكهرباء تفاقمت مع الفساد وسوء الإدارة.

وجاءت تصريحات وزير الكهرباء العراقي السابق في حكومة حيدر العبادي الوزير قاسم الفهداوي لتعزز مدى فشل ساسة العراق في ضمان مصالح المواطنين بخضوعها لإملاءات إيران وإيلاء مصالحها المقام الأول على حساب مصلحة العراقيين.

ووجه وزير الكهرباء العراقي السابق قاسم الفهداوي اتهامات لأحزاب إيران في العراق وميليشياتها باستغلال تردي الأوضاع في البلاد والعمل لصالح إيران.

وكشف الفهداوي في حوار تلفزيوني عن ضغوط إيرانية مورست على حكومة حيدر العبادي لإلغاء صفقة عرضتها السعودية على العراق تضمنت توفير الرياض للغاز الذي تحتاجه بغداد وبأسعار أقل من الأسعار العالمية.

وأكد الفهدواي الذي شغل منصب وزير الكهرباء في حكومة حيدر العبادي خلال الفترة 2014 -2018، أنه تلقى عرضاً بالمساعدة عبر مكالمة هاتفية من وزير الطاقة السعودي في حينه، قائلاً إن الأخير تعهد بتوفير الغاز حسب احتياج العراق، على أن يصل خلال 24 ساعة من الكويت، وخلال 6 أيام تصل الشحنات من السعودية، بالإضافة إلى إرسال فريق من شركة آرامكو للعمل في العراق، واستخراج الغاز وبيعه بـ 7 ونصف سنت”.

وأشار الفهداوي إلى الدور الإيراني في إفشال العرض مؤكداً أن رئيس الوزراء حينها وافق على العرض، وتم الاتفاق على موعد السفر للملكة لتوقيع الاتفاقيات، لكن تم إلغاء السفر ورفض العرض قبل توقيعه بيوم، بسبب الضغوطات الإيرانية التي مورست لإخضاع العراق وإبقائه تحت سيطرتها.

وتساءل الفهدواي: “هل نضحي بمصلحة العراق من أجل إرضاء إيران؟”

ويعاني العراق من مشكلة كبيرة ونقص مزمن في الكهرباء، لذلك يعتمد بشكل كبير على الغاز والنفط الإيراني، رغم العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.

ويبرر المسؤولون أن اعتماد العراق على إيران هو اضطراري لأن البلاد لا تمتلك قدرات توليدية كافية لتغطية الطلب المتزايد على الكهرباء.

العرب