احتج آلاف الألمان السبت ضد إجراءات كورونا. وفي حين أعلنت إيطاليا فتح حدودها مجددا أمام الزوار، تستعد بوروندي لتنظيم انتخابات تاريخية رغم المخاوف من انتشار الفيروس.
وقد خرج آلاف الألمان في كل من شتوتغارت وميونيخ وفرانكفورت إلى الشوارع السبت للتعبير عن غضبهم حيال خطط تلقيح محتملة أو رقابة مفترضة من الدولة.
وكُتب على لافتة رفعت في “شتوتغارت” “كورونا زائف”، بينما كتب على أخرى “لا للعزل والكمامات والتعقّب واللقاحات”.
وأوقفت الشرطة في برلين مئتي شخص خلال مناوشات، فيما وقعت صدامات في هامبورغ بين أنصار نظريات المؤامرة ومحتجين مناهضين للإغلاق.
وأظهر استطلاع بتكليف من مجلة “دير شبيغل” أن نحو واحد من كل أربعة تم استطلاع آرائهم أعربوا عن تفهّمهم للتظاهرات.
وأثارت التطورات صدمة المؤسسة السياسية إذ ذكرت تقارير أن ميركل تحدثت مع كبار المسؤولين في حزبها المسيحي الديمقراطي (يمين وسط) عن الاتّجاه “المقلق” الذي قد يحمل طابع حملات التضليل الروسية.
واتّخذت ألمانيا في مارس/آذار إجراءات غير مسبوقة لتجميد الحياة العامة.
وفي حين تدعم غالبية كبيرة الخطوة، وهو ما يمنح حكومة ميركل تأييدا واسعا، إلا أن هناك معارضة تتشكّل، خصوصا على الإنترنت حيث تجذب تسجيلات مصورة على “يوتيوب” تدافع عن نظريات مؤامرة أو تقدّم نصائح صحية زائفة عشرات آلاف المتابعين.
وفي دورتموند، قالت متظاهرة إنها “قلقة بشأن الحريات العامة تحت غطاء مكافحة الوباء. تتعارض القوانين الاستثنائية مع دستورنا الأساسي”.
وأضافت “نريد أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها وألا يعوق الأمر حرياتنا العامة. إذا مرض شخص ما، فعليه أن يوضع في الحجر الصحي لا أكثر”.
وفي ظل الغضب الشعبي بسبب خروج تظاهرات عن السيطرة في عطلة نهاية الأسبوع، أكد حزب “البديل من أجل ألمانيا” بوضوح أنه يقف إلى جانب المتظاهرين.
فتح الحدود
من جانبها، أقرت الحكومة الإيطالية اليوم السبت مرسوما يسمح بالسفر من البلاد وإليها اعتبارا من 3 يونيو/حزيران المقبل، وقررت إلغاء الحجر الإلزامي للزوار الأجانب.
وجاء المرسوم في ختام اجتماع لمجلس الوزراء دام حوالي عشر ساعات مساء الجمعة برئاسة رئيس الوزراء جوزيبي كونتي.
وقالت الحكومة في بيان “ستطبق هذه التدابير في إطار احترام العلاقات الناشئة من النظام القانوني للاتحاد الأوروبي”، مضيفة أن ذلك قد يتغير إذا برز مجددا أي “خطر وبائي”.
يشار إلى أن قطاع السياحة من أهم قطاعات الاقتصاد الإيطالي ويمثل نحو 13% من الناتج المحلي الإجمالي، لكن الحدود الأوروبية لفضاء شنغن لا تزال مغلقة.
كما ستسمح الحكومة بالسفر دون عوائق بين المدن والأقاليم الإيطالية اعتبارا من اليوم نفسه.
ويعد هذا حدثا رئيسيا على طريق إيطاليا نحو التعافي، حيث تأمل الحكومة في إنقاذ موسم العطلات المقبل، إذ يهجر الإيطاليون المدن عادة لقضاء عطلاتهم الصيفية في الأرياف.
ولقي أكثر من 31.6 ألف إيطالي حتفهم جراء فيروس كورونا المستجد منذ الكشف عن تفشي المرض في البلاد يوم 21 فبراير/شباط الماضي، وهو ثالث أكبر عدد من الوفيات في العالم بعد الولايات المتحدة وبريطانيا.
وتواصل دول أوروبية عدة تخفيف إجراءات الحجر الصارمة التي اتخذتها للتصدي لوباء كورونا واستئناف الأنشطة الطبيعية.
اليونان.. العودة للشواطئ
وتدفق اليونانيون اليوم السبت إلى الشواطئ بعد فتح أكثر من خمسمئة شاطئ، في وقت تسعى فيه البلاد للمواءمة بين حماية الناس من فيروس كورونا وإحياء قطاع السياحة الذي يعتمد عليه الكثيرون في معيشتهم.
وتعيّن على رواد الشواطئ اتباع قواعد التباعد التي تطلبت وجود مسافات بين المظلات.
وفي أليموس -وهو شاطئ شعبي متاخم لأثينا من جهة الجنوب- اصطف الناس منذ الصباح الباكر لأخذ مكانهم تحت الشمس.
البرتغال على خطى اليونان
وأعلن رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا أمس الجمعة أن السلطات ستسمح بفتح الشواطئ يوم 6 يونيو/حزيران المقبل، وحث الجمهور على حيازة تطبيق إلكتروني يبين لهم إن كان الشاطئ المفضل لديهم مليئا أم فيه متسع.
وبحسب القواعد الجديدة، يتعين أن يفصل بين كل مجموعة وأخرى 1.5 متر، مع إمكانية أن يحصل الرواد على كراسي الشاطئ في الصباح وبعد الظهر فقط، ولن يسمح بالرياضات الشاطئية لشخصين أو أكثر.
وقال كوستا إن الشرطة لن تراقب الالتزام بالقواعد، مضيفا أن “الشواطئ يجب أن تكون للمتعة.. يتعين أن نلتزم من تلقاء أنفسنا”.
ومن المقرر أن تبدأ البرتغال بعد غد الاثنين المرحلة الثانية من خطة إعادة فتح الاقتصاد على مراحل، مع فتح المطاعم والمتاحف والمقاهي بنسبة محددة واستئناف الدراسة في مراحل معينة.
تمويل منظمة الصحة
في غضون ذلك، أفادت أنباء من الولايات المتحدة بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب قررت استئناف تمويل منظمة الصحة العالمية جزئيا، بعدما علقته على خلفية انتقادها الشديد للمنظمة.
ونقلت قناة “فوكس نيوز” الأميركية أمس الجمعة عن وثيقة رسمية أن إدارة ترامب “ستوافق على دفع ما يعادل ما تدفعه الصين من الإسهامات المقررة” لمنظمة الصحة العالمية.
اعلان
وكان ترامب قد علق التمويل الأميركي للمنظمة يوم 14 أبريل/نيسان الماضي، متهما إياها بتشجيع “التضليل” الصيني بشأن تفشي فيروس كورونا المستجد، وقال إن إدارته ستبدأ مراجعة دور المنظمة. ونفى مسؤولو المنظمة اتهامات ترامب.
في غضون ذلك، تتسابق مختبرات عالمية بالولايات المتحدة وأوروبا والصين من أجل إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض “كوفيد 19” الذي تفشى أواخر العام الماضي من مدينة ووهان الصينية وشمل مختلف أرجاء العالم.
ترامب متفائل باللقاحات
وقال الرئيس الأميركي أمس إن بلاده تأمل في الحصول على لقاح بحلول نهاية العام الجاري، وربما في وقت أقرب. لكنه خفف في وقت لاحق خلال مؤتمره الصحفي من نبرة التفاؤل، وقال “لا أريد أن يعتقد الناس أن كل شيء يتوقف على اللقاح، لكن اللقاح سيكون أمرا رائعا”.
وأضاف أن إدارته ستستثمر في أفضل اللقاحات المرشحة لعلاج الفيروس، موضحا أنه جرى إعداد قائمة تضم 14 لقاحا واعدا، مع إمكانية تقليص القائمة.
ورأى ترامب أن التوصل إلى لقاح يعد ركيزة أساسية لإستراتيجية إبقاء الولايات المتحدة مفتوحة.
وردا على سؤال لأحد الصحفيين إن كان اللقاح سيتوفر بالمجان، قال ترامب “نبحث ذلك بالفعل”.
وفي أحدث إحصاءات الوباء بالولايات المتحدة، تم تسجيل 1680 وفاة جراء فيروس كورونا خلال 24 ساعة، ليصل إجمالي عدد الوفيات في البلاد إلى 87 ألفا و493، وفقا لبيانات جامعة جونز هوبكنز أمس الجمعة. وكما ذكرت الجامعة أن عدد الإصابات في البلاد بلغ مليونا و442 ألفا و924 إصابة.
خلاف بالكونغرس
وفي سياق التصدي لتداعيات الوباء، أقر مجلس النواب الأميركي أمس الجمعة مشروع قانون قدمه الديمقراطيون بحزمة قيمتها ثلاثة تريليونات دولار، لتخفيف الخسائر البشرية والاقتصادية الجسيمة للوباء الذي أدى إلى توقف الكثير من قطاعات الاقتصاد.
لكن لا يُتوقع أن يمر القانون في مجلس الشيوخ الذي تسيطر عليه أغلبية جمهورية.
ويرى الرئيس ترامب والجمهوريون أن هذا النص “ولد ميتا”، وقال رئيس الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إن المقترح الديمقراطي “غير جدي على الإطلاق”، لذلك يمكنه ببساطة تجنب تقديمه للتصويت في مجلس الشيوخ.
ويتضمن مشروع القانون مساعدات غير مسبوقة تشمل مدفوعات جديدة مباشرة للأميركيين تصل إلى ستة آلاف دولار لكل أسرة، كما يمول العاملين الصحيين ومسعفي الحالات الطارئة، ويوسع دائرة فحوص “كوفيد 19” وتتبع المصابين، ويعزز إقراض الشركات الصغيرة والأمن الغذائي للأسر الفقيرة.
يذكر أن ترامب وقع أربعة قوانين في الأشهر الأخيرة لتخفيف الآثار الناجمة عن فيروس كورونا، بينها “قانون كيرز” أو “قانون المساعدة والإنعاش والأمان الاقتصادي” الذي أقر في مارس/آذار الماضي ويشتمل على حزمة إنقاذ هائلة بقيمة 2.2 تريليون دولار.
الوباء يجتاح البرازيل
وفي الوقت الذي ينحسر فيه الوباء عن دول عدة، تشهد دول أخرى تدهورا متسارعا، ومن أبرزها البرازيل.
وأظهرت أحدث بيانات وزارة الصحة البرازيلية أن السلطات رصدت 15 ألفا و305 إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد أمس الجمعة، وهو أكبر عدد إصابات في يوم واحد منذ بدء الجائحة في البلاد، كما تم تسجيل 824 وفاة جديدة.
وبذلك ارتفع إجمالي عدد الإصابات إلى 218 ألفا و223 حالة، بينما بلغت الوفيات 14 ألفا و817.
وأدت خلافات حول إدارة أزمة الوباء إلى استقالة وزير الصحة البرازيلي الذي عين في هذا المنصب قبل أربعة أسابيع فقط بقرار من الرئيس جايير بولسونارو الذي أقال سلفه.
وقال الوزير نيلسون تيش في تصريحات للصحفيين مساء الجمعة “اليوم قررت الرحيل”، دون أن يوضح أسباب استقالته، مؤكدا أن “البلاد بأكملها تكافح حاليا من أجل صحة البرازيل”.
الانتخابات في زمن كورونا
في سياق متصل تجري بوروندي هذا الأسبوع أول انتخابات رئاسية تنافسية منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 1993.
لكن الخوف من انتشار فيروس كورونا المستجد يلقي بظلاله على هذه الانتخابات التي يتنافس فيها ستة مرشحين.
وسيترك الرئيس بيير نكورونزيزا منصبه بعد الانتخابات، لكنه يعتزم البقاء كقوة بارزة في البلاد.
وعين نكورونزيزا القائد العسكري المتقاعد إيفاريست ندايشيمي خليفة له في زعامة الحزب الحاكم ليخوض انتخابات الرئاسة.
وقال ندايشيمي أمام حشد من حزب المجلس الوطني للدفاع عن الديمقراطية “سنتجاوز عن ماضينا المظلم الذي لا يستحق أن يكون سجنا”.
وتعهد “ببذل كل ما هو ممكن لإنهاء أسباب الصراعات” في بوروندي، حيث لقي ثلاثمئة ألف شخص حتفهم خلال الحرب الأهلية التي استمرت 12 عاما وانتهت في عام 2005.
وقالت السلطات إن على معظم مراقبي الانتخابات تنفيذ حجر صحي لمدة 14 يوما، لمنع تفشي فيروس كورونا في البلاد.
لمصدر : الجزيرة + وكالات