“العيون الخمس” تحالف استخباراتي تقوده بريطانيا لإنهاء الهيمنة الصينية

“العيون الخمس” تحالف استخباراتي تقوده بريطانيا لإنهاء الهيمنة الصينية

تكوّن بريطانيا علاقة أعمق مع شركائها الاستخباريين في تحالف “العيون الخمس”، وهو تحالف استخباراتي يضم أستراليا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وسيشهد التحالف استثمارات ضخمة في المجالات التي تهيمن عليها الصين، مثل التكنولوجيا والبحوث. وهذه الدول هي أطراف في اتفاقية UKUSA المتعددة الأطراف، وهي معاهدة للتعاون المشترك في استخبارات الإشارات، ويشترك التحالف في مجموعة واسعة من الذكاء في واحدة من أشد الترتيبات المتعددة الأطراف بالعالم.

وكشف رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون، النقاب عن التغيير في السياسة الخارجية المصممة لإنهاء الاعتماد على بكين في اجتماع لمجلس الأمن القومي الأسبوع الماضي، كما كشف أيضاً عن “صدْع في قمة حكومته”. وخضعت خطة “سدّ الثغرات” في قطاعات المهارات الغربية إلى جانب أستراليا وكندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة لـ”مناقشة حيوية” في اجتماع الوزراء ورؤساء الاستخبارات الثلاثاء الماضي.

وحذّر كبار أعضاء مجلس الوزراء، بمن فيهم ريشي سوناك، إقامة “جدار اقتصادي” مع ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، لكن جونسون مصممٌ على “إعادة ضبط العلاقات وإصلاحها”. وفي ضوء تعامل بكين مع جائحة “كوفيد 19″، حذّرت شخصيات داوننغ ستريت، “حساب الحكومة الصينية”.

وعلمت صحيفة ميل أون صنداي، أن الخطط التي نوقشت في مجلس الأمن القومي تتضمّن البحث بشكل عاجل عن “حلّ غربي فقط” لنقص الخبرة في تكنولوجيا الجيل الخامس 5G الفائقة السرعة. وأثار المسؤولون الأميركيون الذين زاروا المملكة المتحدة في يناير (كانون الثاني) فكرة التكتل المدعوم من الغرب بديلاً لبريطانيا، باستخدام عملاق التكنولوجيا الصيني “هواوي”، لكن جرى استبعاد ذلك، لأنه سيستغرق وقتاً طويلاً لإنشائه.

إنهاء الاعتماد الغربي على الصين

ومع ذلك، أكدت مصادر في مجلس الوزراء بووايتهول للصحيفة، أن جونسون “ابتعد” عن هذا الموقف، ويريد من بريطانيا أن تلعب “دوراً رائداً عالمياً في إنهاء الاعتماد الغربي على الصين”.

وقال مصدر كبير، في ويستمنستر، “لقد فقدنا الخبرة في عشرات الأسواق الكبرى، مثل التكنولوجيا والعلوم، ولهذا السبب دخلنا في فوضى (هواوي). لقد غرق الصينيون للتو. ليس من الواقعي أن تتصرف بريطانيا بمفردها، وهذا التوعك ليس مشكلة بريطانية فريدة من نوعها، إنه محسوس عبر الغرب. لذا سنساعد شركاءنا على سدّ الفجوات التي يستغلها الصينيون حاليّاً”.

وحتى قبل اجتماع الثلاثاء، كانت الحكومة الصينية تعطي بريطانيا تحذيرات معادية بشكل متزايد بعدم الابتعاد عن العلاقات الدبلوماسية والتجارية الوثيقة الحاليّة. ومع ذلك، فإن تفشي مرض “كوفيد 19” والوضع في هونغ كونغ عززا تصميم “10 داوننغ ستريت”، على إعادة ضبط العلاقات وإعادة التوازن. ودفع بعض الوزراء المشاركين في الاجتماع نحو إصلاح شامل للعلاقات.

في الوقت ذاته حذّر وزير الخزانة البريطاني ريشي سون، أن “إقامة جدار اقتصادي” من شأنه أن يعرقل الناتج المحلي الإجمالي لبريطانيا وتباطؤ الانتعاش. وتزعم المصادر أن رئيس الوزراء البريطاني ووزير الخزانة سون، دفعا “حالة مباشرة” للاستثمارات الصينية المستمرة في مجموعة من القطاعات، بما في ذلك الطاقة النووية والفولاذ والاتصالات. ومن المفهوم أن وزيرة الداخلية بريتي باتل، ووزير الدفاع بن والاس، ووزير الخارجية دومينيك راب دفعوا باتجاه خط أكثر صرامة في العلاقات الصينية.

من ناحية أخرى، زعم مصدر أن وزيرة التجارة ليز تروس حذّرت الإضرار بالعلاقات، لكن مصادر أخرى أصرّت على أنها دعت بريطانيا إلى التركيز على أسواق آسيوية أوسع. وقال المصدر للصحيفة: “من الواضح أن الدوائر الاقتصادية كانت قلقة بشأن ميزانياتها، كان ريشي يقرأ من نص وزارة الخزانة أننا محكوم علينا بالفشل إذا لم نفعل ذلك كما يقولون”.

وأضاف ريشي حليف بوريس جونسون: “يحاول رئيس الوزراء توجيه مسار معتدل بين المتعصبين الصينيين في المقاعد الخلفية وأولئك الذين يقلقون بشأن التراجع إلى العزلة الاقتصادية”. وقالت السفارة الصينية في لندن: “نأمل أن تظل المملكة المتحدة ملتزمة التجارة الحرة والانفتاح، وتضمن بيئة عمل مفتوحة وعادلة وغير تمييزية للشركات الصينية”.

­­­العيون الخمس

توقفت بريطانيا فترة وجيزة عن تبادل المعلومات الاستخبارية مع الولايات المتحدة حول تفجير مانشستر، بعد أن سرّب مسؤولون أميركيون المعلومات، وهو تطوّر ملحوظ بين دولتين من “خمس عيون” لها أعمق علاقات استخباراتية. وسُلّط الضوء على المجموعة عدة مرات هذا العام، بما في ذلك عندما شعر شركاء الولايات المتحدة بأنهم مضطرون لدعمها علناً وسط تقارير تفيد بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب “شارك معلومات سرية للغاية مع روسيا”.

وفي ما يلي نظرة على ماهية ترتيبات العيون الخمس، ولماذا تبرز صفقات تبادل المعلومات الاستخبارية الأخرى حول العالم. إذ توجد ترتيبات أخرى متعددة الأطراف، لتبادل المعلومات الاستخباراتية، مثل داخل الناتو، لكن يُجرى تبادل مزيد من المعلومات بين العيون الخمس، التي ترتبط جزئياً بلغة مشتركة وعقود من الثقة.

وتحافظ الولايات المتحدة أيضاً على علاقات تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الحلفاء، مثل فرنسا وألمانيا واليابان. وكذلك مع عدد من الدول الشرق أوسطية، إذ تتبادل الولايات المتحدة المعلومات بشكل رسمي وغير رسمي مع عديد من البلدان في الحرب ضد “داعش” والجماعات الإرهابية الأخرى. لكن أعضاء العيون الخمس يحتفظون ببعض الأشياء لأنفسهم، ويشاركونها مع الآخرين على أساس كل حالة على حدة.

كفاية أولير

اندبندت عربي