يواصل فيروس كورونا المستجد انتشاره في العالم، وسط مخاوف من عودة الوباء للصين مرة أخرى، إضافة إلى دعوة عدد من الدول التي خففت إجراءات الإغلاق مواطنيها إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية وإلا سيتم تشديد الإجراءات مجددا.
وأظهر إحصاء لرويترز أن أكثر من 7 ملايين و830 ألف شخص أصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، وأن أكثر من 429 ألف شخص توفوا جراء الإصابة بالمرض.
وشملت حالات الإصابة أكثر من 210 دول ومنطقة في أنحاء العالم منذ ظهور الفيروس في الصين في ديسمبر/كانون الأول عام 2019.
وما زالت الولايات المتحدة تتصدر القائمة على مستوى العالم من حيث عدد الإصابات والوفيات بمرض “كوفيد-19″، حيث بلغت الإصابات مليونين و82 ألفا و162 حالة، والوفيات 115 ألفا و216، تليها البرازيل بإصابات بلغت أكثر من 850 ألف شخص، في حين بلغت الوفيات 42 ألفا و720.
ووصل عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا وعدد نزلاء المستشفيات جراء الإصابة به إلى أرقام قياسية في عددٍ أكبر من الولايات الأميركية، بما في ذلك فلوريدا وتكساس، في الوقت الذي واصلت فيه معظم الولايات خططها لإلغاء إجراءات العزل العام.
وسجلت ولايات ألاباما وفلوريدا وساوث كارولينا عددا قياسيا من الحالات الجديدة لليوم الثالث على التوالي يوم السبت، وهو ما يعزوه العديد من مسؤولي الصحة في الولاية جزئيا إلى التجمعات خلال عطلة “يوم الذكرى” في أواخر مايو/أيار.
وسجلت أوكلاهوما ارتفاعا قياسيا في عدد حالات الإصابة الجديدة لليوم الثاني على التوالي، وهو ما حدث أيضا في ألاسكا لأول مرة منذ أسابيع. كما سجلت أريزونا ونيفادا عددا شبه قياسي من الحالات الجديدة.
وفي لويزيانا، التي كانت في وقت سابق إحدى بؤر تفشي الفيروس، ارتفع عدد حالات الإصابة الجديدة مرة أخرى متجاوزا 1200، وهو أكبر عدد منذ 21 مايو/أيار الماضي.
وعلى الصعيد العام، جرى تسجيل ما يزيد على 25 ألف حالة إصابة جديدة يوم السبت، وهو أعلى عدد يتم تسجيله خلال يوم سبت منذ الثاني من مايو/أيار، ويرجع ذلك جزئيا إلى الزيادة الكبيرة في عدد اختبارات الكشف عن الفيروس على مدى الأسابيع الستة الماضية.
إصابات في الصين
وفي الصين، أجرت السلطات فحوصا واسعة النطاق للكشف عن إصابات بكوفيد-19 اليوم الأحد، بعدما ظهر الوباء مجددا في العاصمة بكين، ما استدعى إصدار تحذيرات من السفر في أنحاء البلاد وسط مخاوف تفشيه مجددا.
وتم احتواء الوباء بدرجة كبيرة في الصين عبر فرض تدابير إغلاق مشددة مطلع العام قبل أن يتم رفعها.
لكن اكتشاف مجموعة جديدة من الإصابات المحلية في سوق لبيع المواد الغذائية بالجملة، أثار قلقا واسعا وعزز احتمال عودة فرض القيود الصارمة.
وأعلنت لجنة الصحة الوطنية الأحد تسجيل 57 إصابة جديدة اليوم الأحد، 36 منها حالة عدوى في بكين جميعها على صلة بسوق “شينفادي”.
وسجلت إصابتان محليتان كذلك لشخصين في إقليم لياونينغ بشمال شرق البلاد، حيث كان المصابان على اتصال وثيق مع الذين أعلنت إصابتهم في بكين.
وأما سائر الإصابات الـ19، فكانت لمواطنين صينيين عادوا من الخارج.
وكانت لياونينغ بين عدة مقاطعات نصحت سكانها بتجنب السفر إلى بكين نظرا لتفشي الوباء مجددا، إضافة إلى مدن مثل تيانجين القريبة وأخرى في مقاطعة خبي المحيطة ببكين.
وأعلنت السلطات المحلية في بعض المدن أنه سيكون على القادمين من بكين الخضوع لحجر صحي.
وأما في العاصمة بكين، ففرضت تدابير إغلاق على جزء صغير للغاية من المدينة التي تضم 11 مسكنا قرب السوق الذي يوفر معظم المنتجات الطازجة لسكان المدينة.
وأعلن مسؤولون الأحد أنه سيتم إخضاع 46 ألفا من سكان المنطقة المحيطة بالسوق لفحص “كوفيد-19″، بينما أقيمت 24 نقطة فحص.
وسيكون كذلك على جميع العاملين في سوق “شينفادي” الخضوع للفحص.
وتم حتى الآن فحص 10 آلاف و881 شخصا في المنطقة، بينما تم الكشف عن ثماني إصابات أخرى اليوم الأحد، غير مشمولة في حصيلة لجنة الصحة الوطنية التي صدرت في وقت سابق وتحصي إصابات الساعات الـ24 السابقة لصدورها.
حذر بالسعودية وإيران
وفي السعودية، طالبت السلطات السكان اليوم الأحد بالالتزام بالإجراءات الصحية لمنع انتشار فيروس كورونا بعدما ارتفعت الحصيلة اليومية للإصابات بأكثر من 4 آلاف للمرة الأولى.
وأعلنت وزارة الصحة السعودية تسجيل 4233 حالة إصابة جديدة بالفيروس، مما رفع العدد الإجمالي إلى 127 ألفا و541، إضافة إلى 972 حالة وفاة، وهي أكبر حصيلة بين الدول العربية الخليجية الست.
وسمحت السعودية التي يبلغ عدد سكانها نحو 30 مليونا، للموظفين بالعودة إلى مكاتبهم وبإعادة فتح المراكز التجارية واستئناف الصلاة في المساجد ضمن خطة من ثلاث مراحل بدأت الشهر الماضي. ومن المقرر أن ينتهي فرض حظر التجول بحلول 21 يونيو/حزيران الجاري.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة “أمامنا مساران. قد يرتفع هذا المعدل وترتفع العدوى ويرتفع الانتشار إذا واصل أفراد المجتمع عدم تقيدهم وعدم حذرهم.. وبإمكاننا أيضا بالتزامنا وأن نكون مسؤولين بأن نعود لحياتنا بحذر ونتمسك بالسلوكيات الصحية وبالتالي يعود للانخفاض”.
وفي إيران، أظهرت بيانات وزارة الصحة أن عدد الوفيات اليومية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد تجاوز 100 حالة اليوم الأحد، ولأول مرة منذ شهرين.
وجرى تسجيل 107 حالات وفاة في الساعات الـ24 الماضية، ليصل المجموع إلى 8837، في حين وصل العدد الإجمالي لحالات الإصابة في البلاد إلى 187 ألفا و427.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة سيما سادات لاري في إعلان عبر التلفزيون الرسمي “اليوم كان من المؤلم للغاية بالنسبة لنا أن نعلن إحصائية ثلاثية الأرقام. وكما قال الوزير الموقر، فإن هذا الفيروس لا يمكن التنبؤ به فضلا عن أنه يتحول”.
وكانت آخر مرة أعلنت فيها إيران تسجيل ما يزيد على 100 حالة وفاة في يوم واحد في 13 أبريل/نيسان حين بلغ العدد 111 وفاة.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم السبت إن إيران ستعيد فرض قيود كورونا، لكبح الزيادة في عدد حالات الإصابة الجديدة بالفيروس، إذا لم يتم الالتزام بالقواعد الصحية.
وفي باكستان، حذر وزير التخطيط اليوم الأحد من أن عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في البلاد قد يتضاعف بحلول نهاية يونيو/حزيران ويتجاوز مليونا بعد شهر واحد فقط.
ويأتي تحذير الوزير أسد عمر، في وقت يواصل فيه كثيرون بالبلاد تجاهل التوجيهات بشأن التباعد الاجتماعي وقواعد النظافة وغيرها من التدابير لمواجهة المرض.
وسجلت باكستان حتى الآن نحو 140 ألف حالة بكوفيد-19، مع اقتراب عدد الوفيات من 2700.
المصدر : وكالات