أيا كان ما تقرره إسرائيل.. واقع الدولة الواحدة يلوح في الأفق

أيا كان ما تقرره إسرائيل.. واقع الدولة الواحدة يلوح في الأفق

علق الكاتب إيشان ثارور على الخطط الإسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية بأنه “أيا كان ما تقرره إسرائيل، فإن واقع الدولة الواحدة يلوح في الأفق”.

وقال الكاتب في تحليله بصحيفة واشنطن بوست إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته الائتلافية قد لا يجازفان هذا الأسبوع بإعلان الضم.

وأشار إلى أن نتنياهو يتعرض لضغوط مجموعات المستوطنين والأحزاب السياسية المؤيدة لحقه في بسط السيادة الإسرائيلية على ما يصل إلى 30% من الضفة الغربية في أقرب وقت ممكن قبل رحيل الرئيس ترامب المحتمل عن منصبه.

وألمح إلى أنه من بداية التنازلات السياسية الكبيرة لإسرائيل على مدى السنوات الثلاث الماضية وكذلك مخططه المثير للجدل حول “السلام” في الشرق الأوسط الذي كشف عنه في يناير/كانون الثاني، أظهر البيت الأبيض استعداده لتجاوز هدف الولايات المتحدة الذي طالما تمسك به، وهو “حل الدولتين” لصالح وضع راهن جديد أكثر انسجاما مع مصالح اليمين الإسرائيلي.

واستشهد الكاتب بما قاله آرون ديفيد ميلر، وهو دبلوماسي أميركي سابق ومخضرم في جولات سابقة من محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، “تطبيق القانون الإسرائيلي على جزء كبير من الضفة الغربية سيعني نهاية دائمة لمشروع الدولة الفلسطينية، مما يجعل (نتنياهو) رئيس الوزراء الذي لم يدفن فقط حل الدولتين بل ضم أجزاء مختارة بالضفة الغربية”.

وتابع أن توافق الرأي بين محللي السياسة الإسرائيلية هو أن نتنياهو سيتبنى مؤقتا نهجا أقل عدوانية، وربما يبسط في البداية السيادة على حفنة صغيرة من الكتل الاستيطانية.

وبالنسبة للمدافعين التقليديين عن إسرائيل في واشنطن فقد كان تحذيرهم هو الأعلى، فهم يجادلون ضد الضم بشروط عملية براغماتية، مع الاعتراف بأن الوضع الحالي من السيطرة الإسرائيلية الصارمة على الأراضي الفلسطينية والتغاضي العالمي النسبي على جرائم الاحتلال العسكري غير المحدود يناسبان كلا من المصالح الإسرائيلية والأميركية أكثر من خطوة أحادية ستثير ردة فعل من الفلسطينيين والحكومات في أماكن أخرى.

أما بالنسبة للفلسطينيين، فإن سنوات الاحتلال الإسرائيلي والاستيلاء على الأراضي والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية وحول القدس الشرقية، قد عززت بالفعل هذا الواقع.

وكما يقول الباحث الفلسطيني الأميركي يوسف منير “على عكس الرواية الشعبية، فإن الضم لن يقتل حل الدولتين، لا يمكنك أن تقتل شيئا مات منذ فترة طويلة.. وبدلا من ذلك، فإن الضم يجرّ ويعرض جثة حل الدولتين أمام العالم”.

الجزيرة