واشنطن – كشفت دراسة نشرتها مجلة “سيل” أنّ فايروس كورونا المستجدّ قد تطور بسرعة كبيرة مما جعل النسخة الحالية المنتشرة منه تصيب الخلايا البشرية أكثر بثلاث إلى ستة مرات من النسخة الأولى التي كانت منتشرة في بداية ظهور الوباء في مدينة ووهان الصينية، لكن ذلك يحتاج إلى إثبات أكثر.
وبعد وصول كورونا المستجدّ إلى أوروبا، أصبحت النسخة الجديدة للفايروس الذي يتحول مثل كل الفيروسات الأخرى، مسيطرة وسرعان ما انتقلت هذه النسخة الأوروبية إلى الولايات المتحدة. وتشمل النسخة المتحولة التي سميت “دي614جي” حرفا واحدا من الحمض النووي للفيروس في مكان يتحكم بالرأس الذي يلج فيه إلى الخلايا البشرية.
وأجرى الدراسة الجديدة باحثون من جامعتي شيفيلد وديوك والمختبر الوطني في لوس ألاموس. وتبين لهم أن “دي614جي” بات مهيمنا أكثر وعبّروا عن قلقهم من أن التحول يجعل الفايروس “أكثر قابلية للانتقال”.
وقد عرضت نتائج الدراسة عبر الإنترنت على موقع مخصص للأبحاث والدراسات العلمية قبل نشرها رسميا، إلا أن هذه النتيجة تعرضت للانتقاد لأن الفريق لم يثبت أن التحول بحد ذاته هو سبب هيمنة هذه النسخة من الفايروس وربما استفاد من عوامل أخرى أو أتى صدفة. فأجرى العلماء هؤلاء أعمالا وتجارب إضافية بطلب خصوصا من ناشري مجلة “سيل”.
وقال انطوني فاوتشي مدير معهد الأمراض المعدية في الولايات المتحدة لمجلة “جاما”، “لا نعرف حتى الآن ما إذا كان الشخص يتحمل هذه النسخة بشكل أفضل أم لا. لكن يبدو أن الفيروس يتناسخ بشكل أكبر وقد تكون عدواه أقوى إلا أننا لا نزال في طور تأكيد ذلك. وثمة علماء كبار في جينيات الفيروس يعملون على ذلك”.
ويتقفى باحثون عبر العالم التحولات الجينية للفايروس ويفككون مجين تلك التي يجدونها ويتشاركونها في قاعدة بيانات دولية باتت تضم أكثر من 30 ألف مجين حتى الآن.
كما حلل العلماء بداية بيانات 999 مريضا بريطانيا أدخلوا المستشفى لإصابتهم بكوفيد-19 ووجدوا لدى الذين أصيبوا بالفايروس المتحول عددا أكبر من الجزئيات الفايروسية من دون أن يؤثر ذلك على خطورة إصابتهم ما شكل نبأ مشجعا.
من جهة أخرى أظهرت تجارب في المختبر أن النسخة المتحولة من فايروس كورونا المستجد قادرة على إصابة الخلايا البشرية أكثر بثلاث إلى ست مرات.
وقالت إريكا أولمان سافاير التي أجرت إحدى هذه التجارب في “لا جويا إينستيتوت فور إيميونولودجي”، “يبدو مرجحا أنه فايروس أكثر قدرة”، لكن كل ذلك يبقى “في خانة الترجيح” إذ أن التجربة في الأنبوب لا يمكن أن تحاكي الدينامية الفعلية لجائحة ما.
لكن يمكن القول بالحد الأدنى إن فايروس كورونا المستجد المنتشر حاليا “معدٍ أكثر” لكن هذا لا يعني أن عدواه تنتقل أكثر بين البشر.
وكتب نايثن غروبو من جامعة يال وزملاؤه في مقال منفصل أن هذه “النسخة باتت هي الجائحة الآن”.
وأضاف أن النسخة الجديدة “لا ينبغي أن تغير بشيء إجراءات الحماية أو أن تفاقم الإصابات الفردية”.
وأضاف “إننا نشهد على عمل علمي بالوقت الحقيقي هذا اكتشاف مثير للإهتمام وقد يطال ملايين الأشخاص لكن لا نزال نجهل تأثيره النهائي. لقد اكتشفنا الفايروس قبل ستة أشهر وسنستمر بتعلم الكثير بشأنه في الأشهر الستة المقبلة”.
وتجاوز عدد المصابين بفايروس كورونا في العالم عتبة الـ 11 مليونا، حتى ظهر الجمعة، اذ وبلغ اجمالي الاصابات عالميا، 11 مليونا و5 آلاف و961 إصابة، وفق معطيات موقع “Worldometer” المختص برصد إحصاءات الفايروس.
وجاءت الولايات المتحدة في المرتبة الأولى من حيث الإصابات، بمليونين و837 ألفا و189، تلتها كل من البرازيل بمليون و501 ألفا و353 إصابة، وروسيا بـ667 ألفا و883، والهند 627 ألفا و168، ثم إسبانيا بـ297 ألفا و183.
ووفق معطيات الموقع نفسه، فاقت وفيات كورونا عالميا، 524 ألفا، وحالات الشفاء 6 ملايين و166 ألفا.
العرب