أجبرت جائحة كورونا الشركات على إعادة اكتشاف نفسها، ومن المنتظر أن نرى تغييرات جذرية على سوق العمل خلال الفترة القادمة.
يقول تقرير بموقع إكيبوس إي تالنتو الإسباني إن التدابير التي فرضتها جائحة كورونا خلال الأشهر الأخيرة كان لها تأثيرات كبيرة على الشركات، وإن الاتجاه نحو التكيف مع التطورات فرض تحديات جديدة ينبغي التعامل معها بنجاح لتحسين الإنتاجية والاستمرار في تحقيق النمو.
وأوضح الموقع أن أغلب الشركات والموظفين أصبحوا يراهنون على العمل عن بعد حتى بعد فتح الاقتصاد وتخفيف إجراءات الإغلاق.
وفقًا لاستطلاع أجرته شركة باين آند كومباني (Bain&Company) المتخصصة في استشارات الأعمال، فإن 68% من الموظفين في إسبانيا تمكنوا من تأدية مهامهم عن بعد بإنتاجية أفضل، وهو ما يعني أن العمل في المكاتب لم يعد مرادفا لزيادة الإنتاجية.
وفيما يلي، ترصد شركة سوديسكو (Sodexo) متعددة الجنسيات أهم المفاتيح للتأقلم مع متغيرات سوق العمل بعد أزمة كورونا.
العمل عن بعد
بعد نجاح تجربة العمل عن بعد خلال الفترة الماضية، لا يرغب العديد من الموظفين في العودة إلى المكتب، أو على الأقل لا يرغبون في استئناف العمل من المكتب بشكل دائم.
وفقًا لدراسة شركة أديكو (Adecco) للتوظيف المؤقت، يرغب 77% من الموظفين في الجمع بين العمل عن بعد والعمل في مقر الشركة. بهذه الطريقة، سوف يتمكن الموظفون من التوفيق بشكل أكبر بين الحياة الشخصية والحياة العملية، وتجنب التنقل المستمر إلى مكان العمل.
أربعة أيام دوام في الأسبوع
الحصول على وقت فراغ أطول من العوامل التي تجعل الموظفين يعودون إلى أعمالهم بنشاط أكبر ويقدمون إنتاجية أفضل. من أجل ذلك، ينبغي على المؤسسات أن تراهن على أسبوع العمل الذي يمتد أربعة أيام بدلا من خمسة.
وفقا لاستطلاع أجرته كلية هينلي لإدارة الأعمال (Henley Business School)، يرى 77% من الموظفين أن حياتهم ستكون أفضل إذا عملوا أربعة أيام في الأسبوع.
ويجب أن تتغير ثقافة العمل بشكل يعطي أولوية لتحقيق الأهداف بدلا من التركيز على عدد ساعات العمل.
التكنولوجيا لعبت دورا حاسما في إنقاذ المؤسسات خلال فترة كورونا (غيتي)
الاعتماد على الرقمنة
لعبت التكنولوجيا دورا حاسما في إنقاذ المؤسسات المتعثرة خلال الفترة الماضية، وتتجه الشركات أكثر فأكثر نحو اعتماد الرقمنة، ومن المنتظر أن يتواصل هذا الأمر في المستقبل القريب.
سيُحدث ذلك تغييرات كبيرة على بيئة العمل، وسيتعيّن على الموظفين اكتساب مهارات جديدة، والتكيف سريعا مع الأدوات الرقمية الحديثة.
تعزيز التواصل مع الموظفين
في ظل الجمع بين العمل في المكتب والعمل عن بعد، يصبح التواصل مع الموظفين أكثر أهمية بكثير من السابق.
لذلك يجب أن يطّلع الموظفون على آخر المستجدات في الشركة بغض النظر عن المكان الذي يؤدون فيه مهامهم، ومن الضروري تبني إستراتيجية اتصالية داخلية ناجحة لتعزيز نمو الشركة وتحفيز الإنتاجية.
قطع الاتصال بالشبكة
حسب موقع إكيبوس إي تالنتو الإسباني تشير الإحصائيات إلى أن الإسبان يعملون بمعدل ساعتين إضافيتين يوميا عندما يؤدون العمل عبر الإنترنت من المنزل.
لذلك من الضروري قطع الاتصال بالشبكة عند الانتهاء من الدوام أو إنجاز مهمة محددة، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة على الشركة والموظف، فالاتصال المستمر بالإنترنت يسبب الإجهاد على المدى البعيد ويؤثر سلبا على الإنتاجية.
المصدر : الصحافة الإسبانية