قال تقرير بموقع “أويل برايس” إن الطلب الضخم للصين على النفط الخام قد يكون انتهى الآن، وإن صناعة النفط لن تستطيع الاستمرار في الاعتماد على دعم بكين للطلب مثلما دعمته أواخر الربيع والصيف الماضيين.
وأوردت الكاتبة تسفيتانا باراسكوفا -في تقريرها- كثيرا من البيانات لتوضيح أن واردات الصين حطمت الرقم القياسي، ودعمت أسعار النفط الخام عندما بدأ تعافي الطلب في بقية العالم يتذبذب، وسط مخاوف من موجة ثانية لوباء كوفيد-19.
فقد استوردت الصين كميات قياسية من النفط الخام في مايو/أيار ويونيو/حزيران الماضيين، حيث حاولت الدولة المتعطشة للنفط الاستفادة من انخفاض أسعاره في أبريل/نيسان الماضي، لكن الواردات في يوليو/تموز كانت أقل مما كانت عليه في يونيو/حزيران الماضيين، ومع ذلك، فقد كانت أعلى بنسبة 25% عما كانت عليه في يوليو/تموز من العام المنصرم.
آخر صفقة
وقالت الكاتبة إن الصين ستستورد هذا الشهر ما يمكن أن تكون آخر شحنات الصفقة التي أطلقتها المصافي في أبريل/نيسان الماضي، وبعد ذلك لا يمكن التكهن بما سيحدث مع واردات الصين من النفط الخام.
وأشارت إلى أن العوامل التي ستدعم واردات النفط الخام الصينية المرتفعة نسبيا خلال بقية العام تشمل دليلا على أن طلب الصين يبدو في حالة انتعاش جيدة وإشارات على أن الصين ستزيد مشترياتها من النفط الخام الأميركي في محاولة للوفاء بالوعد المنصوص عليه في المرحلة الأولى من صفقة التجارة.
ومن ناحية أخرى، تشمل العوامل التي يمكن أن تبطئ واردات الصين من النفط الخام خلال الأشهر القليلة المقبلة ارتفاع أسعار النفط مقارنة بأدنى مستوياتها في أبريل/نيسان الماضي، وضعف الطلب على الوقود وهوامش التكرير في بقية آسيا، مما قد يثني شركات التكرير الصينية عن تصدير الكثير من النفط للمنطقة، حسب الكاتبة.
يشار إلى أن أسعار النفط انخفضت في التعاملات الصباحية أمس الجمعة بنحو 0.1%، لتصل إلى 44.63 دولار للبرميل، لكنها قبعت قرب أعلى مستوى في 5 أشهر؛ إذ يدعم تخفيف إجراءات العزل العام تعافيا بطيئا في طلب الوقود، في حين يسعى منتجون كبار للخام لتقييد الإمدادات، وفق ما ذكرته رويترز.
شركات النفط الحكومية الصينية حجزت مبدئيا ناقلات لشراء 20 مليون برميل على الأقل من النفط الأميركي في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول (رويترز)
المجهول الكبير
هناك دائما المجهول الكبير -كما تقول الكاتبة- في ما يتعلق باحتياطيات الصين التجارية والإستراتيجية. ونظرا لأن الصين لا تبلّغ عن المخزونات، فإن المحللين يتكهنون فقط بشأن كمية النفط الخام التي تخزنها الصين في احتياطياتها الإستراتيجية والتجارية.
وتضيف أن من بين العوامل التي يمكن أن تستمر في دعم واردات النفط الخام الصينية المرتفعة نسبيا، وبالتالي دعم أسعار النفط؛ تعافي النشاط الصناعي، الذي يشجعه التحفيز الحكومي لمشاريع البنية التحتية، في وقت يعتقد فيه المحللون أن النشاط الصناعي وزيادة الشحن البري وصفقات التجارة الإلكترونية من المقرر أن ترفع طلب الصين على الديزل إلى مستوى قياسي هذا العام.
ومن عوامل الصعود الأخرى للواردات الصينية، وأسعار النفط المحتملة، كون الصين تكثف مشترياتها من منتجات الطاقة الأميركية، بما في ذلك النفط الخام، كجزء من صفقة التجارة بين الولايات المتحدة والصين.
وذكرت وكالة رويترز في وقت سابق هذا الشهر أن شركات النفط الحكومية العملاقة في الصين حجزت مبدئيا ناقلات بشأن خطط لشراء 20 مليون برميل على الأقل من النفط الأميركي في أغسطس/آب الجاري وسبتمبر/أيلول المقبل.
وبالنظر إلى أنه من المقدر أن الصين أوفت بنسبة 5% فقط من المشتريات المستهدفة من منتجات الطاقة الأميركية في النصف الأول من عام 2020، فإن زيادة المشتريات -بما في ذلك النفط الخام الأميركي- وفي النصف الثاني من العام؛ يمكن أن تبقى واردات النفط الخام الصينية مرتفعة نسبيا، وفق الكاتبة.
ومع ذلك، فإن هناك عوامل هبوطية يمكن أن تثبط شهية الصين لواردات النفط الخام لبقية العام، وربما تؤثر على أسعار النفط أيضا، وتشمل تلك العوامل ضعف الانتعاش في الطلب على الوقود في بقية دول آسيا، مما يؤثر على هوامش التكرير في المنطقة. وهذا قد يثني شركات التكرير الصينية عن الاستمرار في معالجة كميات قياسية من النفط الخام، حسب تقرير أويل برايس.
وظهرت بيانات رسمية أوردتها رويترز أن إنتاج المصافي في الصين سجل رقما قياسيا في يوليو/تموز المضي بلغ 14.03 مليون برميل يوميا بعد عودة مصافي التكرير الكبرى للعمل من الصيانة.
ومع ذلك، مع ضعف هوامش الربح والطلب على الوقود في بقية آسيا، قد لا يكون لدى المصافي حافز كبير لمعالجة كميات قياسية من النفط الخام إذا لم تكن هناك سوق في آسيا لامتصاص كل تلك المنتجات المكررة.
المصدر : رويترز + مواقع إلكترونية