باريس – هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، اليونان بالخراب في حال ارتكابها أي خطأ، مؤكدا أنه سيفعل ما يلزم لحفظ حقوق بلاده في المتوسط والبحر الأسود وبحر إيجه.
وقال أردوغان أثناء حفل إحياء لذكرى معركة ملاذكرد عام 1071 التي تمثل دخول الأتراك إلى الأناضول بعد انتصار السلطان ألب أرسلان التركماني على البيزنطيين، “تركيا ستأخذ ما هو حقّها من البحر الأسود وبحر إيجه والمتوسط لن نقدم أي تنازل إطلاقاً على ما يخصّنا”.
وأكد الرئيس التركي، الأربعاء، أن بلاده لن تقدم”أي تنازل” في الدفاع عن مصالحها المرتبطة بالغاز في شرق المتوسط داعيا اليونان إلى تجنّب أي “خطأ” يمكن أن يؤدي إلى “خرابها”.
وأضاف “لذلك نحن مصمّمون على القيام بكل ما يلزم على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري”.
وشدّد أردوغان الذي يتّهم أثينا بأنها تريد أن تكسب الاتحاد الأوروبي ضد أنقرة، الأربعاء على أن “تركيا ليست دولة يمكن اختبار صبرها وعزمها وامكاناتها وشجاعتها، أولئك الذين يريدون اعتراضنا وهم مستعدون لدفع الثمن، فليفعلوا ذلك. وإلا فليبتعدوا عن طريقنا”.
وتأتي هذه التصريحات وسط تصعيد للتوتر بين أنقرة وأثينا في شرق المتوسط، حيث فاقم اكتشاف حقول غاز كبيرة في السنوات الماضية نزاعات قديمة بين البلدين المجاورين بشأن الحدود البحرية.
استفزازات تركيا في شرق المتوسط دفعت عددا من الدول إلى التصدي لطموحات أنقرة، حيث حذّرت فرنسا، الأربعاء، تركيا من أن شرق المتوسط لا يمكن أن يشكل “ملعبا” لـ”طموحات” وطنية، في وقت لا يزال التوتر يتزايد بين أنقرة وأثينا حول عمليات التنقيب عن الغاز في هذه المنطقة.
وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي في تغريدة إن شرق المتوسط “يجب ألا يكون ملعبا لطموحات البعض: إنه ملكية مشتركة”.
وأضافت “شرق المتوسط يتحوّل إلى مساحة توتر. احترام القانون الدولي يجب أن يكون القاعدة وليس الاستثناء”.
وتابعت “رسالتنا بسيطة: الأولوية للحوار والتعاون والدبلوماسية كي يكون شرق المتوسط مساحة استقرار واحترام للقانون الدولي”.
وتوترت العلاقات بين فرنسا وتركيا في الشهور الماضية بسبب تحركات أنقرة في ليبيا والبحر المتوسط.
ويرى مراقبون أن مواصلة تركيا انتهاك المياه الإقليمية لليونان وقبرص في شرق البحر المتوسط غير مبالية بالتحذيرات الدولية والأوروبية تزيد من حدة التوترات والمواجهات المحتملة مع قوى المنطقة والغرب، وربما تهدد باندلاع حرب أوروبية شرق أوسطية.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاتحاد الأوروبي لإبداء التضامن مع اليونان وقبرص في النزاع بشأن احتياطيات الغاز الطبيعي قبالة سواحل قبرص وامتداد الجرف القاري لهما، وحث على فرض المزيد من العقوبات على مستوى التكتل على الرغم من وجود خلافات داخل الاتحاد فيما يتعلق بهذا الشأن.
وسعت ألمانيا للوساطة بين أنقرة وأثينا. وقال وزيرا خارجية البلدين، الثلاثاء، إنهما يريدان حل الأمر عبر الحوار بعد محادثات مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس. لكنهما حذرا من أن البلدين سيواصلان الدفاع عن حقوقهما في المنطقة.
وقالت بارلي “رسالتنا بسيطة: الأولوية للحوار والتعاون والدبلوماسية كي يصبح شرق البحر المتوسط منطقة مستقرة وتحترم القانون الدولي”.
ونشرت باريس قبل ذلك بشكل مؤقت مقاتلتين من طراز “رافال” وسفينتين حربيتين في 13 أغسطس في شرق المتوسط للمشاركة في تدريب مشترك مع البحرية اليونانية.
وأرسلت تركيا منذ العاشر من أغسطس سفينة “عروج ريس” للرصد الزلزالي ترافقها قوة عسكرية إلى منطقة تطالب أثينا بالسيادة عليها، ما أثار غضب اليونان التي نشرت سفنا حربية في المنطقة.
وأثار اكتشاف حقول غاز كبيرة في شرق المتوسط في السنوات الماضية توترا شديدا بين انقرة واثينا اللتين تتنازعان بعض المناطق البحرية.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، الثلاثاء، إن تركيا مستعدة لحوار لكن من دون فرض أثينا أي “شروط مسبقة”.
ميدانيا، يبدو الوضع متوترا أيضا إذ أن أنقرة وأثينا العضوين في حلف الأطلسي واللتين لديهما تاريخية علاقات حساسة، أجرتا الثلاثاء مناورات بحرية متقابلة.
وتجري اليونان وفرنسا وإيطاليا وقبرص من الأربعاء حتى الجمعة تدريبات عسكرية مشتركة في شرق المتوسط، في جنوب جزيرة كريت اليونانية وقبرص.
العرب