الضربات الإسرائيلية تستنزف إيران جنوب سوريا

الضربات الإسرائيلية تستنزف إيران جنوب سوريا

تسبّب القصف الإسرائيلي على سوريا ليل الاثنين بمقتل 11 شخصا، غالبيتهم مقاتلون موالون لإيران، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن القتلى هم ثلاثة عناصر من قوات النظام السوري وسبعة من المسلحين الموالين لإيران، من جنسيات غير سورية، بالإضافة إلى مدنية واحدة.

وكانت حصيلة أولية أفادت بسقوط خمسة قتلى جراء القصف الذي طال مواقع عسكرية للقوات الحكومية جنوب غرب دمشق وأخرى لمجموعات موالية لإيران بينها حزب الله اللبناني في ريف درعا الشمالي جنوب سوريا.

وتحاول إيران جاهدة تثبيت موطئ قدم لها جنوب سوريا، بيد أنها تجد صعوبة في تحقيق هذا الهدف في ظل تصاعد الضربات الجوية الإسرائيلية.

وأفاد الإعلام السوري الرسمي عن قصف “برشقات الصواريخ” طال المنطقة الجنوبية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” عن مصدر عسكري، “ارتقاء شهيدين (عسكريين) وجرح سبعة جنود”، جراء قيام “العدو الصهيوني بتوجيه ضربة جوية من اتجاه الجولان السوري المحتلّ على بعض مواقعنا العسكرية جنوب دمشق”.

وأعلنت في وقت لاحق “استشهاد مواطنة وإصابة زوجها” في القصف على قرية قرب دمشق.

إيران تسعى لتثبيت موطئ قدم لها جنوب سوريا، بيد أنها تجد صعوبة في تحقيق هذا الهدف في ظل تصاعد الضربات الجوية الإسرائيلية

وهذا القصف هو الثاني من نوعه على سوريا خلال أغسطس، إذ أعلنت دمشق تصدي دفاعاتها مطلع الشهر لغارات جويّة قالت إسرائيل إنّ طائراتها شنّتها في جنوب سوريا.

ونادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذها غارات في سوريا، إلا أنّها تكرّر أنها تواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات طهران الداعمة لدمشق، لترسيخ وجودها العسكري في هذا البلد وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني.

وشهد لبنان خلال الأسابيع الأخيرة توتّرا بين حزب الله وإسرائيل. وتوعّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأحد بالردّ على مقتل أحد عناصره في سوريا في يوليو. وقال في كلمة متلفزة “على الإسرائيلي أن يفهم: عندما تقتل أحد مجاهدينا، سنقتل أحد جنودك”.

وأضاف نصرالله في إشارة إلى التصعيد الذي شهدته الحدود بين إسرائيل ولبنان “هذا كلّه مسجّل في الحساب، وسيأتي حسابه”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء الماضي أنّ قواته قصفت نقاطا لحزب الله قرب الحدود مع لبنان ردّا على إطلاق نار استهدفها ليلا. وتوعّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بردّ “قوي” في حال حصول هجمات جديدة انطلاقا من لبنان.

وفي 27 يوليو الماضي، قال الجيش الإسرائيلي إنّه خاض “قتالا” على الحدود مع لبنان بعد إحباط محاولة تسلّل “خلية إرهابية” عبر الحدود. وقال نتنياهو حينها إنّ حزب الله “يلعب بالنار”. إلا أنّ حزب الله نفى خوضه أيّ اشتباك مع الجانب الإسرائيلي والتقارير عن إحباط محاولة تسلّل لعناصره.

وجاءت الأنباء عن تبادل إطلاق النار وقتذاك، عقب تقارير إعلامية إسرائيلية رجّحت ردا محتملا من حزب الله بعد مقتل أحد عناصره قبل أيام في غارة جوية قرب دمشق، اتّهم إسرائيل بشنّها وتوعّد بالرد عليها.

صحيفة العرب