حذرت وزارة الصحة العراقية، أمس، من أن يؤدي الارتفاع المتواصل بأعداد المصابين بفيروس «كوفيد – 19» إلى «فقدان سيطرة مؤسساتها الصحية في التعامل مع الأعداد الكبيرة». وجاء تحذير الوزارة غداة تسجيل 5 آلاف إصابة جديدة، أول من أمس. ويوم أمس (السبت) سجل العراق 4644 إصابة جديدة، وبذلك يبلغ إجمالي الإصابات في البلاد 256.719 ألف إصابة. وتشكك مصادر طبية بإجمالي العدد، وتتوقع أن يكون أكثر من ذلك بكثير، نظرا لعدم ذهاب أعداد كبيرة من المصابين إلى المشافي الحكومية وتفضليهم البقاء في المنزل لخشيتهم من تدهور أوضاعهم الصحية في المشافي.
ولا تستبعد الدوائر الصحية عن استمرار زيادة أعداد المصابين في الأيام والأسابيع المقبلة، مع عدم التزام غالبية السكان بالشروط الصحية. وهذا ما أكدته وزارة الصحة في بيان قالت فيه إنه: «رغم تحذيرات وزارة الصحة وتأكيدها المستمر على ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية المتمثلة بارتداء الكمامات والتباعد الجسدي ومنع التجمعات البشرية وعدم التهاون بها؛ فقد سجلت (اليوم الجمعة) أعلى عدد إصابات بمرض «كوفيد – 19» منذ بدأ الجائحة في العراق بسبب عدم التزام أغلب المواطنين بهذه الإجراءات».
وغالبا ما ترتبط الزيادات الكبيرة بمواسم الأعياد والمناسبات الدينية، وهذا ما تظهره إحصاءات وزارة الصحة حيث شهد العراق زيادة كبيرة في أعداد الإصابات والوفيات عقب عيدي الفطر والأضحى الماضيين، وجاء الزيادة الأخيرة بعد انتهاء موسم زيارات عاشوراء.
ويقول بيان وزارة الصحة إنه «رغم التزام أغلب المجالس الحسينية بالإجراءات الوقائية والتي أشدنا بها في بياناتنا السابقة، إلا أننا شاهدنا الكثير من التجمعات الكبيرة المتعددة وفي كثير من الأماكن كالشوارع والأسواق والمطاعم وغيرها، وبدون اتخاذ أي من الإجراءات التي أوصت بها وزارتنا، وهو ما سبب هذا الارتفاع في عدد الإصابات».
وتتوقع وزارة الصحة «استمرار الإصابات بالتصاعد في الأيام المقبلة، الأمر الذي نخشى منه أن يؤدي إلى فقدان سيطرة مؤسساتنا الصحية في التعامل مع هذه الأعداد الكبيرة من الإصابات، وبالتالي ارتفاع أعداد الوفيات بعد أن أمضينا شوطاً جيداً في خفضها خلال الأسابيع القليلة الماضية».
وطلبت وزارة الصحة من المواطنين «الجدية والحزم بالالتزام بالإجراءات الوقائية، وخصوصاً ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الجسدي وتعقيم اليدين في كافة المرافق ذات التجمعات البشرية».
وكانت السلطات العراقية قررت رفع الحظر الصحي عقب عطلة عيد الأضحى الماضي، وأبقت على حظر جزئي لساعات محدودة من الليل لا يلتزم بها أعداد غير قليلة من المواطنين، الأمر الذي أسهم في تفاقم حالات الإصابة.
ورغم الارتفاع اللافت والمخيف في أعداد الإصابات، إلا أن غالبية السكان العراقيين لا يكترثون بوسائل الوقاية، ويمارسون عاداتهم وأعمالهم اليومية ويتعاملون مع مخاطر الوباء بشكل اعتيادي.
الشرق الأوسط