الانتخابات الأمريكية لن تغير نهج واشنطن تجاه طهران

الانتخابات الأمريكية لن تغير نهج واشنطن تجاه طهران

أجمع عدد من المواطنين الإيرانيين، عدم وجود فرق بين مرشحي الرئاسة الأمريكية، الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطي جو بايدن، وأن نتائج الانتخابات الأمريكية، أيًا كانت نتيجتها، لن تنعكس بصورة إيجابية على طهران.

يأتي ذلك في وقت يستمر فيه السباق الانتخابي بين ترامب وبايدن، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وتعتبر إيران إحدى الدول التي سيكون لنتائج الانتخابات فيها تأثيرا كبيرا.

وتتابع إيران، سباق الانتخابات الأمريكية عن كثب، إلا أن الشارع الإيراني لا يعتبر أن نتائج الانتخابات، أيًا كان الطرف الفائز، ستحمل معها تغييرًا في السياسة الأمريكية تجاه طهران.

كما يرى الشارع الإيراني أن الرئيس حسن روحاني، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية مرتين على التوالي بدعم من الإصلاحيين في البلاد، اضطر لمواجهة أزمة اقتصادية كبيرة بسبب انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في 8 مايو/ أيار 2018، وعودة الإدارة الأمريكية لفرض عقوبات على طهران.

كما سجلت العملة الإيرانية تراجعا قياسيا أمام الدولار، في عهد حكومة روحاني، التي واجهت أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ البلاد بسبب العقوبات الأمريكية.

* نهج معاد

أحمد موسوي، أحد التجار في العاصمة طهران، قال إن “فوز ترامب أو بايدن في الانتخابات الأمريكية المقبلة، لن يغير شيئا بالنسبة لإيران”.

وأضاف موسوي، لـ”الأناضول”، أنه “لا يوجد اختلاف في وجهة النظر في إيران بالنسبة لتوجهات الجمهوريين والديمقراطيين تجاه الملف الإيراني، وأن كلاهما له نهج معادٍ لإدارة طهران”.

وأوضح أن مشاكل “إيران الرئيسية هي المشاكل الداخلية”، مشيرا إلى أن “واشنطن تمتلك استراتيجية لا تتغير تجاه إيران، وأن هذه الاستراتيجية لن تتغير سواء بقي ترامب أو فاز بايدن في الانتخابات الرئاسية”.

وقال أيضا: “إذا نجح بايدن في الانتخابات الرئاسية، فسيظل يطبق نفس السياسات تجاه طهران، وستستمر الأوضاع السيئة في إيران حتى لو تم انتخاب بايدن لأن قضيتنا داخلية”.

وختم بقوله “لا شك في أن العقوبات والسياسات الأمريكية لها تأثير على الوضع الاقتصادي في إيران، لذلك، على طهران أن تتخذ خطوات أكثر صرامة لحل مشاكلها الاقتصادية”.

* مطالب الاعتماد على الذات

بدوره، رأى مهندس التعدين علي دوستي، بأن “إيران يجب أن تبتعد عن الكفاح تجاه رفع العقوبات، وتجديد الاتفاقية النووية، والتحول إلى دينامياتها الخاصة لتحسين اقتصادها”.

وقال: “توجد أكبر احتياطيات النفط والغاز الطبيعي والرواسب المعدنية في بلدنا، ويجب على السلطات الإيرانية دعم رواد الأعمال وتطوير المشاريع، تماما كما يفعل كل من بايدن وترامب إزاء إعطائهما الأولوية لمصالح بلادهما الاقتصادية”.

وتابع قائلا “يجب أن نعطي الأولوية لشعبنا واقتصادنا، وأعتقد أن المتنافسين في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لا يختلفون عن بعضهم البعض، يجب أن نعتمد على أنفسنا، الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أيًا كان، لن يسعى لخدمة مصالحنا”.

* نظرة عدائية

أما فرهاد متقي، الذي يعمل سائقا لسيارة أجرة في طهران، فذهب إلى أنه “في عهد جورج بوش الابن، وباراك أوباما، حافظت الولايات المتحدة على نظرتها العدائية تجاه طهران”.

وأشار متقي إلى أن “تغير رئيس الولايات المتحدة، لن يحدث اختلافًا في نهج وموقف واشنطن من طهران، وأن قضية الاتفاق النووي كانت عبارة عن مسرحية لإعادة فرض العقوبات على إيران”.

وقال أيضا “تُظهر العقوبات الأمريكية الجديدة ضد إيران أن هذه السياسات قد تم التخطيط لها مسبقًا، لذلك، ما سيحدث في الولايات المتحدة لا ينبغي أن يكون مهمًا بالنسبة لنا، الولايات المتحدة تنفذ سياسات جرى إعدادها منذ زمن بعيد”، وفق تعبيره.

* وعود زائفة

في حين رأى رجل الدين الإيراني حسين قائمي، أن “ترامب وبايدن ليسا خيارين مناسبين للولايات المتحدة”، قائلا “وجه كل من ترامب وبايدن عبارات قاسية لبعضهما البعض، خلال حملتهما الانتخابية، إضافة إلى أنهما ليسا من الأشخاص الذين يسعون لتحسين علاقة بلادهما مع طهران”.

وأضاف “على الشعب الإيراني أن يتعاطف مع بعضه البعض، وأن يكون قادرًا على تحديد الخير والشر”، لافتًا إلى أنه “لا ينبغي تصديق وعود ترامب أو بايدن حول إمكانية رفع العقوبات في حال فاز أي منهما في الانتخابات”.

وختم بالقول “قدم أوباما نفس الوعود لكنه لم يفِ بها، وكان موقف ترامب واضحًا بالفعل، أما وعود بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي هي بالتأكيد غير واقعية، فرؤساء الولايات المتحدة يتصرفون على عكس وعودهم الانتخابية”.

وفي مايو/ أيار 2018، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، الموقع في 2015، بين إيران ومجموعة (5+1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، وفرضت على طهران عقوبات اقتصادية.

ومنذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، فرض ترامب، سلسلة عقوبات قاسية تستهدف خنق الاقتصاد الإيراني، والحد من نفوذ طهران الإقليمي.

كما طالت العقوبات قطاعات حيوية وشخصيات بارزة في إيران، مثل قطاع النفط، ومرشد الثورة علي خامنئي، والحرس الثوري.

الأناضول