فارق غير مسبوق.. هذه أكثر نتائج متقاربة بتاريخ انتخابات أميركا

فارق غير مسبوق.. هذه أكثر نتائج متقاربة بتاريخ انتخابات أميركا

عام 1880، كانت الولايات المتحدة الأميركية على موعد مع انتخابات رئاسية تاريخية احتدم التنافس خلالها بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشكل لافت للانتباه، حيث أفرز التصويت المباشر حينها عن نتائج تاريخية صنّفت كأكثر نتائج متقاربة على مر تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، وأسفرت عن فوز المرشح الجمهوري جيمس جارفيلد (James A. Garfield) على نظيره الديمقراطي وينفيلد سكوت هانكوك (Winfield Scott Hancock) بفارق بسيط جدا.

مع نهاية فترته الرئاسية، رفض الرئيس الجمهوري روثرفورد هايز (Rutherford B. Hayes) الترشح لولاية ثانية مخيبا بذلك آمال كثيرين بحزبه. وأمام هذا الوضع، فضّل شق من المحافظين بالحزب الجمهوري إعادة ترشيح الرئيس السابق يوليسيس غرانت الذي قاد البلاد ما بين عامي 1869 و1877. وقد مثّل غرانت حينها المرشح المثالي لكثيرين على الرغم من الفضائح التي شهدتها فترته الرئاسية فما بين عامي 1878 و1879 قاد الأخير جولة عالمية ساهمت في تحسين وتلميع صورته وزادت من شعبيته مقارنة بكثير من منتسبي الحزب الجمهوري.

إلى ذلك، رفض شق هام من أعضاء الحزب الجمهوري عملية ترشيح غرانت مرة أخرى منبهين من إمكانية حدوث تصدع وانشقاقات بصفوف الحزب شبيهة بتلك التي حصلت قبيل انتخابات عام 1872. وبدلا من غرانت، اقترح البعض أسماء أخرى كالسيناتور جيمس بلاين (James G. Blaine) ووزير الخزانة جون شيرمان (John Sherman).

في الأثناء، لم يتمكن أي من هؤلاء من كسب تأييد الحزب الجمهوري بمؤتمره المنعقد بشيكاغو. وفي المقابل، برز مرشح آخر لم يتوقع أحد ظهوره بشكل سريع على الساحة السياسية تمثل في النائب عن ولاية أوهايو (Ohio) جيمس جارفيلد الذي رافقه المسؤول السابق بميناء نيويورك تشستر ألان آرثر (Chester Alan Arthur) كمرشح لمنصب نائب الرئيس.

من جهة ثانية، حاول الحزب الديمقراطي ترشيح حاكم نيويورك السابق صامويل تيلدن (Samuel J. Tilden) إلا أن رفض الأخير لذلك أدى لقبول ترشح بطل الحرب الأهلية والحاكم العسكري السابق لتكساس ولويزيانا وينفيلد سكوت هانكوك واختيار النائب عن ولاية أنديانا (Indiana) وليام إنغلش (William H. English) كمرشح لمنصب نائب الرئيس.الحملة الانتخابية
وأثناء الحملة الانتخابية، اختلف الحزبان الجمهوري والديمقراطي حول السياسة الجمركية للبلاد. فبينما طالب الجمهوريون بتشديدها، فضّل الديمقراطيون تليينها متحدثين عن فوائد ذلك على الاقتصاد الوطني. وفي مقابل هذا الاختلاف، عبّر مرشحا الحزبين عن قلقهما من سياسة هجرة الآسيويين، خاصة الصينيين، للبلاد واتفقا على إقرار قوانين هجرة جديدة للحد من توافدهم على الولايات المتحدة الأميركية.

10 آلاف صوت
خلال هذه الانتخابات التي جرت عام 1880، حقق جيمس جارفيلد النصر فحصل على 214 صوتا بالمجمع الإنتخابي مقابل 155 صوتا لمنافسه الديمقراطي هانكوك ليصبح بذلك الرئيس العشرين بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية. وبالانتخاب المباشر شهدت نتائج المرشحين تقاربا غير مسبوق حيث تقدم جارفيلد بفارق طفيف لم يتجاوز العشرة آلاف صوت فجمع حسب معطيات تلك الفترة الموجودة بمكتبة الكونغرس 4453611 صوتا، بينما نال هانكوك 4445256 صوتا. إلى ذلك، لم تدم فترة رئاسة جارفيلد طويلا. فبعد أشهر من توليه للمنصب، تعرض الأخير لمحاولة اغتيال أدت لوفاته يوم 19 أيلول/سبتمبر 1881.

طه عبدالناصر رمضان

العربية