قالت السلطات الفرنسية إنها اعتقلت شخص في إطار التحقيقات في إطلاق نار استهدف قسا أرثوذكسيا يوناني الجنسية بمدينة ليون شرقي البلاد، في حين اعتقلت السلطات أمس السبت تونسيا بقضية الهجوم الذي استهدف الخميس الماضي كنيسة في نيس جنوبي البلاد، مما يرفع عدد الموقوفين على خلفية هجوم نيس إلى 4.
وذكر المدعي العام في مدينة ليون، نيكولاس جاكيه، أنه جرى اعتقال المشتبه به في مهاجمة قس يوناني كان يغلق كنيسته ظهر أمس السبت في المدينة، وأضاف أن المعتقل تتوافق مواصفاته مع الوصف الذي قدمه شهود عيان، وقال جاكيه إن المشتبه به لم يكن يحمل سلاحا عندما تم القبض عليه.
وصرح مصدر في الشرطة الفرنسية بتصريحات تلفزيونية بأن المهاجم استهدف ببندقية صيد القس اليوناني قبل أن يلوذ بالفرار، وأضاف المصدر ذاته أن القس يرقد في العناية المركزة بالمستشفى، وأن حالته خطرة. وطلبت وزارة الداخلية من المواطنين اجتناب الاقتراب من المنطقة التي وقعت فيها حادثة الاعتداء.
وقال رئيس بلدية ليون غريغوري دوسيه إنه لم يتضح بعد سبب قيام مهاجم بإطلاق النار على القس، كما قال مصدر لدى ممثلي الادعاء المحليين في ليون إنهم فتحوا تحقيقا في جريمة الشروع في القتل، وقالت محطة “بي إف إم تي في” (BFM TV) الفرنسية إن مكتب المدعي العام الفرنسي لمكافحة الإرهاب لم يتدخل كما هو معتاد، عندما يشتبه مسؤولو إنفاذ القانون في وجود صلة بالإرهاب.
وجاءت مهاجمة القس في مدينة ليون عقب 3 أيام من الهجوم على كنيسة بمدينة نيس خلف 3 قتلى. وأعلن مصدر قضائي فرنسي أمس السبت أن السلطات أوقفت تونسيا يبلغ 29 عاما، مما يرفع إلى 4 عدد الموقوفين، في قضية الهجوم على كنيسة نيس.
وجرى القبض على التونسي الذي يشتبه بتواصله مع منفذ الهجوم، وهو تونسي أيضا، في منطقة غراس التي تبعد نحو 45 كيلومترا عن نيس.
وكان مشتبه به يبلغ 47 عاما أوقف الخميس بعدما ظهر إلى جانب المهاجم في لقطات لكاميرات المراقبة، واعتقل مشتبه به ثان، ويبلغ 35 عاما، في نيس مساء الجمعة، وأفاد مصدر قضائي فرنسي بأنه جرى اعتقال شخص ثالث (33 عاما) مقرب من المشتبه به الثاني.
وتفيد التحقيقات الأولية بأن المنفذ الرئيسي لهجوم نيس وصل إلى المدينة قبل 24 أو 48 ساعة من الهجوم بالسكين، الذي أدى إلى سقوط 3 قتلى.
وذكر القضاء التونسي أن منفذ هجوم نيس -الذي وصل إلى فرنسا بطريقة غير نظامية- له سوابق قضائية في تونس، تتراوح بين قضايا الحق العام والعنف والمخدرات، وقد باشرت السلطات القضائية التونسية تحقيقات بشأن الحادث.
قيس وماكرون
وفي سياق متصل، بحث الرئيس التونسي قيس سعيد أمس السبت مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون تداعيات حادث نيس، ووفق بيان للرئاسة التونسية فقد تطرقت المكالمة إلى العلاقات بين البلدين، إلى جانب التطرق إلى العمليات الإرهابية التي شهدتها فرنسا، وأعرب الرئيس التونسي لماكرون عن شجبه وتنديده بكل أشكال العنف والإرهاب، مشددا على أن الإسلام براء من هؤلاء.
وكان وزراء في الحكومة الفرنسية حذروا من احتمال وقوع هجمات أخرى، وأعلن الرئيس ماكرون رفع عدد قوات الأمن المكلفة بحماية أماكن العبادة والمدارس من 3 آلاف إلى 7 آلاف. ويضاف إلى هؤلاء نحو 7 آلاف عنصر أمن آخرين، نصفهم من احتياطي الدرك، سيوضعون اعتبارا من الاثنين تحت تصرف محافظي المناطق لضمان الأمن.
وقبل أسبوعين، قتل مدرس في إحدى ضواحي باريس على يد مهاجم عمره 18 عاما كان غاضبا فيما يبدو من عرض المعلم لرسم كاريكاتيري مسيء للرسول صلى الله عليه وسلم في فصل دراسي.
المصدر : الجزيرة + وكالات