ماذا لو خسر ترامب.. هل تتحرك ميليشيات وتثير الفوضى

ماذا لو خسر ترامب.. هل تتحرك ميليشيات وتثير الفوضى

واشنطن – “أريد انتقالا رائعا من دون مشاكل” هذا ما أعلنه الرئيس دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، لكنه أرفق تصريحه بإشارة مبهمة قائلا “يجب أن تكون الانتخابات نزيهة”، مثيرا الشكوك حول الطريقة التي سيقبل فيها نتيجة الانتخابات في حال هزيمته.

وأثارت تلك التصريحات تساؤلات بشأن ردة فعل ترامب، وهل أن الأمر متعلق بمزاج رئيس صعب المراس لا يقبل الهزيمة، أم هو تلويح بتحركات عنيفة تقودها ميليشيات من أنصاره المتعصبين لبقائه وخياراته الشعبوية.

منذ أشهر، يزرع الرئيس الأميركي المرشح لولاية ثانية في مواجهة جو بايدن الشك في ما يتعلق بالطريقة التي سيعلن فيها قبول نتائج الانتخابات إذا هزم، والطريقة التي سيحصل فيها انتقال السلطة إلى منافسه الديمقراطي.

من خصوصيات النظام السياسي الأميركي، الفترة الطويلة الفاصلة بين انتخاب الرئيس وتولّيه منصبه، وهي فترة تبلغ حوالى شهرين ونصف الشهر، حيث تغيب السلطة الفعلية، وقد تتحول إلى “فوضى محببة” بحسب تعبير مارتن أندرسون في كتابه “الثورة: إرث ريغن”.

ويقول متابعون للانتخابات الأميركية إنه من الصعب التكهن كيف سيتصرف الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة في حال هزيمته في الانتخابات، وهل يمكن فعلا إعطاء أهمية لأقوال رئيس يحب الاستفزاز.

ويرى لاري ساباتو أستاذ العلوم السياسية في جامعة فيرجينيا أن الأمر “سيعتمد إلى حد كبير على حجم انتصار بايدن” في حال حصل ذلك.

ويقول “إذا خسر ترامب بفارق كبير، فسوف يبذل على مضض الحد الأدنى من الجهود لنقل السلطة إلى بايدن”، موضحا “لكن إذا كانت النتائج متقاربة جدا فإن كل السيناريوهات ممكنة بما يشمل الانزلاق إلى فوضى عنيفة”.

وفي ضوء ما حصل خلال السنوات الأربع الماضية، بدأت بعض الأصوات تعرب من الآن عن قلقها.

وكتب ائتلاف من 12 منظمة غير حكومية إلى الأرشيف الوطني للتعبير عن قلقهم العميق، وقالوا “نحن قلقون جدا من عدم احترام إدارة ترامب لالتزاماتها القانونية بالحفاظ على الوثائق”.

ويبقى السؤال المطروح، ماذا سيفعل في آخر 77 يوما له في السلطة؟ التاريخ مليء بقرارات رئاسية مثيرة للجدل في هذه الفترة الفريدة.

وينص القانون على منح فريق الرئيس المنتخب إمكانية الوصول إلى الكثير من الملفّات، لكن كل شيء يعتمد في نهاية المطاف على حسن نية الفريق المنتهية ولايته وفي المقام الأول الرئيس. في بعض الأحيان يكون من الصعب محو آثار الحملة الانتخابية.

وثمة حكاية مشهورة في واشنطن، فأثناء الانتقال بين فريقي بيل كلينتون وجورج دبليو بوش (أواخر العام 2000/مطلع 2001) تعرض الحرف “دبليو” للتلف أو انتزع عن العديد من لوحات مفاتيح الكمبيوتر من قبل أعضاء الفريق المنتهية ولايته.

في المقابل غالبا ما تقدم المرحلة الانتقالية في نهاية 2008/مطلع 2009 بين فريقي جورج دبليو بوش وباراك أوباما على أنها مثال لما ينبغي أن يحصل، رغم الخلافات السياسية العميقة بين الرجلين.

ومن الأسهل بالطبع لرئيس شغل ولايتين ويغادر بالتالي السلطة دون أن يهزم في صناديق الاقتراع، أن يقوم بتسهيل انتقال السلطة.

وتقول مارثا كومار الباحثة المتخصصة في عمليات الانتقال الرئاسية “من الأسهل البدء بذلك في وقت مبكر، ويصبح الانتقال جزءا من أدائه، وهو يحرص على ترك صورة جيدة”.

لكن هناك استثناء لهذه القاعدة. فالرئيس الجمهوري جورج بوش الأب، الرئيس الذي شغل ولاية واحدة، اختار الرحيل تاركا انطباعا جيدا عند نقل السلطة إلى الديمقراطي بيل كلينتون.

وإذا كانت الرسالة المكتوبة بخط اليد التي تركها جورج بوش الأب في المكتب البيضوي أصبحت تقليدا، فإن لا شيء يوازي روعة ما كتبه في الـ20 من يناير 1993.

وكتب بوش الأب “عزيزي بيل (…) أتمنى لك الكثير من السعادة هنا. لم أشعر أبدا بالوحدة التي تحدث عنها بعض الرؤساء”. مضيفا “لست بارعا في تقديم المشورة لكن لا تدع النقاد يثبطون عزيمتك”. وكتب أيضا “نجاحك الآن هو نجاح لبلدنا. أنا معك من صميم القلب. حظا سعيدا”.

وفي حال هزيمته، هل سيترك دونالد ترامب رسالة إلى جو بايدن؟ وما سيكون مضمونها؟

العرب